«السيد»: محمد على استعان بأجدادنا لإقامة أول أسطول بحرى حديث

كتب: سهاد الخضرى

«السيد»: محمد على استعان بأجدادنا لإقامة أول أسطول بحرى حديث

«السيد»: محمد على استعان بأجدادنا لإقامة أول أسطول بحرى حديث

«احنا أصل صناعة السفن فى مصر كلها، الاسم اللى عملناه لم يأت من فراغ، بل ميراث جهد وتعب ومشقة لسنوات طويلة تصل لنحو 500 سنة»، بتلك الكلمات بدأ «السيد أبوالعزم»، أحد ملاك ترسانة لصناعة السفن، حديثه لـ«الوطن»، قائلاً: «بدأنا نشاطنا فى صناعة السفن على يد الجد الأكبر الطرابيلى، ثم ابنه أبوالعزم، الذى لُقب بهذا الاسم نظراً لأن ورشتنا كانت مجلساً لجميع المسئولين، وكان المكان عبارة عن ترسانة ضخمة لتصنيع السفن، فكانوا يلقبون جدى بأبوالعزم، ومن هنا أصبح هذا الاسم الماركة الرسمية لنا».

واستطرد «السيد أبوالعزم» حديثه قائلاً: «أجدادنا تعلموا المهنة فى تركيا، وعندما تولى محمد على باشا حاكم مصر، فى النصف الأول من القرن الـ19، قرر تأسيس أسطول بحرى، واستعان بأجدادنا لصناعة سفن هذا الأسطول»، مشيراً إلى أنه كان فى البداية يتم تصنيع السفن من الخشب، حتى المعدات كلها كانت من الخشب، الذى يتم الحصول عليه من أشجار التوت والكافور، وكانت المهنة فى هذا التوقيت شاقة جداً، حيث كان يستغرق صناعة المركب الواحد نحو 6 أشهر أو أكثر، حسب حجمه، حيث كان الدمايطة قديماً يعملون فى تلك الحرفة، وتطورت الصناعة تدريجياً، حتى أصبح يتم تصنيع المراكب بالمحركات الآلية.

عائلة "أبوالعزم" أصل دخول المهنة لمصر قبل 500 سنة

وأضاف قائلاً: «نقوم بتصنيع المراكب الشراعية كقوارب الصيد والمراكب التجارية، التى كانت تتجه إلى كثير من الدول، مثل لبنان وسوريا وتركيا والسعودية واليمن، ثم بدأنا فى التصدير منذ أكثر من قرن إلى العديد من الدول كالسعودية ولبنان وتركيا، وبعض الدول الأوروبية مثل النمسا وألمانيا، كما نقوم بتصدير اليخوت السياحية»، إلا أنه بمرور الزمن تراجعت حركة التصدير بما يقرب من 50%، وأصبحت تقتصر على بعض الدول العربية، خاصةً بعد لجوء كثير من الدول التى كانت تستورد سفن «أبوالعزم» إلى استيراد المراكب التجارية بأحجام أكبر، لنقل البضائع من الدول الأوروبية، وحالياً يتم تصنيع مراكب الصيد من المعادن، بعد ارتفاع أسعار الخامات، ومن بينها الأخشاب.

وعن أبرز التحديات التى تواجه صناعة السفن، قال «أبوالعزم» إنها تتمثل فى غلاء أسعار الخامات، وارتفاع أجور العمالة، علاوة على ذلك الأزمة الدائرة مع وزارة الرى، وصدور أحكام ضد عدد من أصحاب الورش لانتزاع الأراضى المقامة عليها، رغم صدور قرار وزارى بإقامة مجمع لصناعة السفن فى «طابية عرابى»، على مساحة 6 أفدنة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السولار، حيث وصل سعرالبرميل إلى 1100 جنيه، وهو ما يتسبب فى ارتفاع التكلفة، وتكبد أصحاب الورش خسائر فادحة.


مواضيع متعلقة