"بريكست" وإيران.. أزمات تنتظر "جونسون" رئيس الوزراء البريطاني الجديد

كتب: دينا عبدالخالق

"بريكست" وإيران.. أزمات تنتظر "جونسون" رئيس الوزراء البريطاني الجديد

"بريكست" وإيران.. أزمات تنتظر "جونسون" رئيس الوزراء البريطاني الجديد

بعد مرور حوالي شهرين، على إعلان المرأة الحديدية البريطانية تيريزا ماي موعد استقالتها من رئاسة الوزراء، المنصب الأهم في البلاد، نتيجة أزمة "بريكست"، بعد مسيرة سياسية حافلة، تم الإعلان اليوم عن خليفتها، بعد أن تصدر العديدون المنافسات بالفترة الماضية.

أعلن حزب المحافظين البريطاني، صباح اليوم، فوز بوريس جونسون بزعامة الحزب خلفا لرئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي، على منافسه جريمي هانت، موضحا أنه سيبدأ في تشكيل الحكومة البريطانية الجديدة غدا، والتي ستولي مهمة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي تمهيدا للتوصل لاتفاق بشأن بريكست، وفقا لموقع "العربية.نت".

وفي أول تصريح لجونسون، عقب فوزه بزعامة حزب المحافظين، قال: "سنحقق البريكست ونمضي في استكمال طموحات بريطانيا"، مضيفا: "علينا أن نراجع العلاقة مع الشركاء الأوروبيين وأن نحقق مصلحة بريطانيا".

من هو رئيس الوزراء البريطاني الجديد؟

ويعتبر بوريس جونسون من أبرز الداعمين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث سبق أن ترك منصبه كوزير للخارجية في 9 يوليو 2018 إثر أزمة "بريكست"، والذي بدأ مسيرته المهنية كصحفي بعدد من المطبوعات العريقة في لندن، ومنها انطلق إلى السياسة ليفوز بعضوية مجلس العموم لأول مرة في انتخابات 2001، كنائب منطقة هينلي، والذي أهله ليتولى منصب عمدة لندن مرتين في تاريخه.

عُرف بأفكار اليمينية المتطرفة وتصريحاته الساخرة الاستفزازية إلى جانب تسريحة شعره الغريبة، حيث شبهه البعض بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي مقاله بمجلة "سبيكتايتور"، عام 2005، بعد وقوع الهجمات الانتحارية في لندن دعا إلى محاربة التطرف الإسلامي، ما دفع بكثير من الإسلاميين إلى شن حرب ضده، كما أن لديه مواقف متشددة ضد المهاجرين، حيث يصفه البعض بـ"العنصري المغرور".

متخصص بالشأن الأوروبي: جونسون أقل خبرة سياسية من ديفيد كاميرون.. وستواجهه أزمات عدة

بعد إعلان فوز جونسون بالمنصب، يضع الملايين عليه آمال إنهاء أزمة "بريكست" التي تعصف بالبلاد، منذ يونيو 2016، ونتيجة الاستفتاء التي أوجبت الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وفقا لسيد مجاهد، الباحث في الشأن الأوروبي، لافتا إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد يُعتبر من الشخصيات الصعبة والصدامية.

وأضاف مجاهد، لـ"الوطن"، أن جونسون لا يمتلك خبرة سياسية بالمقارنة بديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، والذي يعتبر تحديا له، فضلا عن الاختيارات الصعبة التي ستواجهه بالفترة المقبلة، على رأسها تشكيل حكومة تتمكن من التعامل مع الأزمات، لاسيما "بريكست"، والتي تحتاج إلى وزارة قيادية على الحوار وإيجاد حلول حقيقية بعد فشل حكومة تيريزا ماي.

أزمة "بريكست".. تعتبر من أكبر المشكلات التي ستواجه رئيس الوزراء الجديد، لذلك عليه تشكيل حكومة "تكنوقراط" لكسب الأحزاب الأخرى في بريطانيا وتوحيد رؤيتهم تجاه الأمر، فضلا عن الحفاظ على العلاقات التجارية مع دول الاتحاد الأوروبي دون أي ارتباط سياسي، والأصدقاء القدامي، وفقا لمجاهد، مشيرا إلى أنه عليه أيضا حل عدد من القضايا المهمة للندن مؤخرا، أبرزهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإيران، والأزمات بالشرق الأوسط.

جمال بيومي: جونسون لن يغير من السياسة البريطانية.. ويأتي في وقت صعب بالبلاد

من ناحيته، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن جونسون لن يتمكن من إحداث تغيير دراماتيكي بالبلاد، نظرا لكون بريطانيا دولة تقليدية للغاية وأن حزب المحافظين سياساته معروفة غير قابلة للتغيير، حيث إن رئيس الوزراء الجديد جاء بسبب فشل تيريزا ماي في الحصول على تأييد الحزب بأكمله لخطتها بشأن "بريكست"، لافتا إلى أن الاتجاه اليميني المتشدد بلندن ضد فكرة المهاجرين بالفعل، حيث يرون أن بريطانيا دولة مستقلة ومختلفة عن كافة الشعوب.

وأردف بيومي، لـ"الوطن"، أنه يجب على جونسون تلافي الأزمة التي أطاحت بماي، لاسيما في عدة نقاط وهي الجمارك والبريطانيين العاملين في دول الاتحاد الأوروبي بموجب حرية الأفراد والتحرك في أوروبا، مشيرا إلى أنه يوجد نوع من العناد داخل البرلمان والمحافظين تجاه قضية "بريكست" وهو ما يعتبر أمرا خطيرا لعدم إدراكهم لتبعيات الخروج دون اتفاق الكارثية، في مقابل وجود اتفاق غير متوافق عليه كليا.

أولى الملفات على طاولة جونسون، في رأي بيومي، ستكون أزمة إيران والسفن في مضيق هرمز، بالإضافة إلى التحالف البريطاني الأمريكي، ثم العلاقات مع دول جنوب المتوسط وذات العلاقة بالاتحاد الاوروبي، لافتا إلى أنه عليه أيضا تلافي الانقسام الداخلي في البلاد، لاسيما بعد إعلان وزير المالية البريطاني، فيليب هاموند، المعارض للخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق، أنّه سيستقيل في حال أصبح بوريس جونسون رئيسا للوزراء.

لمصلحة البلاد.. لماذا استقالت تيريزا ماي من منصبها؟

وكانت تيريزا ماي، أعلنت في 24 مايو الماضي، استقالتها من منصبها كرئيس للوزراء وحزب المحافظين، في خطاب عاطفي انهمرت فيه دموع المرأة الحديدة، التي قضت فيه 36 شهرا، في وقت حساس للغاية، تشهد فيه بريطانيا أعنف أزماتها المعاصرة، وهي الخروج من الاتحاد الأوروبي، حملت تيريزا ماي خلال هذه الفترة على عاتقها مهمة إعداد مسودة خطة هذا الخروج "بريكست" والتفاوض مع الاتحاد الأوروبي من أجل ذلك.

ومنذ بداية العام الجاري، فشلت رئيسة الوزراء البريطانية لـ4 مرات في تمرير خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي بالبرلمان البريطاني، بعدما توصلت إلى الخطة عبر اتفاق مع بروكسل العام الماضي، قبل موعد بدء عطلته الصيفية في 20 يوليو، ما سيسمح للندن بمغادرة الاتحاد نهاية ذلك الشهر، وتم تأجيل ذلك حتى 31 أكتوبر، ثم إلى ما بعد هذا التاريخ، ومنح القادة الأوروبيون بريطانيا تأجيلا آخر، وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، فقد تخرج بريطانيا من دون اتفاق، وفقا لموقع "سكاي نيوز".

وفي مارس الماضي، قدم زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن مذكرة لحجب الثقة عن حكومة ماي، واصفا هزيمة الحكومة بأنها "كارثية" استنادا إلى نتيجة التصويت على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكنها نجت منها واستمرت في منصبها.

وتضمنت خطة تيريزا ماي، ذات الـ600 صفحة، أطرا للتفاهم حول "اتفاق الانسحاب" و"الإعلان السياسي" الذي يحدد أطر العلاقات في مرحلة ما بعد "بريكست"، خصوصا على الصعيد التجاري، حيث يعتبر اتفاق الانسحاب خصوصا قضية الفاتورة التي يفترض أن تدفعها لندن للاتحاد الأوروبي بدون أرقام، وينص على حل مثير للجدل لتجنب العودة إلى حدود فعلية بين جمهورية أيرلندا ومقاطعة أيرلندا الشمالية البريطانية.

 


مواضيع متعلقة