ماذا لو خسر أردوغان انتخابات إسطنبول في جولتها الثانية؟

ماذا لو خسر أردوغان انتخابات إسطنبول في جولتها الثانية؟
مع تفاقم الأزمة الإقتصادية في تركيا تتصاعد أزمة إعادة انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول، إذ أعلنت اللجنة العليا للانتخابات التركية إنها استندت إلى سلسلة من المخالفات تتعلق باختيار مسؤولي مراكز الاقتراع في قرارها بإلغاء انتخابات بلدية إسطنبول، التي جرت في مارس الماضي وفاز بها مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.
وذكرت اللجنة في وثيقة من 250 ورقة نشرتها "أن رؤساء مراكز الاقتراع تم اختيارهم بطريقة غير قانونية في 754 مركزا للاقتراع ما أثر على مصداقية النتيجة"، ليشير بذلك إلى محاولات الحزب الحاكم الفاشلة لإعادة سيطرته على إسطنبول.
محمد عبيدالله: أردوغان لن يسمح بالخسارة وقد يلغيها بنشر الفوضى في إسطنبول
ويقول المحلل السياسي التركي محمد عبيد الله، تصريحات اللجنة العليا للانتخابات التركية بشأن المخالفات التي استندت إليها في إلغاء نتيجة إنتخابات بلدية إسطنبول التي جرت في مارس الماضي وفاز بها مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو "غير منطقية"، إذ ذكرت اللجنة في وثيقة من 250 ورقة نشرتها بعد أسبوعين من هذا القرار، أن "رؤساء مراكز الاقتراع تم اختيارهم بطريقة غير قانونية في 754 مركزا للاقتراع ما أثر على مصداقية النتيجة، ما يشير إلى محاولات الحزب الحاكم الفاشلة لاستعاده سيطرته على إسطنبول، ويثير تساؤل ما السينايروهات المحتملة في حالة خسارة الحزب الحاكم الانتخابات المحلية في جولتها الثانية؟".
وأدان "إمام أوغلو"، الذي هزم مرشح حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، متقدما عليه بنحو 13 ألف صوت "الأكاذيب" التي ساقها حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان لإلغاء انتخابه في 31 مارس، متحدثا عن الإهدار المالي أثناء تولي حزب "أرودغان" للبلدية، ودعا ناخبيه إلى مواصلة الحشد للاقتراع الجديد المرتقب في 23 يونيو المقبل.
وقال المحلل السياسي التركي محمد عبُيدالله، إن التبريرات الصادرة من لجنه الانتخابات العليا بشأن المخالفات ليست مقنعة لأنها لم تتضمن أي معلومات عن التلاعب بسرقة الأصوات من قبل مرشح المعارضة كما زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما لاقي سخرية واسعة من الشعب التركي على مواقع التواصل الاجتماعي، واصفاٌ قرار إعادة انتخابات المحلية في تركيا بناءاً على الطعون التى قدمها حزب أردوغان بـ"مصادرة الإرداة الشعبية تحت غطاء قانوني"، لافتاً إلى أن فوز مرشح المعارضة كان مفاجأة بالنسبة لـ"أردوغان".
محمد عبيدالله: إعادة الانتخابات في تركيا.. مصادرة للإرادة الشعبية تحت غطاء قانوني
وأشار "عبيد الله" إلى أن تلك المحاولات "الفاشلة"، على حد قوله، التي يقوم بها أردوغان لإعادة سيطرته على إسطنبول زادت من فرص فوز مرشح المعارضة إمام أوغلو في الإنتخابات القادمة وفقاً لإستطلاعات الرأي العام بتركيا نظراً لما تمتع به من شعبيه كبيرة في الفترة الأخيرة.
ونوه "عبُيدالله" إلى التصعيدات التي قد يلجأ إليها الرئيس التركي أردوغان الذي لايقبل الهزيمة في حالة استشعاره فوز المعارضة من جديد وهي ممثلة في إلغاء الانتخابات تماماً وفرض حراسة قضائية على بلدية إسطنبول بعد نشر الفوضى والقلق بها من خلال توظيف الإرهاب، ويضيف: "أردوغان معروف بتلك السياسة في استعادة الحكم، ففي عام فقد جزء من حكمه بعد دخول الأكراد البرلمان وقرر إعادة الانتخابات ووظف الإرهاب، وكذلك عندما اصطنع انقلاب فاشل لتصفيبة الجيش التركي تماما، وتابع: "لن يكون أردغان في زمام انتخابات سيخسرها".
وشهدت تركيا في 31 من مارس الماضي، انتخابات محلية أظهرت فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول، مما أنهى سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على هذه المدينة منذ سنوات.
وأدّت الطعون التي تقدم بها حزب أردوغان أمام اللجنة العليا للانتخابات، إلى إلغاء الاقتراع في إسطنبول والدعوة إلى آخر جديد في 23 يونيو المقبل، في وقتٍ يقود فيه أكبر أحزاب المعارضة في البلاد حملة كبيرة لدعم مرشحه الذي رفض الرئيس رجب طيب أردوغان فوزه برئاسة البلدية لما تمثله له بلدية اسطنبول ب من أهمية، إذ قال أردوغان قبيل إجراء الانتخابات المحلية إن "من يحكم اسطنبول، يحكم تركيا".