حكاية.. ملحن «والله بعودة يا رمضان».. جمال سلامة: لحنت لـ «صفاء أبوالسعود» أشهر أغنية عن العيد وسميرة سعيد غنت من ألحانى تتر مسلسل «ألف ليلة وليلة»

07:37 م | الخميس 23 مايو 2019

ارتبط اسمه بأغنيات شهر رمضان الكريم، وعيد الفطر المبارك، وحقق نجاحات غير مسبوقة بفضل عبقريته الموسيقية، التى ساعدت عدداً من الأصوات العربية على التألق والانتشار، أبرزها اللبنانية ماجدة الرومى، والمغربية سميرة سعيد، ليظل الموسيقار جمال سلامة طوال سنوات واحداً من أهم الموسيقيين المصريين والعرب.

عن أغانيه لشهر رمضان والعيد، وذكرياته التى ارتبطت بهما، وقصته مع الرئيس السادات، يتحدث صاحب «والله بعودة يا رمضان» و«أهلاً بالعيد» لـ«الوطن».

شغفى وحبى للموسيقى بدأ مع نعومة أظافرى، فالفضل يرجع إلى والدى الراحل الفنان حافظ سلامة، الذى كان يملأ بيتنا بالآلات الموسيقية ومنها البيانو والكمان، فنشأت أنا وشقيقى فاروق على حب الموسيقى، فتعلقت أنا بالبيانو فى حين تعلق شقيقى فاروق بحب الأوكرديون، وجمال البيانو أنه يعلمك التأليف الموسيقى والتلحين، ثم دخلت مدرسة داخلية لأربع سنوات فى حلوان، وبعد أن أغلقت المدرسة أبوابها، وفى فترة الثانوية كنت أعمل فى ملهى ليلى مع فرقة إيطالية وكان عقدى معهم 6 شهور لحين إيجاد عازف بيانو أجنبى، وللأسف فى هذه الفترة وقعت حرب 67 فقررت السفر إلى إيطاليا للعمل والدراسة، وكان من حظى أن أختى كانت تقيم فى ميلانو، ومكثت هناك عامين حتى 1969، ووقتها ظهرت آلة الأورج فاشتريتها، وعدت بها إلى القاهرة.

لو تحدثت عن ذكرياتى الفنية مع شهر رمضان الكريم لا بد أن أذكر واحدة من أهم أغنيات الشهر الفضيل والمعروفة فى كل أرجاء الوطن العربى وهى أغنية «والله بعودة» التى حققت انتشاراً واسعاً بفضل صوت الفنان الراحل محمد قنديل.

كنت أفكر أنا والشاعر الراحل عبدالوهاب محمد فى صناعة أغنية عن الشهر الفضيل، ووقتها اكتشفنا أن كل الأغنيات المعروفة تدور فكرتها حول قدوم الشهر، ففكرنا فى تقديم أغنية جديدة بفكرة جديدة تخطف المستمعين، ورأينا أن نصنع أغنية تُعرض فى نهاية الشهر، واتصلت بالفنان محمد قنديل ليغنيها، ومن وقتها وهى الأغنية الرسمية للأيام الأخيرة لشهر رمضان.

الاحتفال بالعيد لم يسقط من حساباتى، فأنا قدمت أشهر أغنية للعيد، وهى «أهلاً بالعيد»، التى غنتها الفنانة صفاء أبوالسعود، وأتذكر أن من أخرجها للتليفزيون كان المخرج الكبير مجدى أبوعميرة، وللعلم «صفاء» كانت زميلتى فى معهد الموسيقى العربية.

ماجدة الرومى ستظل واحدة من أهم الفنانات اللاتى تعاملت معهن، ولن أنسى أبداً هذا التعاون، لأنها إنسانة تعرف الخير دائماً، أتذكر بداية معرفتى بها كانت خلال عام 1974، حينما بدأ يوسف شاهين التجهيز لفيلم من بطولتها، ومن ذلك اليوم حتى الآن لم تنقطع الاتصالات بيننا.

وقدمت لها عدة أغنيات رائعة من بينها «عيناك ليالٍ صيفية»، وأيضاً قصيدة رائعة من كلمات الشاعر الراحل نزار قبانى بعنوان «نعترف أمام الله»، وهى أغنية وطنية، ويعتبرونها فى لبنان مثل النشيد الوطنى. سيظل تعاونى الفنى مع الفنانة سميرة سعيد هو الأكثر نجاحاً فى الجيل الجديد بسبب روعة الأعمال التى قدمناها معاً، والتى تخطت حاجز الـ20 أغنية، منها أغنيات ستظل خالدة فى تاريخ الموسيقى العربية، مثل «قال جانى بعد يومين» و«مش هتنازل عنك أبداً مهما يكون».

وأول أغنية تعاونا فيها كانت فى رمضان، خلال فوازير «احكى يا شهر زاد»، وكانت بذات الاسم، وحققت وقتها نجاحاً ساحقاً، وهى التى جعلت المنتج الراحل موريس إسكندر يتعاقد مع «سميرة» لإنتاج عدد من الألبومات الغنائية لها.

لا أنسى علاقتى بالرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذى كنت أحبه وأقدره كثيراً، كما أنه اختارنى لكى ألحن أغنية صنعت خصيصاً لحفل زفاف ابنته عام 1974، وكتبها الشاعر حسين السيد، وأدتها فرقة أم كلثوم وكورال الأوبرا.

وبعد الفرح طلب منى أن أجلس معه وأسرد عليه قصتى مع الفن والموسيقى، فهو كان يعتبرنى من أهم الموسيقيين الذين استمع لهم فى حياته، كما أننى قدمت له «أوبريت خاص» فى احتفالات نصر أكتوبر، مع الفنانة ياسمين الخيام، ومنحنى وسام الجمهورية من أكاديمية الفنون، وأيضاً كرمنى خلفه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.