أحمد عكاشة: 40% من المرضى النفسيين يتعاطون المخدرات للهروب من "الوصمة"

كتب:  محمد مجدي ويسرا اسامة

أحمد عكاشة: 40% من المرضى النفسيين يتعاطون المخدرات للهروب من "الوصمة"

أحمد عكاشة: 40% من المرضى النفسيين يتعاطون المخدرات للهروب من "الوصمة"

قال الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي ومستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسانية والتوافق المجتمعي، إن وصمة المرض النفساني وتهميش المريض النفساني والابتعاد عنه ونبذه من الجيران، ونظرة الأطفال له على انه مجنون ويجب الحذر والابتعاد عنه والخوف من التقرب إليه يؤثر في المريض بـ"طريقة سلبية".

وأضاف "عكاشة"، في المؤتمر الصحفي لإطلاق الحملة الوطنية لمواجهة الوصمة ضد المرض النفسي المنعقد حالياً في أحد فنادق القاهرة، أن "الوصمة" تجعل المريض يفقد ثقته بنفسه ويصاب بانخفاض في الروح المعنوية وعدم قدرته على الاختلاط والعمل، مما يشكل العجز في التكافل الأسري وزيادة حالات الطلاق والامتناع عن العمل بل واللجوء إلى المخدرات، للهروب من الوصمة (حوالي 30 - 40%) وكذلك قد ينتشر الانتحار بنسبة تتراوح من 12 - 15%.

وتابع: "إن المريض النفسي لا يحظى بالعناية إذا اصيب بأمراض (القلب، الضغط، السكر، والسرطان)، لأنه مريض نفسي، مما جعل المرض النفسي يقلل من عمر الإنسان حوالي 15 عاما".

وأشار عكاشة إلى إنه لا يوجد في الطب النفسي اضطرابا أو مرضا يُسمى بالجنون، موضحا أن الإعلام المرئي والمقروء أسأ لصورة المريض النفسي، وما كانت تراه الناس في السينما والمسلسلات لا يعبر عن حقيقة المريض النفسي بل معظمها تصورات خاطئة.

وتابع: "كلنا مرضى عقليين لمدة ساعتين يوميا، فالأحلام عبارة عن هلاوس وخيالات وضلالات، 90 دقيقة من النوم الحالم تتناوب مع ساعتين من النوم غير الحالم، فالمرض النفسى الذهاني ما هو إلا زحف الأحلام والخيالات إلى اليقظة".

وأكد "عكاشة" أن نصف في المائة فقط من المرضى النفسيين هم من يحتاجون للدخول إلى المستشفيات لتلقى العلاج، بينما 99.5% يمكن علاجهم من خلال العيادات الخارجية، فيما لا يذهب من المرضى النفسيين إلى الطبيب النفسي سوى 3% فقط، حيث يتجه الباقون إلى الممارس العام نظرا إلى أن 60 - 70% من الامراض النفسية تبدأ بآلام وأعراض عضوية، بينما يتجه المرضى النفسيين في البلاد العربية إلى العلاج التقليدي، أو الشعبي، أو الديني.

أطلق الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي ومستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسية والتوافق المجتمعي، اليوم، الحملة الوطنية لإزالة وصمة المرض النفسي، تحت شعار "الألم النفسي زي أي مرض.. له علاج".

انطلقت الحملة برعاية، الجمعية المصرية للطب النفسي، برئاسة الدكتور ممتاز عبدالوهاب، رئيس اتحاد الأطباء النفسيين العرب، والدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق ورئيس مجلس أمناء مؤسسة "مصر الخير"، وأقسام الطب النفسي بمختلف كليات الطب بمصر، ورعاية إحدى شركات الأدوية، ويمثلها الدكتور رامز فوزي، المدير التنفيذي للشركة بشمال أفريقيا.

وأوضح "عكاشة" أنه عندما كان رئيسا للجمعية العالمية للطب النفسي نظمت الجمعية حملة على مستوى العالم لإزالة الوصمة بسبب المرض النفسي، وعندما وجد الفرصة سانحة الآن للقيام بهذه الحملة في مصر، قرر إطلاقها برعاية المؤسسات السابق ذكرها.

وتشير الإحصاءات الدولية إلى ازدياد نسب انتشار الاضطرابات النفسية في جميع أنحاء العالم، حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق من 416 مليون إلى 615 مليون نسمة أي بنسبة 50% تقريبا، وتمثل الاضطرابات النفسية 38% من العبء العالمي للأمراض.

بينما يشكل المرض النفسي واحدا من كل أربعة أشخاص، فيما بلغ عدد الاضطرابات النفسية، طبقا لآخر مسح للأمانة العامة للصحة النفسية في مصر، أن المرض يصيب 24٪ من السكان بما يعادل ربعهم تقريبا.

كما أشارت الدراسات إلى أن عدد المنتحرين في العالم حوالي مليون نسمة، 70% منهم يعانون من الاكتئاب، وأن علاج الاكتئاب والمرض النفسي هو استثمار لاقتصاد الأمة، وفي دراسة حديثة في لندن من كلية الاقتصاد البريطانية، ثبت أن علاج الاكتئاب وعودة المرضى للعمل والمشاركة تزيد من الناتج القومي بنسبة 3%.


مواضيع متعلقة