اللهم إني صائم.. المعادى: كنافة وقطايف وسمبوسة وعرقسوس «شفا وخمير».. أهلاً بكم فى «الحى الراقى»

اللهم إني صائم.. المعادى: كنافة وقطايف وسمبوسة وعرقسوس «شفا وخمير».. أهلاً بكم فى «الحى الراقى»
- أفراد الأمن
- التقاط صور
- تعليم الموسيقى
- حرارة الجو
- حرارة الشمس
- شهر رمضان
- اللهم إني صائم
- المعادى
- رمضان
- رمضان 2019
- أفراد الأمن
- التقاط صور
- تعليم الموسيقى
- حرارة الجو
- حرارة الشمس
- شهر رمضان
- اللهم إني صائم
- المعادى
- رمضان
- رمضان 2019
نفق صغير مظلم يعج بالباعة المتراصين على أطرافه يفصل بين ميدان الحرية بالمعادى المفعم بالحياة وبين شارع 9 الشهير ذى الطابع الراقى، لا يواجه الباعة الذين يفترشون النفق أى تهديد من البلدية، فأفراد الأمن يمرون على المكان مرور الكرام دون التفوه بكلمة واحدة أو إبداء أى اهتمام أو انزعاج.
بجوار محطة مترو ثكنات المعادى التى تخلو من الباعة يقع شارع 9 الملىء بالكافيهات والمطاعم الشهيرة سواء العالمية أو المحلية، التى فتحت أبوابها لاستقبال الزبائن رغم قلة عددهم بينما أطفأت أنوارها وأشعلت بعض الإضاءات الخافتة فى الداخل حتى لا تسبب حرجاً لمن جلس فى المطعم لتناول وجبة شهية تفوح رائحتها لتتخطى أبواب المطعم، ليتساءل كل من مر بالقرب من المكان عن سبب إعداد المطعم لتلك الوجبات ذات الرائحة الجذابة فى الواحدة ظهراً، لتأتيه الإجابة سريعاً فهذه أسرة أجنبية مكونة من 3 أطفال ووالديهم يعبرون الطريق إلى الجهة الأخرى حيث المطعم الذى أخذ عماله وطباخوه فى العمل والتنظيف طوال اليوم لكون المكان يقدم خدماته منذ الصباح الباكر مروراً بوقت الإفطار وانتهاءً بالسحور، ليأخذ العاملون فترة راحة قبل معاودة العمل مرة أخرى فى التاسعة صباحاً.
كافيهات ومطاعم تقدم خدماتها للزبائن فى النهار.. وسياح يلتقطون الصور مع "بياعين البهجة"
ورغم كون الشارع راقياً فإن المشهد الشعبى لحلول شهر رمضان والمتمثل فى إعداد الكنافة وخبز القطائف وبيع السمبوسة كان حاضراً وبقوة بنصب شادر صغير أمام أحد المحلات الأمر الذى دفع عدداً من رواد الشارع من السياح إلى التقاط صور للعامل الذى يرتدى ثياباً بيضاء ويتصبب العرق من جبينه بفعل حرارة الجو والموقد وهو يتنقل بين صوانى الكنافة والطاولة الصاج المخصصة لخبز القطائف، وعلى مقربة منهم وقف بائع العرقسوس بزيه المميز المكون من سروال واسع وفضفاض وصديرى بالإضافة إلى طربوش أحمر استقر فوق رأسه، يحمل إبريقاً ضخماً من النحاس مليئاً بالعرقسوس المثلج ويحمله بواسطة حزام جلدى عريض والذى يُحكم ربط الإبريق حول الوسط ومشدود على الخصر حزام يتدلى منه إناء صغير للأكواب، يجذب البائع انتباه السياح باستعراضه طريقة صب المشروب برفع الإبريق بإحدى يديه لأعلى بينما الأكواب فى يده الأخرى ويقوم بإبعادها وتقريبها من الإبريق فى حركة خاطفة، يتجول الرجل فى الشارع طوال فترة النهار ليروى ظمأ المفطرين، وقبل أذان المغرب بساعة تقريباً يستقر فى مكان محدد ليبدأ فى تجهيز أكياس العرقسوس وعرضها فوق طاولة صغيرة ليتمكن الصائمون من شرائها وحملها إلى المنزل.
فى منتصف الشارع الهادئ وعلى سلالم عمارة قديمة، مر عليها زمن ليس بالقريب بفعل النقوش المنحوتة فوقها والمغطاة بطبقات من التراب المتراكمة حتى بدت كالحجارة، علق على بابها الحديدى الضخم لافتة صغيرة تفيد بأن البناية تضم معهداً لتعليم الموسيقى.
أسفل بناية معهد الموسيقى يقع محل جزارة علق على بابه العديد من الذبائح المغطاة بالأقمشة البيضاء المبللة بالماء لحفظ اللحم من حرارة الشمس المرتفعة بالإضافة إلى حمايته من الأتربة المتطايرة والذباب، ورغم خلو المكان من الزبائن وقت الظهيرة فإن العمل لم يتوقف فهذا عامل يرتدى قميصاً أصفر وحذاء أبيض حتى منتصف الركبة تلطخا جميعاً بالدماء، يحمل فوق كتفه عجلاً صغيراً ذُبح للتو بينما يجهز زميله الخطافات المعدنية لتعليق الذبيحة، أصحاب المكان يعلمون جيداً أنه بحلول الساعة الرابعة عصراً لن يكون هناك موضع قدم ولا متسع من الوقت للراحة، فالزبائن الذين ينهون عملهم فى الثالثة عصراً غالباً ما يقصدون تلك الجزارة للحصول على بعض الكيلووات من اللحم الطازج لإعداد مائدة شهية يكون اللحم فيها هو سيد المأكولات.