"بريكست" تطيح باثنين من رؤساء الحكومة البريطانية بـ"الدموع".. وخبير: سوء تقدير

"بريكست" تطيح باثنين من رؤساء الحكومة البريطانية بـ"الدموع".. وخبير: سوء تقدير
- تيريزا ماي
- ماي
- داوننغ ستريت
- ماي تبكي أثناء استقالتها
- الحكومة البريطانية
- بريطانيا
- بريكست
- الخروج من الاتحاد الأوروبي
- ديفيد كاميرون
- استقالة تريزا ماي
- تيريزا ماي
- ماي
- داوننغ ستريت
- ماي تبكي أثناء استقالتها
- الحكومة البريطانية
- بريطانيا
- بريكست
- الخروج من الاتحاد الأوروبي
- ديفيد كاميرون
- استقالة تريزا ماي
خلال أقل من 3 أعوام، تبدلت أسرتين على مبنى 10 "داوننج ستريت" الشهير بـ"وايت هول" في لندن، مقر رئيس الحكومة البريطانية، بسبب خطة للخروج من الاتحاد الأوروبي بعد 44 عاما من انضمام بريطانيا، لتكون اتفاقية الخروج "بريكست" الأزمة الأكبر في بريطانيا منذ أن صوت الشعب البريطاني بنسبة 51.9% لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016.
ديفيد كاميرون، كان أول المغادرين بسبب اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، حيث غادر منصب رئيس وزراء بريطانيا، عشيه الاستفتاء الشعبي الذي اختار فيه البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد أن كان يدعم فكرة البقاء بشدة، فبعد إعلان النتيجة، خرج كاميرون في 25 يونيو 2016، من أمام منزله السابق معلنا تركه لمنصبه.
وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق، إنه سيترك منصبه بحلول أكتوبر، وإنه سيقود دفة الأمور بشكل مؤقت خلال الأشهر المقبلة، "لكن هناك حاجة الآن لقيادة جديدة للبلاد"، محذرا من مغبة الخروج وتأثيره على الاقتصاد والأمن، وهو الأمر نفسه الذي تحدث عنه مرارا قبل الاستفتاء.
وتحدث كاميرون، وهو يغالب دموعه حينها، في كلمة بثها التلفزيون من أمام مقره في 10 داونينج ستريت، قائلا: "الشعب البريطاني اتخذ القرار الواضح جدا بالتحرك في مسار مختلف ومن ثم أعتقد أن البلاد تحتاج قيادة جديدة تأخذها في هذا الاتجاه، ولا أعتقد أنه سيكون من المناسب لي أن أكون القبطان الذي يقود بلادنا إلى وجهتها المقبلة".
وعقب ذلك، تولت تيريزا ماي، رئاسة الحكومة، في يوليو 2016، التي حملت على عاتقها مهمة الاتفاق على الخروج بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، لتواجه أزمات متعددة على مدى 35 شهرا، وتشهد بريطانيا أزمة مستمرة، تتأجج نيرانها بين الحين والآخر، بينما لم تهدأ الخلافات إطلاقا، ليخرج بعض الوزراء، على فترات، بقرارات استقالة اعتراضا على خطط الخروج المقترحة من تريزا ماي، بينهم المختص بملف الخروج من الاتحاد "بريكست"، والوزيرة المكلفة بشؤون البرلمان، أندريا ليدسوم.
وطوال الـ35 شهرا، أعدت تريزا ماي مسودة لـ"بريكست"، بعد التفاوض مع بروكسل (مقر الاتحاد الأوروبي)، ولكنها فشلت لـ4 مرات في تمرير خطة الخروج من البرلمان البريطاني، وهو ما رجح بالبداية إزاحتها من منصبها عن طريق محاولة سحب الثقة منها مرتين، الأولى بحزب "المحافظين" البريطاني، والثانية بالبرلمان في مطلع العام الجاري، وهو ما تمكنت من تجاوزه حينها، ولكن الأمر تفاقم حاليا، وهو ما دفعها لإعلان نهاية مسيرتها، باستقالتها من منصب رئاسة وزراء بريطانيا اليوم.
وفي خطاب مليء بالحزن، انهمرت دموع سيدة بريطانيا "الحديدية"، بإعلانها استقالتها، محددة جدولا زمنيا لخروجها من الحكومة والحزب، بأنها ستبقى في المنصب حتى 7 يونيو المقبل، حتى تتيح الفرصة أمام حزب المحافظين، الذي تنتمي له لاختيار زعيم جديد للحزب، يتولى تلقائيا رئاسة الحكومة.
وقالت في خطاب التنحي أمام مقر رئاسة الحكومة في لندن: "بات واضح لي أن مصلحة البلاد تقتضي وجود رئيس حكومة ليقود هذه الجهود، لذا أعلن اليوم أنني سأستقيل من زعامة حزب المحافظين يوم الجمعة السابع من يونيو".
وبذلك الإعلان تكون ماي هي ثاني من يغادر المنصب بسبب "بريكست"، ما يجعل صاحبه المقبل يواجه مهمة صعبة للغاية، ليصفه البعض بـ"النقمة"، وهو ما نفاه الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، الذي أكد أن تكرار ذلك الأمر يرجع لـ"سوء تقدير من كاميرون وماي، بجانب أنانية مفرطة من زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن، الذي حاول عدة مرات طلب سحب الثقة من رئيسة الوزراء البريطانية".
وأضاف سمير، لـ"الوطن"، أن الصعوبة بدأت مع ديفيد كاميرون الذي توجه للاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو غير متأكد من انحياز الشعب للتكتل الأكبر بالعالم، كما أن تيريزا ماى أكملت الخطأ بالدعوة لانتخابات مبكرة خسرت فيها جزء كبير من أغلبية أعضاء حزب "المحافظين".
ورجح أن أي زعيم من الحزب الحاكم سوف يخلف ماي لن يقدم جديد، كون الاتحاد الأوربي لن يقدم تنازلات جديدة، فضلا عن أنه ليس من مصلحته خروج لندن بكافة المستويات، متوقعا أن تشهد البلاد إما خروجا بلا اتفاق سيكلفها الكثير أو الدعوة لانتخابات مبكرة.