هآرتس: أردوغان يدق أسافين بين الأكراد وحزب الشعب الجمهوري

كتب: عبدالله إدريس

هآرتس: أردوغان يدق أسافين بين الأكراد وحزب الشعب الجمهوري

هآرتس: أردوغان يدق أسافين بين الأكراد وحزب الشعب الجمهوري

ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير لها اليوم، أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول استعادة إسطنبول بطرق يائسة، إذ يحاول إقامة صدع بين الناخبين الأكراد وحزب الشعب الجمهوري، متستغلا الغضب الكردي بسبب إهمال أكرم إمام أوغلو للمطالبة بالإفراج عن القيادي الكردي عبدالله أوجلان.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها، "خلال مقابلة مباشرة مع عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي أبطلت اللجنة المركزية للانتخابات فوزه في وقت سابق من هذا الشهر، قدّم وثائق تظهر فساد سابقه، وسرعان ما قامت القناة بتكبير المستندات، مع إعطاء اهتمام واضح للأدلة، وتم قطع المقابلة مع إمام اوغلو على الفور، قبل نحو نصف ساعة من الوقت المخصص، وسرعان ما شهدت وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات بشأن هذا التكميم الإعلامي، لكن كان من الواضح أنّه قبل 3 أسابيع فقط من إعادة الانتخابات البلدية، لم تستطع الحكومة التركية تحمل مثل هذه المزاعم العلنية من قبل مرشح المعارضة علنًا، لا سيما على شبكة تلفزيون يسيطر عليها شريك مقرب من رجب طيب أردوغان".

وتابعت "هآرتس": "ستكون الانتخابات البلدية في إسطنبول بمثابة الاختبار الأصعب لأردوغان ضد المعارضة، وهو يستثمر كل جهوده في الفوز بعد هزيمة مارس، كما تمنحه سيطرته شبه الكاملة على وسائل الإعلام التركية ميزة كبيرة، ما يتيح له توجيه من يظهر في وسائل الإعلام العامة، ومن الذي لا يظهر".

ولفتت الصحيفة إلى أنّ سيطرة أردوغان تمتد على العملية الانتخابية لتشمل البرلمان كذلك، وكان من المقرر أنّ يناقش البرلمان الاثنين الماضي قرارًا اقترحه حزب الشعب الجمهوري المعارض، للتحقيق فيما إذا كان تدفق الأموال العامة إلى وسائل الإعلام يؤثر على نتائج الانتخابات البلدية، لكن القرار لن يتم مناقشته بجدية بسبب سيطرة حزب العدالة والتنمية وشريكه حزب الحركة الوطنية في البرلمان، ولن يكون نشر المعلومات التي تثبت مزاعم تمويل الأموال العامة للصحف مفاجأة كبيرة، فليست المدفوعات إلى وسائل الإعلام القريبة من أردوغان شيئًا جديدًا، ومن غير المرجح إثبات التحويل المباشر للأموال، لأنّ هذه الشؤون عادةً ما يتم سحبها عن طريق القروض أو منح للمشاريع، أو عن طريق تصاريح البناء لمالكي وسائل الإعلام الذين يستمرون عادةً في التعامل مع الشركات التابعة لشركات أخرى".

وزادت "هآرتس": "قد لا تكون سيطرة أردوغان على وسائل الإعلام التركية كافية لحمايته من خصومه السياسيين في انتخابات إسطنبول المشؤومة، فلا تزال الأزمة الاقتصادية في أوجها، إذ انخفضت الليرة التركية مرة أخرى، والتضخم يقترب من 20% والبطالة تبلغ 15%، كما أنّ الأسعار مرتفعة، وسوق العقارات في تراجع، لدرجة أنّ الحكومة التركية تقدم حاليا 3000 شقة مع خطة سداد بقيمة 50 دولارًا في الشهر".

واستطرد الصحيفة: "على أردوغان أنّ يجند تكتلات من الناخبين الذين سبق لهم أنّ أعطوا أصواتهم لإمام أوغلو، وفي أوقات الأزمات، يمكن للناس بسهولة الخروج عن مبادئهم السياسية، الكتلة الأكثر أهمية بالنسبة لأردوغان هي السكان الأكراد في إسطنبول الذين يفضلون مرشح المعارضة، ولم يقدموا حتى مرشحهم من الحزب الموالي للأكراد، حتى لا يضر بذلك فرص إمام أوغلو، لكن في الآونة الأخيرة، اتخذ أردوغان خطوة غير مسبوقة وسمح لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، المحتجز في جزيرة إمرالي، بمقابلة محاميه للمرة الأولى منذ عام 2011".

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في ختام تقريرها: "أردوغان الذي يحاول دق إسفين بين الناخبين الأكراد وحزب الشعب الجمهوري، يستغل الغضب الكردي بسبب إهمال إمام أوغلو للمطالبة بإطلاق سراح أوجلان، فلم يعد بعضهم حريصًا على دعم أمام أوغلو في الانتخابات المتكررة، وكان أردوغان حظر في السنوات الأربع من حربه الشاملة ضد الأكراد قيادتهم السياسية، ودمر عاصمتهم ديار بكر، ووصف جميع السكان الأكراد بأنّهم داعمين للإرهاب وجعلهم منبوذين، لكنه صرح فجأة بأنّه على استعداد للسماح بإرهابي رئيسي وهو أوجلان بأنّ يجتمع مع محاميه وحتى السماح له بإدلاء بتصريحات علنية".   


مواضيع متعلقة