حكاية.. «توفيق البدرى».. حسن يوسف: روح الشيخ الشعراوى أضفت السكينة على «إمام الدعاة»

كتب: ياسمين محمود

حكاية.. «توفيق البدرى».. حسن يوسف: روح الشيخ الشعراوى أضفت السكينة على «إمام الدعاة»

حكاية.. «توفيق البدرى».. حسن يوسف: روح الشيخ الشعراوى أضفت السكينة على «إمام الدعاة»

هو الشاب خفيف الظل الذى يتقن الإيقاع بالفتيات اللاتى لا يقاومن جاذبيته، وهو أيضاً الرجل الذى يحمل على كتفيه مصنع «الباشا» ويحمل بداخله أسراره، وهو فى النهاية الشيخ الجليل الذى نجلس لنستمع إلى علمه، مراحل ثلاث ملأها «حسن يوسف» بعشرات الأدوار، فى السينما والتليفزيون، لكن مشاركاته فى رمضان كانت مميزة من بدايتها، واختتمها بدرة الدراما الرمضانية «إمام الدعاة»، والذى أصبح من المقررات السنوية فى العديد من الفضائيات، ولا يمل منه الجمهور بل يتابعونه بالشغف نفسه، يفتح «يوسف» لـ«الوطن» جانبا من خزانة ذكرياته مع الدراما ورمضان.

توقفت عن إنتاج المسلسلات الدينية لأنها مكلفة

أتذكر أول عمل لى فى رمضان، كان مسلسل «ليالى الحلمية»، تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج إسماعيل عبدالحافظ، ويضم مجموعة عظيمة من الفنانين، يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى، العمل كان على مستوى كبير، وهذا ما جذبنى للمشاركة فيه، وعلى الرغم من ذلك كان التليفزيون المصرى وقتها -وهو جهة الإنتاج- يدفع لى فى الحلقة الواحدة 75 جنيهاً، وتقدمت مع عدد من الزملاء بشكوى، ورُفع الأجر فى الحلقة إلى 100 جنيه، لكن كل عصر وله طبيعته، زمان كانت الـ100 جنيه مبلغ كبير، وفى الأول والآخر هذا رزق من عند الله، هو مقسم الأرزاق، ومسألة الأجور العالية حالياً رزق من الله، لا أحد يستطيع أن يتدخل فى ذلك.

بعيداً عن الأجور، كان فريق عمل «ليالى الحلمية» مجموعة لطيفة جداً ومثقفة جداً، سواء الممثلون أو المؤلف أو المخرج، وكانت الأحاديث فى الكواليس كلها تدور عن الأدب والثقافة، على الرغم من أن الكواليس كانت قصيرة الوقت للغاية، فكنا ننتهى من التصوير أولاً بأول، ثم تدخل الحلقة للمونتاج ونبدأ فى تصوير حلقة أخرى، فالتصوير كان وقت إذاعة المسلسل فى التليفزيون، وكان وقتها هذا هو الأسلوب المتبع لتصوير مسلسلات رمضان، كنا نبدأ التصوير قبل رمضان، ويدخل علينا رمضان ونحن فى التصوير، وتسلم الحلقات أولاً بأول لتعرض.

رمضان حالياً بالنسبة لى عبادة وقراءة قرآن وأتابع أعمال العظيم "يحيى الفخرانى"

وفى «إمام الدعاة» كذلك كانت معى مجموعة رائعة من الممثلين، يقودها العبقرى مصطفى الشال، وكانت له قدرة هائلة على إدارة العمل بشكل جيد، وبما أننى كنت منتج العمل فكان دائماً الممثلون يتناقشون معى فى التفاصيل، وكانت هناك سَكينة فى العمل بسبب روح الشيخ الشعراوى المطلعة علينا، التجربة فى مجملها كانت جميلة، وحاولت أكثر من مرة أن أكرر تجربة الإنتاج، لكن قيل لى إن الدولة توقفت عن إنتاج الأعمال الدينية، فكنت أنتج بالمشاركه مع صوت القاهرة.

ومن الأسباب التى تجعلنى لا أستطيع تحمل إنتاج مسلسل دينى بمفردى، أن هذه النوعية من المسلسلات مكلفة جداً، بسبب تغيير الديكورات والملابس، ففى مسلسل «إمام الدعاة» سلطنا الضوء على عدد كبير من المراحل العمرية من ميلاد الإمام الشعراوى إلى وفاته، وفى كل مرحلة كان هناك تغيير مستمر فى الملابس والديكورات لتناسب كل مرحلة، لذلك نلاحظ عدم اتجاه المنتجين هذه الأيام للأعمال الدينية بسبب تكلفتها الباهظة، لكن لو تلقيت عرضاً للمشاركة لن أرفض بالطبع، على الرغم من أن المنتجين كلهم اتجهوا لما تطلبه السوق الآن.

الحمد لله لدى تاريخ جيد أريد أن أحافظ عليه، ولا يوجد لدىّ استعداد أن أقبل أى عمل ليس جيداً يخدش هذا التاريخ الذى تعبت فى عمله.. أنا موجود فى رمضان كل عام بمسلسل «إمام الدعاة» الذى يعرض على معظم القنوات الفضائية، لكن رمضان حالياً بالنسبة لى أصبح عبادة وقراءة قرآن وقيام الليل، وممكن بعد السحور أتابع، لكن أتابع ما هو جيد، وللأسف ليس كثيراً، أتذكر المسلسل الذى حرصت على متابعته كان «بالحجم العائلى» للعظيم يحيى الفخرانى، فنان كبير ملتزم يستحق أن أشاهده، إضافة إلى مشاركة عمر ابنى فى المسلسل هو ومجموعة شباب ممتازين.


مواضيع متعلقة