«تحرير طرابلس»: الجيش الليبى يتقدم.. و«الوفاق» تعترف بحصولها على دعم تركى

كتب: وكالات

«تحرير طرابلس»: الجيش الليبى يتقدم.. و«الوفاق» تعترف بحصولها على دعم تركى

«تحرير طرابلس»: الجيش الليبى يتقدم.. و«الوفاق» تعترف بحصولها على دعم تركى

أعلن مسئول المركز الإعلامى التابع للقيادة العامة للجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس، استعادة السيطرة على منطقة «أسبيعة» جنوب العاصمة الليبية «طرابلس». وقال مسئول المركز الإعلامى لـ«اللواء 73 مشاة» المنذر الخرطوش، لوكالة «سبوتينيك»: «القوات المسلحة العربية الليبية نجحت فى استعادة سيطرتها على منطقة أسبيعة بالكامل وتأمينها»، مشيراً إلى أن «الجيش الليبى استعاد سيطرته كذلك على سوق السبت والكسارات ومنطقة العزيزية».

وقالت وكالة أنباء «رويترز» إن قتالاً مستعراً اندلع، فى وقت متأخر من مساء أمس الأول، فى منطقة المطار الدولى السابق بين قوات الجيش الوطنى الليبى والميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الوطنى التى يرأسها فائز السراج.

الجيش الوطنى يسيطر على مناطق جديدة جنوب العاصمة.. ومعارك مع «ميليشيات الوفاق» فى محيط المطار الدولى.. و«المسمارى» يجدد اتهام تركيا بالتدخل فى الأزمة الليبية: تشعل الصراع بخطوط جوية مفتوحة لدعم الميليشيات.. والأمم المتحدة: ملتزمون بتقديم الدعم الإنسانى للعالقين فى العاصمة

وللمرة الأولى، اعترفت حكومة الوفاق الوطنى الليبية، مساء أمس الأول، بتلقيها مساعدات جديدة من تركيا، مؤكدة تفعيل اتفاقيات قديمة مع إسطنبول حول التعاون العسكرى. وقال الناطق باسم المجلس الرئاسى التابع لحكومة الوفاق مهند يونس إن «حكومة الوفاق قامت بتفعيل الاتفاقيات القديمة مع تركيا حول التعاون العسكرى، وطلبت منها ومن بعض الدول الأخرى الداعمة أموراً جديدة». وتابع: «حكومة الوفاق لم تدخر جهداً فى التواصل مع كل الدول الداعمة لها وطلب كل ما يمكّنها من صد الهجوم على العاصمة».

وقبل ساعات من اعتراف حكومة الوفاق بتلقيها الدعم من تركيا، جدد الناطق الرسمى للجيش الوطنى الليبى اللواء أحمد المسمارى، اتهامه لتركيا بالتدخل لإشعال الصراع فى «طرابلس». وقال فى مؤتمر صحفى إن هناك خطوطاً مفتوحة من تركيا ومالطا جواً وبحراً لدعم مجموعات «طرابلس» بالسلاح والمقاتلين، مضيفاً أن «رحلات جوية مباشرة من تركيا إلى مصراتة تنقل مسلحين من جبهة النصرة قاتلوا فى سوريا»، مؤكداً أن «عدد المقاتلين الأجانب فى ازدياد»، متوقعاً حدوث عمليات انتحارية.

فى الوقت نفسه، أكد مدير غرفة عمليات «طرابلس» التابعة للجيش الوطنى الليبى عبدالسلام الحاثى، أمس، أن «الجيش الليبى لا يحارب قوات نظامية ولكنه يحارب عصابات ومرتزقة فى كل مكان»، مؤكداً أن الجيش يسير بخطى ثابتة ونجاح فى مكافحة عصابات وميليشيات «طرابلس». وقال «الحاثى» إن هناك دلائل كثيرة على تقديم القوات التركية الدعم للميليشيات الإرهابية، من خلال تقديم معدات الدفاع الجوى والطيران والقذائف الموجهة والزوارق الحربية، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار، مستنكراً صمت الأمم المتحدة ولجنة العقوبات الدولية على ما يحدث من إمدادات من دول بعينها للمجموعات الإرهابية. وأضاف أن «الجيش الليبى يتلقى دعماً من كل مكونات الشعب الليبى ومؤسساته»، لافتاً إلى أن العملية تسير وفق الجدول الموضوع لمعركة «طرابلس» لدحر الميليشيات. وتابع: «أتحدى أى جهة تقول إن القوات المسلحة الليبية أصابت أى هدف مدنى أو مؤسسة حكومية أو أصابت أى فرد بأى ضرر»، مؤكداً أن القوات المسلحة الليبية تعمل بمهنية وحرفية وتحترم قواعد الاشتباك فى حربها ضد الإرهاب.

فى السياق ذاته، نفى وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، أن تكون بلاده منحازة إلى المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطنى الليبى، مؤكداً أنها تريد وقف إطلاق النار فى ليبيا والعمل على تنظيم انتخابات. وقال «لودريان»، لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أمس: «نعتقد أن حفتر جزء من الحل.. حفتر قاتل ضد الإرهاب فى بنغازى وفى جنوب ليبيا، وهذا كان فى مصلحتنا ومصلحة بلدان الساحل ومصلحة جيران ليبيا»، مضيفاً: «بصفتنا أطرافاً فى التدخل العسكرى عام 2011، ولأن المتابعة السياسية لم تتم بعد سقوط القذافى، فإننا نتحمل أيضاً جزءاً من المسئولية فى هذه الأزمة.. فرنسا منخرطة فى الملف الليبى من أجل مكافحة الإرهاب، وهذا هدفنا الرئيسى فى المنطقة، وكذلك بهدف تجنب انتقال العدوى إلى دول مجاورة مثل مصر وتونس، وهى دول أساسية بالنسبة إلى استقرارنا». ولفت «لودريان» إلى أن فرنسا كانت تدعم حكومة «السراج»، منتقداً الاتهامات التى توجهها تلك الحكومة نفسها إلى فرنسا، قائلاً: «لاحظت أن فتحى باشاغا، وزير الداخلية فى حكومة الوفاق، الذى يهاجم فرنسا بانتظام ويندد بتدخلها المزعوم فى الأزمة، لا يتردد فى قضاء بعض الوقت فى تركيا، لذلك أنا لا أعرف أين يوجد التدخل تحديداً».

وتواجه فرنسا انتقادات حادة من الليبيين المؤيدين لحكومة الوفاق الوطنى، إذ يتهمون «باريس» بأنها تدعم ضمنياً الهجوم العسكرى الذى يشنه «حفتر» للسيطرة على العاصمة الليبية، بحسب وكالة «فرانس برس». وكان وزير الداخلية فى حكومة الوفاق الوطنى الليبية فتحى باشاغا اتهم باريس بدعم حفتر، وقال فى مؤتمر صحفى فى تونس مؤخراً: «فرنسا دولة رائدة فى الديمقراطية ومعاداة الأنظمة القمعية والاستبداد، وكان لها دور رئيسى فى إسقاط النظام السابق فى سنة 2011»، فى وقت تتواصل فيه زيارات «باشاغا» إلى تركيا لطلب الدعم فى مواجهة الجيش الوطنى الليبى.

وعلى صعيد التحركات الدولية، أعلنت الأمم المتحدة، أمس الأول، أن مبعوثها الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، بحث الوضع الأمنى والإنسانى فى العاصمة طرابلس. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجريك، فى مؤتمر صحفى عقده بالمقر الدائم للمنظمة بنيويورك، إن «سلامة أطلع السراج، فى طرابلس، على نتائج رحلته الأخيرة إلى أوروبا، وأكد له التزام الأمم المتحدة بتقديم الدعم الإنسانى للعالقين من المدنيين بالعاصمة.. الوضع استمر فى التدهور على مدار الساعات الأربع والعشرين الماضية، رغم عدم ورود تقارير بشأن وقوع اشتباكات أو إطلاق نار فى الأحياء السكنية بالعاصمة».


مواضيع متعلقة