تضييق متواصل.. هل ضاق "أنصار" تركيا بـ "مهاجري" سوريا بسبب أردوغان؟

كتب: محمد حسن عامر

تضييق متواصل.. هل ضاق "أنصار" تركيا بـ "مهاجري" سوريا بسبب أردوغان؟

تضييق متواصل.. هل ضاق "أنصار" تركيا بـ "مهاجري" سوريا بسبب أردوغان؟

هيمنت التضييقات التي تمارسها السلطات التركية بحق اللاجئين السوريين خاصة في إسطنبول على كثير من تقارير وسائل الإعلام الغربية، لا سيما أن الرئيس التركي لطالما كان الرجل الذي يتفاخر بحسن استقباله وتعامل بلاده معهم منذ اندلاع شرارة الاضطرابات في سوريا عام 2011، وكأنهم الأنصار الذين استقبلوا المهاجرين وأكرموهم.

تقارير عدة أثبتت أن أوضاع اللاجئين السوريين وأحوالهم تغيرت وأصبحت التضييقات علامة مميزة لهم، في وقت يرى مراقبون أن هذه الإجراءات كشفت الوجه الحقيقي للنظام التركي، واستغلاله ورقة اللاجئين السوريين لتحقيق مكاسب سياسية.

تقرير أمريكي: أسطورة التعامل التركي الجيد مع السورييين تنهار بسبب "أردوغان"

صحيفة "مونيتور" الأمريكية ذكرت في تقرير، أمس، أن أسطورة التعاطف التي بناها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتسامح تجاه اللاجئين السوريين في تركيا، التي روج لها على مدار سنوات، تنهار بسرعة.

وبحسب الصحيفة، فإن الأبحاث تظهر أن أعدادا متزايدة من الأتراك يرون أن السوريين ضيوف غير مرحب بهم في بلدهم، وأنهم تحولوا إلى مصدر للاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية في تركيا، وهذا أمر وفق الصحيفة وضع الحكومة أمام مشكلة يعتقد كثيرون أنها من صنعها.

وأوضحت أن أردوغان جعل الباب مفتوحا أمام السوريين عكس دول أخرى تصرفت بحذر، كما استخدام اللاجئين السوريين كأداة لمهاجمة الدول الأوروبية التي أغلقت الباب أمام اللاجئين السوريين، وهي السياسة التي كان نتاجها وجود أكثر من 3 ملايين ونصف المليون لاجئ، يتركزون بصفة أساسية في إسطنبول، التي خسرها "أردوغان" في الانتخابات البلدية، ما جعله يقتنع بأن السوريين بات لهم تكاليف سياسية فيما يبدو بأنها إشارة إلى أن الوجود السوري كان سببا في خسارة إسطنبول، وعليه بدأت الحكومة في اتخاذ تدابير صارمة ضد اللاجئين السوريين، لاستعادة بعض من شعبيتها التي فقدتها.

وأشارت إلى أنه صدرت تعليمات من وزارة الداخلية بتحديد موعد نهائي في 20 أغسطس للسوريين غير المسجلين في المدينة للعودة إلى المقاطعات التي سجلوا فيها عندما دخلوا تركيا لأول مرة.

ونوهت الصحيفة أن تحالف "أردوغان" مع حزب الحركة القومية في الفترة الأخيرة خلف خطابا ربما عن غير قصد، تسبب في زيادة الكراهية للسوريين وربما للقادمين من الشرق الأوسط.

تقرير فرنسي: اللاجئون السوريون يخشون أن يكونوا ضحية لعبة سياسية جديدة في تركيا

بدورها، سلطت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، في تقرير أمس الأول، الضوء على أوضاع اللاجئين السوريين ومعاناتهم والظروف الصعبة التي تلاحقهم في تركيا، الذين أعربوا عن مخاوفهم أن يكونوا ضحايا لعبة سياسية جديدة.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية، أنه "خلال السنوات الأخيرة الماضية، وصل عدد اللاجئين السوريين في مدينة إسطنبول إلى نحو 500 ألف سوري، بسبب مساومات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على اللاجئين السوريين عبر السماح لتدفقهم لتكون لبلاده يد في العملية السياسية السورية من جهة، إلى جانب ابتزاز أوروبا من جهة أخرى".

وأشارت صحيفة "ليبراسون" إلى أنه خلال الفترة الأخيرة تعرض اللاجئون السوريون إلى مطاردات من قبل النظام التركي لطردهم، مضيفة أن "اللاجئين السوريين أصبحوا يتعرضون إلى أعمال عنف، كما يواجهون إجراءات مشددة من قبل السلطات التركية لدفعهم نحو مغادرة البلاد".

وقالت الصحيفة أيضا، إن تركيا استضافت أكثر من 3 ملايين سوري منذ اندلاع الأزمة السورية، ورغم ذلك فإنهم لا يحصلون سوى على حماية مؤقتة، ولا يمكنهم مغادرة المدينة التي استقروا بها أو التحرك إلا بموافقة السلطات.

سياسي سوري: "أردوغان" تاجر بالسوريين واستغلهم في تزوير الانتخابات وابتزاز الأوروبيين

وقال الخبير العسكري والمحلل السياسي السوري علي مقصود، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "نظام رجب طيب أردوغان الذي تاجر بالدين ليس غريبا عليه أن يتاجر بالسوريين، هو من أشعل الفوضى والإرهاب في سوريا، فكان سببا في تهجير السوريين وتشريدهم، وهو من استقبلهم ليتاجر بهم مع الدول الأوروبية".

وأضاف "مقصود": "الرئيس التركي استغل أزمة اللاجئين السوريين لابتزاز الدول الأوروبية والحصول على المال، مقابل الحد من تدفقهم إلى أوروبا، وفي نفس الوقت استغل السوريين في أعمال تزوير للانتخابات والاستفتاءات التي كانت تجرى بحسب تقارير أثبتت عمليات التزوير".

وتابع: "الآن يزيد الضغوط عليهم بهدف دفعهم إلى مناطق الشمال السوري أو قرب الشمال السوري ليوطنهم في المنطقة الآمنة التي يريدها في الشمال السوري، في اعتداء واضح على سيادة الدولة السورية، وفي تلاعب واضح بالتركيبة الديمجرافية لسوريا، وهي بطبيعة الحال إجراءات تكشف الوجه الحقيقي لنظام أردوغان الإخواني الإرهابي".


مواضيع متعلقة