أزمة وشيكة بين المغرب وإسبانيا بسبب "جدار المكسيك"

كتب: محمد حسن عامر

أزمة وشيكة بين المغرب وإسبانيا بسبب "جدار المكسيك"

أزمة وشيكة بين المغرب وإسبانيا بسبب "جدار المكسيك"

على طريقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالب حزب "فوكس" الإسباني اليميني المتطرف، بتشييد "جدار عازل" من أجل فصل مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين من إسبانيا، لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين.

ونقلت صحيفة "هسبريس" المغربية عن صحيفة "لارازون" الإسبانية، أنّ الحزب اليميني vox ذهب إلى أكثر من المطالبة ببناء جدار حدودي في المنطقة، و"يريد إلزام المغرب بالتكفل بمصاريف تشييد الجدار"، معتبرا أنّ المملكة المغربية "تبتز الاتحاد الأوروبي عبر ورقة الهجرة للضغط في مجموعة من الملفات".

وقال رئيس الحزب اليميني المتطرف سانتياجو باسكال، المعروف بعدائه للمهاجرين، إنّ "الجدار الحدودي من شأنه محاربة أزمة الهجرة غير النظامية، لكنه ليس الحل الوحيد فقط".

ويرغب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إقامة جدار على الحدود مع المكسيك، يقول إنّه لدواعٍ أمنية ولمواجهة المهاجرين غير الشرعيين والعصابات الإجرامية.

وتأتي تصريحات السياسي الإسباني، في وقت أشار البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إلى أنّ "بناة الجدران، سواء كانت مصنوعة من الأسلاك الشائكة أو القرميد، سينتهي بهم الحال أسرى للجدران التي يبنونها"، وفق تصريحات نقلتها أمس قناة "روسيا اليوم".

وانتقد البابا من يحاولون بناء الجدران والحواجز لإبعاد المهاجرين، في إشارة منه إلى الجدار الأمريكي على الحدود مع المكسيك.

وترصد "الوطن" بعض المعلومات في الأسطر التالية حول جدار المكسيك الذي يريد الرئيس الأمريكي بنائه.

تمسك "ترامب" ببناء الجدار

رفض ترامب التفريط في وعده ببناء الجدار على الحدود مع المكسيك، وخاض معركة شرسة من أجله، إذ يعتبر الجدار ضروري للأمن القومي، ولحماية الحدود الجنوبية، كما أنّه أحد أهم وعوده في فترة الدعاية الانتخابية.

موقف الديمقراطيين

في المقابل تمسك الديمقراطيون برفض تمويل الجدار حتى وقت ما، خاصة مع فوزهم بأغلبية مجلس النواب عقب انتخابات التجديد النصفي الأخيرة لـ"الكونجرس"، إذ يعتبر الديمقراطيون أنّ الجدار لا أهمية له، ويهدر أموال دافعي الضرائب.

الحدود الأمريكية المكسيكية

تعتبر الحدود المكسيكية معضلة تسببت في كثير من التحديات للولايات المتحدة الأمريكية، والتي أحدث انقساما واضحا بين الجمهوريين والديمقراطيين، إذ يبلغ طولها 3 آلاف كيلومتر، و1100 كيلومتر منها بها سياج وجدار وأسلاك شائكة، والقسم الأخير يشوبه فتحات تتم من خلالها عمليات التهريب والتسلل.

طريقة التمويل

يتحمل دافعو الضرائب الأمريكيون تكلفة بداية تشييد الجدار، إلا أنّ الأموال الأمريكية المستخدمة في بداية المشروع ستسددها المكسيك لاحقا بنسبة 100%، بطرق لم تحدد بعد، بحسب تعبير الرئيس ترامب في حديث مع شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية. في الوقت الذي يرفض فيه الرئيس المكسيكي أنّ تتحمل بلاده تكلفة بناء الجدار.

اتفاقية تنظيم الحدود مع المكسيك

الحدود الأمريكية المكسيكية تمتد بطول 3 آلاف و200 كيلومتر، وعلى إدارة الرئيس ترامب الالتزام بما نصت عليه اتفاقية وقعت بين البلدين في العام 1970، وهي الاتفاقية التي تضع ضوابط ومعايير محددة بشأن تشييد أي أبنية على الحدود بين البلدين. وتنص الاتفاقية أيضا على أنّ أي بناء لا يجب أنّ يعرقل تدفق مياه الأنهار، وهي الموجودة على الحدود بين المكسيك وتكساس، وكذلك حدود المكسيك مع أريزونا.

ويتعين تمرير تشريع بالتمويل الذي طلبه ترامب وفق وكالة أنباء "رويترز" قبل الأول من أكتوبر المقبل، الذي يبدأ فيه العام المالي الاتحادي 2020، وإلا واجهت الحكومة الإغلاق مجددا.

ومن شأن هذا الاقتراح إعادة التوتر بين البيت الأبيض والكونجرس مجددا، خاصة وأنّ ترامب متمسك ببناء الجدار على الحدود مع المكسيك.

وقال مسؤولون إنّه حتى الآن تم تشييد جزء من الجدار على مسافة 179 كيلومترا. وفي العام المالي 2017، جرى تخصيص 341 مليون دولار لتشييد 64 كيلومترا، و1.375 مليار دولار لتمويل بناء 132 كيلومترا في العام 2018.


مواضيع متعلقة