قُبلة على الرأس ودموع ومساندة.. مواقف إنسانية للسيسي في مؤتمرات الشباب

كتب: دينا عبدالخالق

قُبلة على الرأس ودموع ومساندة.. مواقف إنسانية للسيسي في مؤتمرات الشباب

قُبلة على الرأس ودموع ومساندة.. مواقف إنسانية للسيسي في مؤتمرات الشباب

بجانب الرسميات والتأمينات الشديدة، والاستعدادات والتجهيزات الضخمة، التي أعدت لها مختلف الجهات الحكومية العدة، بالإضافة إلى كاميرات مختلف القنوات الفضائية والإعلامية التي شحذت هممها لإبراز للمناسبات الرسمية المختلفة، لاسيما مؤتمرات الشباب الوطنية، إلا أن إنسانيات الرئيس عبدالفتاح السيسي مع المشاركين بمؤتمرات الشباب كانت الأكثر بروزا بين كل هذا.

لفتة إنسانية مميزة بادر بها السيسي منذ قليل، خلال المؤتمر الوطني السابع للشباب، المقام بالعاصمة الإدارية لأول مرة، حيث استجاب لطلب هديل ماجد، من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي قدمت نفسها بأنها الملقبة بـ"أم كلثوم الصغيرة" وسردت جانبا من حكاياتها بالمؤتمر، وطلبت منه الغناء أمامه وأن يّسمع صوتها على الهواء، قائلة: "وأنا نفسي أطلب من حضرتك طلب، عاوزه أغني قدامك، أنا عاوزاك تسمع صوتي"، وسرعان ما استجاب لها الرئيس بقوله: "ده أنا نفسي أسمع صوتك".

وقدمت هديل ماجد، أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم، وسط تصفيق حاد من الجميع، وفور الانتهاء من غنائها، صعد السيسي لمنصة المؤتمر، وسّلم على الفتاة، واتكأت عليه حتى نزولها من على المنصة، في موقف إنساني بليغ منه.

 

لم تكن تلك هي أولى المواقف التي يظهر فيها تأثر السيسي، فمنذ المؤتمر الأول للشباب الذي انعقد في 6 نوفمبر 2018، بشرم الشيخ، وأثناء مروره بين ممرات قاعة المؤتمرات الدولية، صافح أحد الأطفال الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد أن لمحه يقف في انتظاره بالخارج عقب انتهاء إحدى جلسات منتدى شباب العالم، محققا أمنيته بالتقاط الصور معه.

وخلال فعاليات مؤتمر الشباب الثاني بأسوان، قاطعت سيدة أخرى كلمة الرئيس لإبداء رغبتها في مصافحته، وسرعان ما لبى لها الرئيس طلبها وصافحها.

وبنفس الزيارة، قاطع الشاب علاء مصطفى، أحد المشاركين بالمؤتمر، الرئيس لإخباره بأن مسؤولي المحليات بالمحافظة لم ينظفوا المنطقة إلا عند قدومه فقط، فضلا عن شكواه من مصرف كيما، قائلا: "مصرف كيما كله بتنزل فيه الميه اللي بنشربها، وتيجي لجنة تمد المواسير جوا الميه قبل ما الريس ييجي، علشان ما يشمش ريحة الميه اللي بنشربها"، ووعد الرئيس الشاب بالنظر في الأمر، وعلى الفور توجه الرئيس إلى المصرف لتفقده، مصطحبا الشاب معه.

كما أوقفت السيدة الأسوانية مطيعة موكب السيىسي خلال جولته في شوارع أسوان، في يناير 2017، لكي تبلغه شكواها، قائلة: "محدش هيجبلي حقي غيرك، وخوفوني إني أقابلك قالوا هيضروبكي بالنار قلت لهم السيسي مش بيضرب شعبه بالنار، وأهه خدنى في حضنه ومضربنيش بالنار"، حيث تعاني من أزمة في ذراعها ويجب أن تسافر للعلاج بالخارج قبل بتره، وسقاها الرئيس، وطمأنها واحتضنها، قائلا لها "ماتخفيش".

وبالمؤتمر الثالث للشباب، في الاسماعيلية أبريل 2017، تكررت العديد من المواقف الإنسانية للسيسي، حيث قبّل رأس المحاربين القدامي المشاركين في تحرير سيناء بمناسبة ذكراها الـ35، ووجه لهم الشكر تقديرا لما بذلوه من فداء وتضحية لأرض الوطن،  كما قبّل رأس زينب الكفراوي، بطلة المقاومة الشعبية.

أما المؤتمر الرابع للشباب، الذي احتضنته الإسكندرية، في يوليو 2017، حرص السيسي على أن تجاوره في الجلسة الافتتاحية، الطالبة مريم فتح الباب، من بين أوائل الثانوية العامة، والتي لم تخجل من الإفصاح عن مهنة والدها بكونه كان يعمل "بواب"، حيث تمت دعوتها من مؤسسة الرئاسة لحضور المؤتمر.

وفي نتائج الثانوية العامة ذاتها، حصلت الطالبة آيه طه مسعود، على المركز الأول بالقسم الأدبي لطلاب الدمج، والتي حرص السيسي على حضورها أيضا بمؤتمر الشباب في الإسكندرية، حيث تم تكريمها، وقبلها الرئيس من رأسها، مشيدا بجهودها في التعليم، وبعد مضي أيام قليلة أهداها سيارة لتساعدها على الذهاب إلى الجامعة.

كما وقف أيضا لشاب يجلس على كرسي متحرك، أثناء مغادرته القاعة المقام بها المؤتمر عقب انتهاء جلسة الإصلاح الاقتصادي، ودار حديث قصير بين الرئيس والشاب، وانحنى السيسي للشاب ووضع يده على كتفه، للاستماع له عن قرب.

وفي المؤتمر السادس للشباب، الذي انعقد في 29 يوليو 2018، بجامعة القاهرة، بدا الرئيس متأثرا بشدة خلال مشاهدته الفيلم التسجيلي "تطوير منظومة التأمين الصحي"، حول معاناة أهالي المرضى الموضوعين على قوائم الانتظار، وتغير حياتهم بعد قرار الانتهاء من قوائم الانتظار وبيان الجهود المبذولة في مجال الصحة، وتحديدا عن قول إحدى السيدات المشاركات بالفيلم: "وجدت استجابة عمري ما توقعتها، واهتمام عمري ما شوفته، حاجة غريبة بتحصل في البلد، وكنت بقول مفيش تغيير، لا في تغيير".

بعد مشاهدته للفيلم نفسه، علق الرئيس، قائلًا: "اللي انتوا بتسمعوهم دول جزء من 12 ألف من المنتظرين، وعلاجهم ده اتكلف مليار جنيه، بمتوسط كل حالة 100 ألف جنيه"، مضيفًا "القصة كلها في بلادنا.. المهم مين يسدد التكلفة مين يحط الـ100 ألف جنيه دول.. إحنا بنحل المسألة بس حلها قدرات وإمكانيات، ولو تخيرني أكل ولا أعالج دول لأ أعالج دول".

كما زخر اليوم الثاني بالعديد من المواقف الإنسانية للرئيس السيسي، ففي جلسة "المشروع القومي للبنية المعلوماتية للدولة المصرية"، وخلال حديث المهندس تامر هواش، عضو هيئة الرقابة الإدارية، عن أعداد الأسر الفقيرة وزيادتهم بالريف، دون برامج حماية، سرعان ما بادر السيسي في لفتة إنسانية منه، بالمطالبة بأن يرسل له قائمة بالأسماء الخاصة بالأسر الفقيرة التي تحصل على دعم من الجمعيات الأهلية، قائلًا: "عايزهم على مكتبي".

وطلب السيسي من الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، توضيح الأمر، حين قالت إنهم حصلوا من الجمعيات الأهلية على قوائم بالأسر التي تحصل على دعم وتتلقى مساعدة، حيث بلغ عددهم 2.5 مليون اسم بالأرقام القومية، لافتة إلى أن الوزارة ترسل قوائم بالمحتاجين إلى بيت الزكاة المصري لمساعدتهم.

وخلال عرض فيلم تسجيلي عن "التعليم في مصر"، ضمن جلسة "استراتيجية تطوير التعليم"، الذي تناول شكاوى المصريين من نظام التعليم الحالي، وتساؤلات المواطنين أولياء الأمور عن عملية التعليم، وكذلك معاناة طلبة الثانوية العامة مع الامتحانات ونظم التقييم، بدا تأُثر الرئيس عند بكاء إحدى الطالبات بسبب صعوبة امتحان الفيزياء.

 


مواضيع متعلقة