تمويل "جدار ترامب" على حدود المكسيك.. "أزمة لا تنتهي"

تمويل "جدار ترامب" على حدود المكسيك.. "أزمة لا تنتهي"
في حلقة جديدة في مسلسل أزمة جدار المكسيك، أصدر قاض فيدرالي أمريكي، أمس، أمرا قضائيا مؤقتا يمنع إدارة الرئيس، دونالد ترامب، من استخدام أموال وزارة الدفاع لتسديد كلفة بناء جدار حدودي مع المكسيك.
ومن شأن ذلك القرار تسديد ضربة لخطط ترامب، الذي أعلن الطوارئ في مسعى لتجاوز الكونجرس والحصول على أموال لمشروع جداره الحدودي، أحد وعود حملته الانتخابية.
- تمسك "ترامب" ببناء الجدار
ورفض ترامب التفريط في وعده ببناء الجدار على الحدود مع المكسيك، وخاض معركة شرسة من أجله، إذ يعتبر الجدار ضروري للأمن القومي، ولحماية الحدود الجنوبية، كما أنّه أحد أهم وعوده في فترة الدعاية الانتخابية.
- موقف الديمقراطيين
في المقابل تمسك الديمقراطيون برفض تمويل الجدار حتى وقت ما، خصوصًا مع فوزهم بأغلبية مجلس النواب عقب انتخابات التجديد النصفي الأخيرة لـ"الكونجرس"، إذ يعتبر الديمقراطيون أنّ الجدار لا أهمية له، ويهدر أموال دافعي الضرائب.
- الحدود الأمريكية المكسيكية
وتعتبر الحدود المكسيكية معضلة تسببت بكثير من التحديات للولايات المتحدة الأمريكية، والتي أحدث انقساما واضحا بين الجمهوريين والديمقراطيين، إذ يبلغ طولها 3 آلاف كيلومتر، و1100 كيلومتر منها بها سياج وجدار وأسلاك شائكة، والقسم الأخير يشوبه فتحات تتم من خلالها عمليات التهريب والتسلل.
ورفعت نحو 20 ولاية، خصوصًا معاقل للديمقراطيين مثل نيويورك وكاليفورنيا، وكذلك الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية وجمعيات بيئية وسكان محليين، دعاوى تعتبر إعلان الطوارئ خرقا للدستور.
ومنع القاضي هايوود جيليام في قراره مسؤولي إدارة ترامب "من القيام بأي خطوة لبناء حاجز حدودي في مناطق حددها المدعى عليهم بيوما سكتور بروجكت 1 وإيه.إل باس سكتور بروجكت 1 باستخدام أموال أعيد برمجتها من جانب وزارة الدفاع".
ووافق وزير الدفاع بالإنابة، باتريك شاناهان، على تحويل الأموال من ميزانية مكافحة المخدرات للاستخدام النهائي في بناء حواجز في تلك المناطق، وهي الخطوة التي سبق تمويلها بتحويل مليار دولار من أموال الموظفين العسكريين، وفق قرار جيليام.
واعتبر القاضي في قراره أن الجهات المدعية ستظهر على الأرجح أن مسؤولي إدارة ترامب "تجاوزوا سلطتهم القانونية وبأن ضررا لا يمكن إصلاحه سينجم عن تلك الخطوات".
والقضية، التي رفعها مدعون من بينهم جمعية سييرا كلوب المدافعة عن البيئة، تذكر ترامب وشاناهان ووزير الأمن الداخلي بالإنابة كيفن ماكالينان ووزير الخزانة ستيفن منوتشين بصفة المدعى عليهم.
كان ترامب جعل مسألة بناء الجدار لوقف الهجرة غير الشرعية من دول أمريكا اللاتينية، أحد قضايا حملته الانتخابية الناجحة عام 2016. ورغم إعلانه أن المكسيك ستسدد كلفة بناء الجدار، إلا أنه طلب من الكونغرس أموالا لتنفيذ المشروع وتسبب الخلاف بشأن التمويل بإغلاق للحكومة الفيدرالية استمر 35 يوما، في مطلع 22 ديسمبر 2018.