بريد الوطن| زوار العتبات المدنسة والأفكار الجامدة

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| زوار العتبات المدنسة والأفكار الجامدة

بريد الوطن| زوار العتبات المدنسة والأفكار الجامدة

ذات تاريخ، وقف صناديد قريش بالمرصاد لأصحاب الديانة الجديدة، وناصبوا أهلها العداء، وهم يحسبون أنهم مهتدون. ولو أنهم راجعوا تلك الأفكار الوثنية البالية ووضعوا معتقدات آبائهم التافهة تحت مجهر المنطق أو العقل، لما وقفوا أمام بيت محمد الذى أراد لهم الخير فى الدنيا والآخرة وقد لمعت سيوفهم وصدئت عقولهم دفاعاً عن عقيدة آباء لا أفهام لهم ولا وعى ولا بصيرة.

فاحذر يا صديقى وأنت تستل سيفك، وتقف أمام بيت أخيك لتقتل فكره أن تكون واحداً من صناديد الجهالة وأنت لا تدرى. ولا تأخذنك العزة بالإثم وأنت تنافح عن منطق الآخرين وتظن أنك على شىء، فداخل الأضرحة المقدسة قد لا يجد المتبركون والمتمسحون وزوار العتبات شيئاً، وساعتها سيضحكون ضحكاً كالبكا، كما فعل عمر ذات وعى، حين تذكّر كيف كان يسجد لصنم من عجوة، فإذا جاع أكله.

آفة الجهلاء التعصب للفكرة، وازدراء كل من تسول له نفسه أن يفكر بشكل مختلف، فترى الواحد منهم يحارب دفاعاً عن رأيه، وكأن رأيه وطن.

تجد المفكرين والحكماء أشد الناس انسحاباً، وأكثرهم انعزالية. فهم بين خيارين، إما أن يواجهوا الناس بفساد عقائدهم ومعتقداتهم، فيُقتلوا كيحيى، أو يُكذَّبوا كعيسى أو يُطردوا كمحمد، أو يقفوا على أعتاب الآخرين المقدسة وهم يكتمون ضحكاتهم خشية أن يفتك بهم زوار العتبات المدنسة.

عبدالرازق أحمد الشاعر

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة