حكاية.. «العمة نور».. نبيلة عبيد: باصرف فلوس الشغل على الملابس والإكسسوارات

كتب: حوار : ياسمين محمود

حكاية.. «العمة نور».. نبيلة عبيد: باصرف فلوس الشغل على الملابس والإكسسوارات

حكاية.. «العمة نور».. نبيلة عبيد: باصرف فلوس الشغل على الملابس والإكسسوارات

سنوات النجومية الطويلة لم تغير «ابنة شبرا»، ما زالت تنتظر هلال رمضان كل عام لتستعيد معه ذكريات «اللمَّة الحلوة»، والفانوس و«فوازير نيللى وفطوطة»، فشهر رمضان بالنسبة لنبيلة عبيد مرتبط بالإبداع، خاصة على الشاشة الصغيرة،.. بابتسامتها الشهيرة فتحت نبيلة عبيد صندوق الذكريات لسرد تفاصيل رحلتها مع رمضان.

علاقتى برمضان تمثَّلت فى عدد كبير من المسلسلات الإذاعية الناجحة، والتى تحوَّل بعضها إلى أفلام فى ما بعد، والحقيقة أن الدراما الإذاعية شهدت عصراً ذهبياً، وارتبط بها جمهور رمضان لسنوات، قبل أن تطغى عليها الفضائيات، وأول عمل قدمته للإذاعة كان مسلسل «برديس»، قصة إبراهيم الوردانى، وبعده توالت الأعمال الإذاعية الرمضانية، وكنت سعيدة جداً بها، وحريصة على أن يكون لى فى كل عام عمل إذاعى فى رمضان. ولم يكن حبى للإذاعة هو السبب فى بُعدى عن الدراما التليفزيونية، ربما كانت السينما هى العامل الأهم، لكن الإذاعة دائماً لها طعم مختلف فى رمضان، وهذا سبب عشقى لها وغرامى بها، وكان من المفترض أن أقدم هذا العام عملاً إذاعياً لكن تم تأجيله، واعتذرت عن أعمال درامية كثيرة بإرادتى، وكنت راضية ولم أندم أبداً.

أول عمل رمضانى قدمته للتليفزيون كان «العمة نور»، وحقق وقتها ردود فعل كبيرة، ولم أكن أخطط لتقديم عمل تليفزيونى، لكنى كنت فى زيارة للكاتب محمود أبوزيد، وهو صديق مقرب لى هو وعائلته، فقال لى: «لماذا لم تفكرى فى تقديم عمل تليفزيونى؟» وكان ردى بالموافقة، فأخبرنى أنه لا بد لى من التفرغ وأخذ إجازة من السينما، لأن التليفزيون يحتاج مجهوداً، فوافقت فوراً، واجتمعنا مع عادل الأعصر والمنتج أحمد غيث، والحمد لله قدمنا العمة نور، وكان من الأعمال القريبة إلى قلبى، وحقق وقتها رقماً قياسياً فى عائد الإعلانات، باعتراف المنتج والجمهور.

أعتقد أن سر نجاح «العمة نور» الأساسى أنه كان عملاً اجتماعياً، ناقش عدة قضايا مهمة تمس الشباب والبنات، وفى هذا المسلسل كان أول ظهور لبشرى، وكنت سعيدة جداً بها، وكذلك بأحمد الفيشاوى الذى لفت الأنظار ونجح فى أداء شخصية «هوطا»، كما أن هذا المسلسل شهد أول مرة يحصل فيها فنان على «مليون جنيه» فى عمل تليفزيونى، هذا كان أجرى، وفى العادة أجرى كله فى أى عمل كنت أصرفه على الملابس، كل تفكيرى فى الشغل، أشترى ملابس وأركنها على اعتبار أنها ممكن تنفع لعمل ما، كان تفكير جيلى على الشغل طول الوقت، وغير الملابس من أزياء وإكسسوارات.

العمل نفسه كانت كواليسه «شربات»، ضحك وهزار، لكن بعد بدء التصوير بشهر توفيت والدتى، وكان الأمر قاسياً جداً، كانت مريضة أثناء التصوير ودخلت المستشفى، وكنت أعمل رغم حزنى الشديد، وتذكرت وقتها عملى فى مسرحية «البغل فى الأبريق» مع تحية كاريوكا، وكان معانا صلاح منصور، وفى يوم تأخر عن فتح الستار، ووصل بوجه حزين ليس كما نعهده، وعرفنا أنه كان يدفن والدته قبل العرض، وكنت أقف أمامه فى مشاهدى أنظر فى عينيه أجده يؤدى دوره بعظمة شديدة، وفى الاستراحة كان يدخل غرفته يبكى، موقف صلاح منصور اختزلته فى ذاكرتى، وهذا ما فعلته وقت وفاة والدتى أثناء تصوير العمة نور، كنت بعد كل مشهد أدخل غرفتى أبكى.

أفضِّل مشاهدة مسلسلات رمضان على "يوتيوب"

أحب متابعة أعمال الشباب والزملاء فى رمضان، جيل الدراما حالياً به شباب رائع، وعندما أسمع الجميع يتحدث عن مسلسل معين يستهوينى متابعته، لكن أفضل متابعته على يوتيوب بدون إعلانات، لا شك أن الإعلانات لا بد منها، وليس خياراً أن تكون وسط المسلسلات، لكن أحياناً تكون كثيرة لدرجة تؤثر على الاستمتاع بالمشاهدة، وهذا ما جعل البعض -وأنا منهم- يفضل المشاهدة عبر يوتيوب.

ألاحظ أن موضوعات الأعمال الدرامية اختلفت عن الموضوعات قديماً، فكانت المسلسلات قصة اجتماعية، وهذه النوعية تجذب الجمهور، كما حدث فى مسلسل «أبوالعروسة»، فقد جذب قاعدة كبيرة من الجمهور بسبب تنوع مشكلاته الاجتماعية، والتى لمست كل بيت مصرى.

طقوسى حالياً فى رمضان اختلفت عن أيام زمان، كان رمضان كله شغل، أما الآن فرمضان بالنسبة لى عبادة وصوم وصلاة وقراءة قرآن، دائماً ما يتغير الزمن، وكنت أقول ذلك لوالدتى رحمها الله، وكانت ترد علىّ «الناس هى اللى اتغيرت»، أتذكر عندما كنا صغاراً كنا ننام جوار الفستان والشريطة والحذاء الجدد، وكان الجيران يجتمعون فى أول أيام رمضان والعيد، أما الآن أفتقد هذه الإنسانيات، حتى الاتصالات، كانت أمى تؤنسنى، وهى من علَّمتنى أن أود أصدقائى وجيرانى حتى الآن.

أصدقائى المقربون حالياً إلهام شاهين ورجاء الجداوى وسهير شلبى ودلال عبدالعزيز، بحكم أننا جيران فى عمارة واحدة، وكثيراً ما نتسحر معاً، كطقس رمضانى جميل، وقبل رمضان كان تجلس معى «إيمى» ابنة سمير غانم، وقلت لها إننى أعشق مسلسل «نيللى وشريهان»، أشاهده فى كل قناة تعيده، وأحببت «دنيا» فى دور «الأنزوحة»، وهذا العام أنتظر منهما أن يقدما أعمالاً على نفس المستوى وأفضل، بخلاف أنى من عشاق سمير غانم نفسه كممثل وإنسان، دائماً يذكرنى وجوده فى رمضان بالفوازير، وهذا طبيعى جداً لكل شخص ناجح يقدم عملاً ناجحاً.


مواضيع متعلقة