بريد الوطن| بين الحكمة والصمت

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| بين الحكمة والصمت

بريد الوطن| بين الحكمة والصمت

قيل قديماً فى الأمثال إن الأحمق إذا سكت يُحسب حكيماً. أحياناً قد يُسىء البعض تفسير تلك الحكمة أو يطبقها بطريقة غير صحيحة على أنها دعوة صريحة لتفضيل الصمت دائماً.

هناك فهم مغلوط يخلط بين حكمة الصمت والصمت السلبى، فالصمت المفيد يظهر حين يكون لدينا القدرة على الهجوم المباشر ولكننا نفضل عدم التسرع أو قلة الكلام لتهدئة النفوس، وأحياناً قد نصمت لستر عيوب شخص آخر، أو لأننا لا نفضل جلسات إدانة الآخرين، وهذا النوع يمنح صاحبه استثماراً رائعاً لوقته الثمين فى أمور أخرى أكثر أهمية، كما يمنحه أيضاً راحة البال فى حياته. هنا نطلق على ذلك السكوت «الصمت الحكيم» الذى قد يعالج الكثير من الأمور بمفرده، أو قد يصاحبه خطة مستقبلية لعلاج الأمور بطريقة أكثر عمقاً من هؤلاء الذين يتسمون بالتهور والاندفاعية.

وقد يُسمى الصمت أيضاً بـ«الصمت السلبى» أو السكوت القاتل، ويظهر فى العديد من الحالات، كما لو كان هناك حق لشخص آخر ونفضل الصمت عن الدفاع عنه، والذى قد ينتج عنه ضياع لحقوقه، أو حين نرى شيئاً جميلاً يستحق التقدير والتشجيع ولا نعيره اهتماماً ونختار الصمت والتغافل عنه، ولا يمكننا أن نمنح متبنى هذا النوع من الصمت لقب «حكيم»، لأن هذا يُعد ضعفاً فى الشخصية وأحد عيوبها الشائعة.

                                                            د. ريمون ميشيل

                      استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة