أم الشهيد: «مش عايزة حد يعزّينى.. ابنى حى فى الجنة»

أم الشهيد: «مش عايزة حد يعزّينى.. ابنى حى فى الجنة»
على مدى 32 ساعة متواصلة وسط بكاء متواصل وعبارات منددة بالإرهاب، احتشد أهالى وعائلة الشهيد المقدم محمد عبدالسلام عيد «39 سنة»، بالطابق الرابع داخل مستشفى «التيسير» الخاص الذى استقبلته مساء أمس حتى لفظ أنفاسه، وظلوا ينتظرون حتى تسلم جثمانه ظهر أمس لتشييعه لمثواه الأخير بمقابر عائلته.
الشهيد ضابط بقطاع الأمن الوطنى فى الزقازيق ولقى حتفه متأثراً بإصابته بأعيرة نارية أسفل منزله بمدينة الزقازيق على يد إرهابى.
أمام مدخل غرفة تضم جثمان الشهيد فى المستشفى، جلست والدته وبجوارها الأب وزوجة الشهيد، كلٌ يواسى الآخر، وبدت الحاجة عائشة محمد حسنى، المديرة السابقة بإحدى المدارس الخاصة، أكثر تماسكاً، محاولةً التغلب على آلامها، ويتجمد الدمع فى عينيها وتكتفى بترديد عبارات «محدش يعزينى، ابنى حىّ يرزق عند الله، أنا أم الشهيد». لكن الأب، وهو الطبيب الشهير عبدالسلام عيد يدخل فى حالة بكاء هستيرى مردداً «هو ذنبه إيه، دا عمره ما أذى حد، يحرموا ولاده منه ليه»، ويتابع «أنا خلاص هروح ورا محمد، أنا مش هقدر أعيش تانى»، وتتدخل والدة الشهيد، محاولة مواساة زوجها وتحدثه عن فضل الشهادة وثوابها ومنزلتها، والأب يواصل البكاء فيهرع إليه ابن الشهيد الأكبر «عيد»، طالب الثانوية العامة، ويحاول الحفيد تهدئة روع جده «البقاء لله، أبويا هيفضل عايش فى قلوبنا»، ويواسيهم أحد جيرانهم «ربنا ينتقم من اللى قتله وحسبى الله ونعم الوكيل».
وترفض الأم تلقى العزاء فى ابنها الشهيد قائلة للسيدات والرجال الذين توافدوا عليها داخل المستشفى لتقديم واجب العزاء ومواساتها «محدش يعزينى، ابنى شهيد فى الجنة، الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، ابنى عريس وكل أصحابه حوالىّ وجايين يباركوا لى». فجأة يقطع دعاء الأم صوت أحد الأطباء «حان وقت نقل الجثمان»، فيزداد بكاء الجميع ويحمل أصدقاء الشهيد جثمانه إلى سيارة الإسعاف لأداء صلاة الجنازة عليه بمسجد الفتح بمدينة الزقازيق ويردد بعض العاملين بالمستشفى هتافات ضد جماعة الإخوان، مطالبين بالقصاص من الجناة، ويستمر الأهالى فى ترديد تلك الهتافات والقصاص من القتلة أثناء صلاة الجنازة وحتى تشييع الجثمان.
وقد شهدت محافظة الشرقية خلال أقل من شهر سلسلة اغتيالات لعدد من رجال الجيش وأمناء وأفراد الشرطة أسفرت عن استشهاد 7 وإصابة 7 آخرين لترتفع أعداد الشهداء أمس الأول إلى 8 بعد استشهاد المقدم محمد عبدالسلام، مسئول قسم الجماعات الدينية بجهاز الأمن الوطنى والذى أشرف على جمع التحريات التى تفيد تورط عدد من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية بالمحافظة فى التحريض على العنف.
أخبار متعليقة
مصادر لـ«الوطن»: شهيد «الأمن الوطنى» كان مسئولاً عن ملف التطرف الدينى.. واغتياله انتقاماً لـ«فض رابعة»
«الشراقوة» يشيعون «الجثمان» بالهتاف: «يا داخلية ماتخافيش الإرهاب ميخوفكيش»
ضباط الشرقية لـ«وزير الداخلية»: «لو كان فيه تأمين ماكنش مات تحت بيته»
«3 ضباط وشرطيان» شهداء «الأمن الوطنى» منذ «30 يونيو»
سياسيون: «الإرهابية» تشن حرب استنزاف ودماء الشهداء ستكتب نهايتها
«القومى لحقوق الإنسان» يدين الحادث