حكاية.. زينات وأنيسة «في المشمش».. فردوس عبدالحميد: أجرى فى «ميزو» كان 600 جنيه

كتب: ياسمين محمود

حكاية.. زينات وأنيسة «في المشمش».. فردوس عبدالحميد: أجرى فى «ميزو» كان 600 جنيه

حكاية.. زينات وأنيسة «في المشمش».. فردوس عبدالحميد: أجرى فى «ميزو» كان 600 جنيه

المعلمة صاحبة الكلمة الواحدة فى «زيزينيا»، والخادمة محدودة الذكاء فى «أنا وانت وبابا فى المشمش»، والزوجة التى تحاول السيطرة على نزق زوجها الطفولى فى «الحرّيف»، دائماً ما كانت تعبر بملامحها قبل تمثيلها عن الطبقة المتوسطة أو الكادحين، منحها النيل وشمس مصر لوناً أصيلاً تراه فى كل وجوه المصريين، حضورها على الشاشة يعيد ذهنك لمئات المشاهد التى لا تنسى، تتحدث الفنانة فردوس عبدالحميد، لـ«الوطن»، عن غيابها عن السباق الرمضانى، وعن الدراما بشكل عام، وبدايتها الدرامية، وتغير الوضع على الشاشة، بخاصة بعد ثورة يناير، والزيادة غير المبررة فى أجور الفنانين.

ميزانية "عصفور النار" 20 مليوناً

أول عمل درامى شاركت فيه فى رمضان، كان «ميزو»، وهو من المسلسلات التى أفادتنى وقتها، فلم أكن وجهاً معروفاً، وفجأة أصبحت مشهورة، لأن نسبة المشاهدة فى رمضان كانت كبيرة، ورشحنى للعمل فى «ميزو» المخرج محمد أباظة، والكاتب لينين الرملى، كانا زميلىّ فى معهد التمثيل، وكانا يعلمان إمكانياتى الفنية جيداً، والأجر الذى حصلت عليه يثير الضحك الآن، فكان أجرى فى الحلقة 20 جنيهاً، وحصلت فى مسلسل «ميزو» كله على نحو 600 جنيه عكس الأجور الخيالية التى نسمع عنها حالياً.

الأجور حالياً مبالغ فيها جداً، ولم ترتفع بهذا الشكل إلا بعد ثورة 25 يناير، قبلها كانت المسألة معقولة، الأجور فى حدود 150 أو 200 ألف، لكن أن تصل إلى 20 و40 مليوناً فهذا توحش، وهذا أثر بالسلب على الأعمال الفنية، وكيف سيجمع الإنتاج أرباح عمل يتكلف كل هذه الملايين، أتذكر مسلسلى «ليلة القبض على فاطمة» و«عصفور النار»، الميزانية لم تتعد الـ20 مليون جنيه، وقتها كنت أحصل على 5 آلاف فى الحلقة.

الآن يطلب النجم 20 مليون جنيه، والعام التالى يشترط 30 مليوناً، قبل أن يكون هناك «ورق»، ثم يطلب أن يُكتب له مسلسل بشكل معين، حين يظهر نجم واحد فى كل المشاهد لمدة ساعة إلا ربع فهذا خطأ درامى فادح، الدراما صراع بين الأشخاص، قديماً لم تكن هناك كلمة «نجم»، كل واحد كان نجماً فى دوره، وثقل الفنانين يعطى توازناً للعمل الدرامى، المسلسل قديماً كان يضم 10 أبطال، كنا بنشيل بعض فنياً، ونتصارع أن نقترح وجود أسماء ممثلين كبار «عشان تشيل معانا».

من الأعمال التى شاركت فيها وأعتز بها فى سباق رمضان كان «عصفور النار»، وكانت أحداثه تدور فى 15 حلقة، والدراما فيه كانت مكثفة ومتماسكة لا تستطيع وأنت تشاهد المسلسل أن تغمض عينيك، أيضاً «ليلة القبض على فاطمة»، و«أنا وانت وبابا فى المشمش»، ومسلسل «الشارع الجديد»، هناك موقف لن أنساه أبداً، أثناء تصوير «عصفور النار»، أصيبت الفنانة أمينة رزق فى إصبع قدمها الكبير، وذهبت للمستشفى، وكان عمرها 85 عاماً، وظلت تتألم فى البروفات، فقال لها الفنان محمود مرسى «ما تعتزلى يا أمينة»، فنظرت إليه بعينيها الجميلتين وقالت «أموت يا محمود لو بطلت تمثيل»، رغم أنها كانت ميسورة الحال مادياً، لكن كان التمثيل بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت. لم تكن لدينا أزمات ظاهرة قديماً، كانت الدولة تهتم بالعمل الدرامى لأنه يدخل كل بيت، وكانت هناك ثلاث جهات فقط للإنتاج، صوت القاهرة، ومدينة الإنتاج، وقطاع الإنتاج، وكانت هناك حصيلة كبيرة من الأعمال كانت تخضع للجان قراءة، وكانت الدولة مسيطرة على الأعمال السلبية.. حالياً لا أتابع الأعمال الرمضانية إلا إذا سمعت تعليقات إيجابية عن مسلسل معين، بعدها أتابع حلقة أو حلقتين، لو أعجبنى أكمله، لكن معظم الوقت أكون حريصة على متابعة «ماسبيرو زمان»، التى تعرض مسلسلات زمن الفن الجميل، أتذكر من هذه الأعمال «جراند أوتيل»، و«ليالى أوجينى».

 


مواضيع متعلقة