مقال للمطربة ليلى مراد: خدها الغراب

مقال للمطربة ليلى مراد: خدها الغراب
- سيارة نقل
- أثاث
- ليلى مراد
- المطربة ليلى مراد
- رمضان
- رمضان 2019
- سيارة نقل
- أثاث
- ليلى مراد
- المطربة ليلى مراد
- رمضان
- رمضان 2019
لا يعود إلى ذاكرتى هذا الحادث إلا وتحملنى طرافته على الإغراق فى الضحك.
بدأت القصة منذ سنوات بعيدة، فى الوقت الذى كنت أقيم فيه مع المرحوم أبى وبقية أفراد عائلتنا فى مسكن بشارع فاروق «الجيش الآن» كان صاحب البيت قد أجر الشقة التى تعلو شقتنا إلى عائلة حافلة بالأطفال الأشقياء، فلم نستمتع منذ ذلك بالهدوء الذى كان قبل أن تسكن هذه العائلة مخيماً على البيت.
وقد حاولنا كثيراً حمل هؤلاء الأطفال على تخصيص وقت معين يمارسون فيه شقاوتهم بغير جدوى، فقد أصروا على شغبهم وضجيجهم صباح مساء، حتى ضاق أبى ذرعاً بالسكنى فى ذلك البيت وفكر فى الانتقال إلى مسكن آخر ولم يكن تفكير أبى فى ترك البيت الذى قضينا فيه زمناً طويلاً بالأمر الهين على نفسه، أو على نفوسنا نحن، فقد كان البيت - بل والحى كله - قطعة من حياتنا، ولذلك لم يشأ أبى أن ينتقل من الحى، وإنما اضطر للاكتفاء بالبحث عن مسكن آخر فيه.
وكذلك كان البحث عن مسكن فى نفس الحى يغرينا على الانتقال إليه من الأمور العسيرة، ولما استحال البقاء فى مسكننا القديم مع شقاوة السكان الجدد، بادر أبى فى اندفاع الغضب فأنذر صاحب البيت بإخلاء الشقة قبل أن نعثر على مسكن آخر. وحل موعد تركنا للمسكن القديم ونحن ما زلنا نبحث عن المسكن الجديد، ولكن كان لا بد مما ليس منه بد، فاضطررنا للانتقال إلى بيت بعض أقاربنا مؤقتاً حتى نعثر على الشقة المطلوبة، ولم يشأ أبى أن يتراجع عن موقفه مدفوعاً بكبريائه من ناحية، وشقاوة عفاريت الشقة العليا من جهة أخرى.
ورأى أبى أن يكلف أحد سماسرة المساكن للبحث عن شقة تصلح لإقامتنا فى نفس الحى أو قريبة منه..
وكان السمسار يعود بعد فترة من الوقت ليعرض على أبى أوصاف الشقق التى وفق إلى العثور عليها، ولكن كانت كلها لا تحوز رضاءه لسبب أو لآخر، حتى مضت أسابيع فى هذا البحث والاستقصاء.
وأخيراً عاد السمسار مسروراً يفرك كفيه.. وقال لأبى: بس يا عم.. لقيتها
وسأله أبى: فين؟
- فى نفس الحى اللى انت عايز تسكن فيه
- عال.. وشكلها إيه؟
- نفس طلبك.. أربع أود واسعة، وعلى الشارع، وصالة يجرى فيها الحصان..
وهكذا مضى السمسار يصف لأبى محاسن المسكن الجديد الذى توصل إليه بعد مجهود شاق من البحث كلفه بضعة أسابيع وكلف أبى بضعة جنيهات.
وأعجب أبى بالشقة الموصوفة أيما إعجاب، وعندما عرض عليه السمسار أن يصحبه ليراها بنفسه رفض ذلك مكتفياً بما سمعه من وصفها.. وأسرع أبى فأخبرنا بالاستعداد للانتقال إلى الشقة الجديدة ريثما يذهب مع السمسار إلى مالك البيت لكتابة عقد الإيجار.
وغادر أبى البيت مع السمسار.. ثم بدأنا نحن نعد العدة للانتقال إلى المسكن الجديد، فأسرع أخى باستئجار سيارة نقل وضعنا عليها الأثاث وغيره.
وفيما نحن ننتظر، إذا بأبى يعود مكفهر الوجه وقد تصبب العرق على جبينه.
وسألته: إيه.. أجرت الشقة؟
وقال أبى فى غضب: أبداً.
- ليه؟
- عارفين الشقة اللى وصفها لنا السمسار؟
- هيه.. ؟
- طلعت هى نفس الشقة اللى سبناها!!