"ميريديان" السريع.. طريق عالمي جديد يصل روسيا بكازاخستان
![الرئيس الروسي ونظيره الصيني](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/12603996321562770837.jpg)
الرئيس الروسي ونظيره الصيني
تستعد روسيا لحفر سريع جديد يمتد عبر جميع أنحاء البلاد، من حدود بيلاروسيا إلى الحدود مع كازاخستان، باسم طريق "ميريديان السريع"، وذلك على غرار طريق الحرير الجديد.
"ميريديان السريع".. تكلفته 600 مليار روبل
"ميريديان" السريع، الذي وافق رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، ومنح البرلمان الضوء الأخضر له، اليوم، يمتد على مسافة 2000 كيلومتر، يربط الصين بأوروبا، سيتم تمويله من صناديق استثمارية خاصة، وبتكلفة إجمالية تتجاوز 600 مليار روبل روسي أي ما يعادل نحو 9.5 مليار دولار، وفقا لموقع "سكاي نيوز".
يهدف الطريق السريع لتعزيز هذا الطريق الجديد حركة المرور بين الصين وأوروبا، وتقصير طرق الشحن بشكل كبير، حيث نقلت صحيفة "فيدوموستي بيزنس" الروسية اليومية عن مسؤولين حكوميين تأكيدهم أن مشروع البنية التحتية الضخم للطريق نال تأييد الحكومة، متوقعين أن يصبح جزءا من أسرع طرق النقل بالشاحنات بين الصين وأوروبا.
وأضافت الصحيفة أن العمل بالطريق المكون من 4 حارات بدأ بالفعل حول مركز "ساغارتشين" الحدودي بين كازاخستان وروسيا، في الطرف الشرقي من الطريق، بينما غربا سيدخل إلى بيلاروسيا بالقرب من سمولينسك، في منتصف الطريق بين موسكو ومينسك.
يعتمد على أموال المستثمرين والشاحنات المارة به فقط
وتابعت أن "المشروع سيعتمد كليا على أموال المستثمرين، حيث لن يتم تخصيص أي أموال من الميزانية الروسية، ولكنها تعهدت بالمساعدة في جذب استثمارات جديدة للمشروع، بما في ذلك من الصين".
بينما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أنه سيتم تشغيل "ميريديان" عبر بعض المناطق المحرومة في أكبر دولة في العالم، والتي يطلق عليها "حزام الصدأ الروسي".
ورجعت وسائل إعلام محلية أن تكون الشاحنات بين أوروبا والصين هي المصدر الرئيسي للإيرادات، ما يغطي تكلفة "ميريديان" خلال 12 عاما، على أن يتم اقتطاع حصة من إيرادات خط سكة الحديد العابر لسيبيريا، حيث إنه يشكل جزءا من خطة الصين الطموحة، التي تحظى بتأييد ودعم من روسيا، المتمثلة بمبادرة "مبادرة الحزام والطريق"، بحسب "سكاي نيوز".
أبو النور: روسيا والصين تهدفان من الطريق تنشيط التجارة والتغلب على العقوبات الأمريكية
الدكتور محمد فراج أبو النور، المتخصص بالشئون الروسية، قال إن الطريق السريع يهدف لعدة نتائج رئيسية، أولهم تنشيط التجارة العالمية، خاصة بين الدول التي يمر فيها "ميريديان"، وتعميق التحالف بينهم، بالإضافة إلى كونه أحد طرق الحروب التجارية والحصار الذي تعاني منهم الصين وروسيا، سواء من أمريكا والاتحاد الأوروبي، مضيفًا أنه لن يؤثر على طريق الحرير الذي سيمر في مصر.
وأضاف أبو النور، لـ"الوطن"، أنه تم الاتفاق بين روسيا والصين على تنشيط التجارة والتعاون الاقتصادي بينهم لأقصى درجة، من أجل مواجهة الحروب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليهم، بالإضافة إلى محاولات حصار موسكو من الاتحاد الأوروبي.
وتابع أنه نتيجة لذلك التعاون والتقارب أفرز الاتفاق على إنشاء شبكة كاملة من الطرق البرية أو المرصوفة للوصل بين الصين وروسيا وغيرها من دول الاتحاد "الأوراسي"، الذي يعتبرعبارة عن اتحاد تجاري وجمركي بين عدد من دول الاتحاد السوفيتي السابق، أبرزهم "روسيا وبيلاروسيا وكازخستان وأرمينيا"، حيث يهدف الطريق الجديد الوصول لمختلف دول القارة الأوربية لتسهيل نقل البضائع والأفراد عبر الشبكة المتطورة من خلال الطرق التي تمتد في شتى المناطق الفرعية، بحيث تتصل مع الكل وخاصة الدول المحيطة بالطريق.