حكاية.. أم «كوكب الشرق».. وصديقة «الفيلسوف».. سميرة عبدالعزيز: رفضتُ المشاركة فى مسلسل بدور صامت كأنى «كنبة»

كتب: ياسمين محمود

حكاية.. أم «كوكب الشرق».. وصديقة «الفيلسوف»..  سميرة عبدالعزيز: رفضتُ المشاركة فى مسلسل بدور صامت كأنى «كنبة»

حكاية.. أم «كوكب الشرق».. وصديقة «الفيلسوف».. سميرة عبدالعزيز: رفضتُ المشاركة فى مسلسل بدور صامت كأنى «كنبة»

بهدوء ينم عن ثقة خبير بأسرار اللعبة، ترصد النجمة سميرة عبدالعزيز «المشكلة والحل»، وبالهدوء والثقة نفسيهما تكشف، فى حديث خاص لـ«الوطن»، الكثير عن صناعة الدراما التليفزيونية، التى تراها إحدى الصناعات الثقافية الثقيلة، والتى تركت الكثير من الآثار الاجتماعية والثقافية، ليس على المجتمع المصرى فقط بل على المجتمع العربى بامتداد دوله من المحيط للخليج.

قريبة "أم كلثوم" أهدتنى "إيشارب انت عمرى"

منذ عشرين عاماً وأنا أشارك فى كل موسم رمضانى بعمل مختلف وناجح، والحمد لله على ذلك، وأتذكر أن أول عمل لى عرض على الشاشة الصغيرة فى رمضان كان مسلسل «محمد رسول الله»، وهو مسلسل قديم، للمخرج أحمد طنطاوى، أما أقرب الأعمال إلى قلبى كان «بوابة الحلوانى» بأجزائه الثلاثة، و«أم كلثوم»، و«شيخ العرب همام»، و«الرحايا». لم أنسَ مثلاً عقب عرض مسلسل «أم كلثوم»، عندما اتصلت بى نادية الكاشف، قريبة كوكب الشرق، وقالت إنها شعرت بأنها ترى جدتها فاطمة، والدة أم كلثوم، فى أدائى للدور، وأقامت حفلاً لنا، وأهدتنى «إيشارب» أم كلثوم الأحمر الذى غنت به «انت عمرى»، و«إيشارب» آخر مزركشاً، وأهدت لمحفوظ أسطوانة، وأهدت «صابرين» شنطة ونظارة أم كلثوم.

أتذكر أيضاً وقتها أن شركة سياحية أهدت 10 أشخاص من المسلسل رحلة حج، أنا وإنعام وصابرين وأحمد راتب وكمال أبورية ومحفوظ عبدالرحمن، وكانت هذه من أجمل الجوائز بالنسبة لنا، ومن الكواليس الدرامية التى لا أنساها أيضاًً أثناء إذاعة مسلسل «إمام الدعاة»، فى رمضان، دعانا أهل الشيخ الشعراوى على الإفطار فى الحسين.

ورغم ذلك، أتذكر أن أجرى مثلاً فى مسلسل «أم كلثوم» كان 5 آلاف جنيه للحلقة، وحين رأى عبدالرحمن حافظ كشوف الأجور قرر من وقتها رفع أجرى إلى 10 آلاف جنيه فى الحلقة، وهذا أجرى إلى وقتنا هذا، وكل الممثلين الذين تعاملوا مع التليفزيون أجرهم بسيط، أتذكر النجمة فاتن حمامة كانت تحصل فى الحلقة الواحدة عن مسلسلها «ضمير أبلة حكمت» على 7 آلاف جنيه، لكن «هبل الأجور» الذى نسمعه حالياً هو «تجارة رديئة»، فى ظل أن ما يُقدم هو «قرف» وليس فناً.

للأسف، كان نتيجة كل ذلك اختفائى عن الدراما الرمضانية، فالمنظومة أصبحت مختلفة عن تلك التى بدأت من خلالها، الأعمال لم يعد لها قيمة، عرض علىّ هذا العام مسلسل حركة «أكشن»، كان دورى عبارة عن «كنبة»، سيدة صامتة طوال العمل تضع طفلين على رجليها، بخلاف التأليف السيئ، والحوار الأسوأ، والمسلسل كله بلطجة، وعندما تحدث معى المنتج عن سبب رفضى قلت له «هاتوا أى ست تقوم بالدور»، أما أنا لن أقبل أن أكون «كنبة» فى المسلسل، فوجئت أيضاً حين قرأت المسلسل الذى شارك فى تأليفه أربعة مؤلفين، قسماً بالله لم أفهم شيئاً، أنا لم أتصور أن يكتب مسلسلاً أربعة مؤلفين، المفروض المسلسل يكون له مؤلف واحد، بفكر واحد.

الموضوع زمان كان يبدأ من المؤلف، أما اليوم الوضع اختلف، وباتت نقطة البداية هى «مين هيمثل؟»، و«هل شركة الإعلانات موافقة على تمويل العمل أم لا؟»، وبعدها يأتون بمن يضربون بالسكاكين، ويحتشد العمل بألفاظ بذيئة وعرى! هل لاحظت أنه منذ خمس سنوات لم يقدم منتج أو قناة مسلسلاً دينياً فى رمضان كما اعتدنا؟ ولا حتى مسلسلاً تاريخياً؟ المسلسل الدينى كان يعطى معلومات فى إطار درامى، هل نتذكر ردود الفعل الإيجابية والجميلة التى تبعت عرض مسلسل مثل «إمام الدعاة» أو «الإمام أبوحنيفة»؟ هل كان هناك من اعترض على أى منهما؟

الوضع صعب، ولست وحدى الذى أشعر بالدهشة والمرارة من هذا الوضع، كثيرون مثلى، لكن الصناع حالياً لا رد لديهم سوى «هذا هو الواقع»، وأنا أرفض هذا التبرير، عن نفسى لم يحدث أبداً أن رأيت فى الشارع شاباً بلا ملابس يحمل مطواة فى يده، أخى يعيش فى أمريكا، عندما شاهد هذه النوعية من المسلسلات سألنى «حقيقى مصر أصبحت كالنماذج التى تستعرضها الدراما؟»، للأسف الدراما حالياً تعمل على تطفيش السياحة من مصر.

السبب فى رأيى هو غياب إنتاج الدولة، الدولة لو أنتجت دراما عبر التليفزيون المصرى بالتأكيد ستحرص على أن تحمل عاداتنا وتقاليدنا، هنا أتذكر كلمة رائد الواقعية وأستاذها المخرج الكبير الراحل صلاح أبوسيف «الواقعية فى الفن هو ما يجب أن يكون عليه الواقع»، عندما قابلت الرئيس عبدالفتاح السيسى قلت له «ادعم الفن الجيد يا ريس كما تدعم رغيف العيش»، ولدينا ممثلون شباب موهوبون، لفت نظرى هبة مجدى وحنان مطاوع، وأتابع أى عمل لهما، وعندما يعجبنى عمل أتابعه، أتذكر أننى تابعت عملاً لغادة عادل، وهو مسلسل «الميزان»، وباركت لها على هذا العمل، فعندما أجد عملاً جيداً أكلم الفنان وأبارك له.

ما يحدث لدينا مختلف عن العالم كله، فى إنجلترا مثلاً هناك قاعدة للإعلانات، وهى دقيقة واحدة للإعلان، ولا يتجاوز عدد الإعلانات 3 مرات أثناء العرض، أما ما يحدث لدينا ما هو إلا إفساد للذوق العام بهدف تحقيق أرباح، ليس منطقياً أن يُعرض مشهد من المسلسل تليه 10 دقائق إعلانات! الفن حالياً «مقرف ويجيب الأرض»، ماذا يعنى أن يظهر رجل يصفف شعره على هيئة «ذيل حصان»، أو آخر يفتح أزرار القميص حتى حزامه، للأسف الفن أصبح سلاحاً خطيراً يهدد المجتمع، أتذكر فوازير نيللى وشريهان، كانتا تقدمان رقصاً محترماً يشبه الرياضة وحركات البالية، عكس الإسفاف الذى يقدم حالياً.

أحب أجواء رمضان، أحرص على قراءة القرآن وسماع الراديو وقراءة الكتب، إضافة إلى العزومات، يوم للأهل ويوم للأصدقاء، وأحرص على السفر للإسكندرية لزيارة شقيقى وشقيقتى، وأقرب أصدقائى فى الوسط، سميحة أيوب صديقة عمرى، ونحن على اتصال دائم ببعضنا البعض، ومديحة حمدى ونادية رشاد.


مواضيع متعلقة