حكاية.. فيلسوف الفن والخالة فضيلة.. سناء شافع: أول أجر حصلت عليه كان 8 جنيهات فى الحلقة.. ولا أنسى درس محمود المليجى «مش مهم ترتيب الأسماء على التتر»

كتب: أحمد حسين صوان

حكاية.. فيلسوف الفن والخالة فضيلة.. سناء شافع: أول أجر حصلت عليه كان 8 جنيهات فى الحلقة.. ولا أنسى درس محمود المليجى «مش مهم ترتيب الأسماء على التتر»

حكاية.. فيلسوف الفن والخالة فضيلة.. سناء شافع: أول أجر حصلت عليه كان 8 جنيهات فى الحلقة.. ولا أنسى درس محمود المليجى «مش مهم ترتيب الأسماء على التتر»

يتمتّع الفنان سناء شافع باسم وملامح مميزة، ونبرة قوية، فحفظت له مكاناً عند الجمهور، حيث تعاون مع أجيال فنية مختلفة، بداية من ستينات القرن الماضى، وحتى الوقت الراهن، وكثيراً ما يركز الإعلام على زيجاته السابقة، دون شىء آخر، فقد يعتقد البعض أن حياته تتلخص فقط فى «العلاقات النسائية» منذ شبابه، لكن حياته تضم أسراراً وذكريات كثيرة بعيدة عن النساء.

قال الفنان سناء شافع، إن أول أعماله الدرامية، كانت من خلال مسلسل «لا تُطفئ الشمس»، للمخرج نور الدمرداش، عام 1961 تقريباً: «كنت أحصل على أجر 8 جنيهات فى الحلقة الواحدة، بينما يحصل النجم على 40 جنيهاً، وكانت هذه المبالغ ذات قيمة كبيرة وقتها»، موضحاً أنه شارك فى 5 حلقات فقط.

«شافع» أكد أنه شارك فى عددٍ من الأعمال التاريخية، بسبب إتقانه اللغة العربية: أقرب المسلسلات لى «رسول الإنسانية» و«ساعة ولد الهدى»، لافتاً إلى أنه تعاون مع الفنان الراحل محمود المليجى فى عملٍ درامى، واكتسب منه نصيحة، ما زال يتبعها حتى الآن، على مدار عشرات السنوات، قائلاً: «ذات مرة، كان هناك عدد من المُمثلين يتحدّثون مع المُخرج حول ترتيب أسمائهم على التتر، بينما يجلس محمود المليجى على مقعد، بعيداً عن هذه المناوشات، وتوجّهت له وسألته عن رغبته فى الابتعاد عن هذا الجدل، فقال لى وقتها: إياك أن تبحث عن ترتيب اسمك على تتر العمل، الأهم هو جودة المادة التى تُقدّمها، وبعدها سيبحث عنك الجمهور».

وأكد «شافع» أنه لا يُبالى بترتيب اسمه على التتر، حتى ذلك الحين، وكذلك عدم رؤية مشاهده على «المونتير» فى الكواليس، مُبرراً: «لن أرضى عن أدائى حال رؤيتى للمشاهد، وطالما المخرج وافق على الأداء، فهو الأهم»، موضحاً أنه لا يُتابع أعماله مُطلقاً، إلا عن طريق الصّدفة حال مُشاهدته التليفزيون. وأضاف أنه يعتبر محمد جلال عبدالقوى، هو السيناريست المُفضّل له، بسبب أسلوبه الجيد فى الكتابة، حيث تعاونا معاً فى عددٍ من الأعمال، أبرزها «على باب مصر» و«أولاد آدم»، لافتاً إلى أنه كان أحد تلاميذه فى المعهد العالى للفنون المسرحية، واصفاً المعهد بـ«الهرم الرابع»، قائلاً: «أنا سعيد لأننى أقوم بالتدريس للطلاب حتى الآن، وهو المعهد الوحيد على مستوى العالم تقريباً، الذى يقبل قيد طلاب الثانوية العامة، كما أننا لا نخشى من منافسة ورش التمثيل للمعهد، لأنه بمثابة العمود الأساسى».

كثرة الزواج أسهمت فى اعتمادى على النفس وتمسّكى بالتقاليد.. وكنت أحد مؤسسى حزب التجمع رغم انتمائى لعائلة إقطاعية

وقال إنه لم يتعرّض لأى صعوبات على مدار سنوات مشواره الفنى: «أنا مُفترى فى شغلى ودراستى، بمعنى حياتى كلها للفن، وأنا مُحترف تمثيل وإخراج وتمثيل».

ويروى «شافع» عن طفولته، وتفاصيل نشأته داخل بيت أزهرى، وكواليس دخوله مجال التمثيل: «أنا من مواليد قرية موشا بمحافظة أسيوط، وحضرت بها طفولتى حتى سن سبعة أعوام تقريباً، وما زلت على تواصل مع قبيلة «شافع» حتى الآن، التى يبلغ عددها نحو 18 ألف نسمة من قرية بها 25 ألف نسمة، إذ إنها تضم ثلاث عائلات فقط، ورغم اتباع عائلتى للنظام الإقطاعى، فإننى كنت تابعاً للفكر الاشتراكى، وأنا من مؤسسى حزب التجمع، لذلك أحب جداً مجموعة الغلابة التابعين لعائلتى».

ويقول إن قريته لم يكن بها أناس فقراء، حتى إن كان هناك البعض يعمل داخل بيوت الأغنياء فى القرية: «العائلات الصغيرة التى هاجرت من قرى مجاورة منذ وقت طويل هى التى تعمل فى البيوت، وكانت قريبة من الأغنياء وتتبع العائلات، وأتذكر أن السيدة التى كانت تعمل فى منزل والدى عبدالرحمن شافع منذ طفولتى وتشارك فى تربيتى، تُدعى «الخالة فضيلة» وعمرها كان متقارباً من عمر والدى، فكانت تناديه باسمه دون أى مشاكل، وكنت ألعب معظم الوقت مع أبنائها «رزق» و«عبدالله»، فكانا بمثابة الأخوين وليسا ابنى «الشغالة».

وأوضح أنه ما زال يُحافظ على التقاليد الأسرية التى اكتسبها من أسرته فى شهر رمضان: «أحرص على جمع أفراد عائلتى المكوّنة من سبعة أفراد، لتناول وجبات الإفطار والسحور معاً، مهما كانت الظروف، ويستمر هذا الوضع طول الشهر حتى قضاء أول يوم عيد الفطر، لذلك لا توجد عزومات خارج المنزل، طوال هذه الفترة، بينما فى الأيام العادية، يكون يوم الجمعة من كل أسبوع، هو اليوم العائلى، الذى نتناول فيه الإفطار والغداء والعشاء معاً».

وكشف أسباب زواجه فى سنٍ مبكرة: «تزوجت فى عمر التاسعة عشرة تقريباً، وقد يرجع ذلك إلى رغبة «مولانا» فى الاعتماد على النفس وتحمل المسئولية، وأعتقد أن ذلك أسهم فى بناء شخصيتى، وكنت لا أتمنى أن أتزوج تسع مرات، وبالتأكيد التقصير ليس منهن، فكل سيدة تزوجتها وحملت اسمى هى من السيدات الفضليات، وربما تكون كثرة الزواج أسهمت فى الاعتماد على النفس، والتمسّك بالتقاليد، وتربية الأولاد بشكل واضح لا تشوبه الأنانية».

ويتحدث «شافع» عن موهبته الفنية، التى اكتشفها من داخل جدران مدرسة الجمالية الابتدائية: «كنت أتمتع بصوتٍ قوى منذ طفولتى، وكان هناك عرض مسرحى بعنوان «عمر بن الخطاب والعجوز»، فتم اختيارى لتأدية دور سيدنا عمر رضى الله عنه، حيث بدأت موهبتى الفنية منذ ذلك الحين، وبدأت فى حضور عروض الهواة بشارع عماد الدين بالقاهرة»، مؤكداً أن والده لم يكن مُقتنعاً بموهبته فى بداية الأمر: «كان يشعر بالغضب الشديد تجاهى، عندما علم بذهابى إلى فرق الهواة بشارع عماد الدين، وقرر معاقبتى من خلال طردى من البيت والنوم على سلالم البيت فى الشتاء، وطالب والدتى بعدم فتح الباب لى مهما كانت الظروف، لكنى كنت أدخل المنزل فور خروجه إلى العمل فى صباح اليوم التالى، لكن بعد فترة طالبنى بتحقيق نتائج جيّدة فى الدراسة، وبعد عودتى من ألمانيا، بدأ يرضى عنى ويدعمنى».


مواضيع متعلقة