جولة الكواكب وراء الكواليس الذين يضحكونك فى رمضان!

جولة الكواكب وراء الكواليس الذين يضحكونك فى رمضان!
- أم كلثوم
- الجنس اللطيف
- الستات ما يعرفوش يكدبوا
- حديقة الأزبكية
- حسن البارودى
- خشبة المسرح
- رفع الأثقال
- شهر رمضان
- صاحبة الجلالة
- الكواكب
- رمضان
- رمضان 2019
- أم كلثوم
- الجنس اللطيف
- الستات ما يعرفوش يكدبوا
- حديقة الأزبكية
- حسن البارودى
- خشبة المسرح
- رفع الأثقال
- شهر رمضان
- صاحبة الجلالة
- الكواكب
- رمضان
- رمضان 2019
«مارى منيب» مرهقة للغاية، ورغم ذلك لا تتوقف عن الظهور يومياً على خشبة المسرح لتُقدّم عرضاً مسرحياً، لذلك فهى تنتهز فرصة الفواصل بين العمل لتخطف دقائق من النوم على أول أريكة تصادفها، يشاركها فى ذلك عبدالفتاح القصرى، فى حين تلجأ زوزو شكيب إلى غرفتها فى المسرح بين الفصول، لتستريح من مرض ألم بها، هذا هو حال الممثلين الذين يظهرون على مسرح القاهرة طوال شهر رمضان كما كتبت عنهم مجلة «الكواكب» عام 1954، كما تنشر المجلة نفسها تمثيلية إذاعية كتبها الشاعر الشهير طاهر أبوفاشا بعنوان «رمضان فى الريف»، فى حين تطرح مجلة «كل شىء والدنيا» سؤالاً صعباً على القراء «هل تصوم الحيوانات؟» والإجابة فى الموضوع نفسه: «نعم».
الليلة هى أولى ليالى رمضان المبارك، ورمضان هو الموسم الحقيقى للمسارح، إذ تحرص على أن تقدم فيه شيئاً جديداً فى كل يوم.
وإذا كنت من الصائمين -كما أرجو- فإن هضم طعام الإفطار الدسم فى هذا اليوم المبارك سيدفع بك إلى التماس التسلية فى سهرة مسرحية ضاحكة، فأين تذهب الليلة؟.
أكذبهن
إن فرقة الريحانى ستقدم الليلة على ما أظن رواية «الستات ما يعرفوش يكدبوا» وسوف تصر زوجتك أو حماتك أو على أحسن الفروض خطيبتك، على أن تصطحبها لمشاهدة هذه الرواية لترى بنفسك كيف أنهن بريئات من شبهة الكذب، ولست أدرى لماذا تنسى المرأة أن الكذب هو جزء من أنوثتها، وأن أجملهن أكذبهن، على الأقل هذا رأيى.. ألست حراً يا خى!!
أكاذيب
وفى خلال سهرات رمضان ستعيد الفرقة تمثيل روايتها الجديدة «ياسلام على كده» التى أسند الدور النسائى الأول فيها إلى النجمة الجديدة القديمة سعاد حسين.. وفى هذه الرواية يضطر عبدالفتاح القصرى أن يكذب على زوجته مارى منيب لتغطية علاقة غرامية سابقة، فإذا الكذبة الصغيرة توقعه -مضطراً- فى سلسلة أخرى من الكذب، كل حلقة منها لتغطية سابقتها، وبعد قليل يصبح كل شىء فى الرواية معقداً، ويشتبك الحابل بالنابل، ثم يضطر القصرى فى الفصل الأخير إلى الاعتراف بالحقيقة بعد أن توشك سلسلة الأكاذيب التى أطلقها أن تلف حول رقبته وتخنقه.
وسوف تضحك كثيراً عندما تشاهد ممثلى الرواية جميعهم وهم يقومون بأدوارهم فى براعة، ولكن إذا تسللت إلى الكواليس بعد إسدال الستار سترى المسرح أشبه بمستشفى، فإن المجهود الذى يبذله الممثلون فى أدوارهم أعنف من أن تحتمله أجسادهم المرهقة.
آلام وأفراح
إن مارى منيب والقصرى اللذين يظهران على المسرح وكأنهما بطلان من أبطال القفز، سوف يرتميان على أول أريكة تصادفهما كى يستجمع كل منهما بعض قوته المبعثرة لتمثيل الفصل التالى.
وتسرع زوزو شكيب إلى غرفتها لتستلقى على «الكنبة» بلا حراك، لأنها تشترك فى الرواية رغم أنها ما زالت فى أشد حالات المرض.
ويبادر عبدالعزيز أحمد إلى غرفته ليأخذ حقنة بنسلين ثم يفسد مفعولها بتناول ما لذ وطاب من الأطعمة التى يطهوها بنفسه أو التى يأتى بها إليه عادل خيرى.. ثم يلتهمها قبل أن يذوقها عبدالعزيز!
محكمة النساء
وفى مسرح الأوبرا ستقضى أيضاً سهرة طيبة يضحك فيها نفس الرجل الذى اشتهر بأنه قنبلة تمثيلية مسيلة للدموع.. يوسف وهبى وقد يضحكك بمسرحية «حماتى طابور خامس» أو «عريس فى علبة» أو «بيت الطاعة» أو «خفايا القاهرة» وأنا شخصياً أحبذ الأخيرة، فهى من النوع «الريفى» الذى يناسب سهرة رمضان. وفى هذا «الريفى» ستشهد جملة مسرحيات قصيرة ولذيذة، ولا سيما إسكتش «محكمة الستات» وإسكتش «المجانين»!
ففى محكمة الستات -وهى محكمة قضاتها من الجنس اللطيف- ستعرض قضية طريفة، المتهم فيها شاب «حلو» والمجنى عليه رجل عجوز مهدم.. وسوف يخرج المجنى عليه بعد المحاكمة متهماً بينما يخرج المتهم الحقيقى تشيعه آهات المحكمة.. ولاسيما تنهدات النيابة.. أقصد ممثلة النيابة!
ويقوم بأدوار القضاة والنيابة آنسات الفرقة المصرية من خريجات المعهد، بينما يقوم عمر الحريرى بدور المتهم الجميل، وحسن البارودى بدور المجنى عليه الدميم العجوز..
الثقة أولاً!
وستشعر حين ترى هذا الاسكتش أن فتيات الفرقة من خريجات المعهد قد هيأن للفرقة المصرية دماء جديدة حقاً.. ولكن بعضهن يرين أن هذه الأدوار لا تصلح لهن، إما لأنها أدوار صغيرة، وإما لأنها فى رأيهن أدوار مبتذلة!
وفى اعتقادى أنهن إما واقعات تحت تأثير فهم خاطئ لرسالة المسرح فى بلد كمصر، وإما واقعات تحت تأثير فهم خاطئ لثقة يوسف وهبى فيهن.
وإذا سألتنى عما ينقص الفرقة المصرية غير الروايات التى تضحك طوب الأرض -ومعذرة للجمهور- قلت لك إنها الثقة وحسن الزمالة بين أفراد الفرقة القدامى وأفرادها الوظاويظ!
صاحبة الجلالة
وفى الاسكتش الآخر «المجانين» سترى صحفياً يدخل مستشفى المجاذيب ليتعرف الأسباب التى «أطارت» عقول بعض نزلائها.. وفى أسلوب ناقد يتحدث المجانين عن هذه الأسباب، فبعضهم يقول إنه الغلاء، وبعضهم يقول إنه «الدوشة» وفى النهاية يلتقى الصحفى بمجنون آخر فيسأله:
- وانت - إيه اللى جابك هنا.. زعلان من إيه؟
فيسأله المجنون:
- وانت بتسأل ليه؟.. مين حضرتك؟
- أنا مندوب صاحبة الجلالة الصحافة
- كده!.. ما هو اللى فالقنى جلالتها!!
والواقع أن كل اسكتشات هذا «الريفى» الطريف تحمل فى طياتها النقد فى أسلوب فكاهى، وتلك هى رسالة المسرح فى بلد يرفض ناسه أن يتناولوا الدواء إلا ذائباً فى كوبة «شربات».. أو هذا هو رأيى رغم حذلقة المترفعين!
سهرة شعبية
أما فى مسرح الأزبكية فسوف تقضى سهرة خفيفة يقدمها لك الرجل الذى قضى نحو ثلاثين عاماً من حياته يجرى وراء «الأرتست» ويقدمهم فى المسارح، والذى قدم من قبل أم كلثوم وعبدالوهاب وحتى يوسف وهبى ولا يزال يقدم نجوم الاستعراض والغناء بينما لا يملك الآن سوى بضعة قروش فى جيب جلبابة العتيق.. صديق أحمد. إنه سيقدم إليك فى سهرات رمضان المطرب محمد قنديل والمطربة حافصة حلمى والمونولوجست عمر الجيزاوى، ولبلبة، وهرمين، وزينات علوى والنجمين الجديدين على المسرح الفار وسلطان.
وبعد أن رفعت الحكومة سور حديقة الأزبكية، تستطيع أن تدخل كواليس المسرح التى أصبحت «نافذة» على العتبة.. وربما تجد هناك المطرب محمد قنديل -الذى هو أيضاً من أبطال رفع الأثقال- يتدرب فى فترات الاستراحة على رفع عمر الجيزاوى ولبلبة.
وربما تجد أيضاً الزميلين سلطان والفار يتبادلان الفكاهات والقفشات التى يقع ضحيتها قائد التخت لويس وقانونه.
يقول الفار:
- هو ده القانون اللى بيقولوا عليه؟
فيقول سلطان:
- أيوه.. نفسك «تكسره»؟
- لا يا عم أحسن «يتهمونى» فيه!
- أيوه وخصوصاً ده «قانون جديد»!
- بس أحسن الأستاذ لويس يزعل و«يشتكينا».
- لا.. هو عارف إنها «مادة» ضحك!
وأخيراً
أين تذهب إذن الليلة؟
ربما تحيرك المفاضلة بين هذه السهرات وغيرها من سهرات مسارح القاهرة ثم تتخلص من هذه الحيرة بالاستماع إلى محطة الإذاعة.
على كل حال فذلك أهون.. إن بعض الحائرين يتخلصون من حيرتهم بالانتحار!!
«أنور عبدالله»
الكواكب 1954