عمال الثمانينات: «شفنا أيام عز.. وعشنا أجمل سنوات عمرنا».. وعمالة اليوم: «إمتى يرجع الزمن الجميل؟»

كتب: الوطن

عمال الثمانينات: «شفنا أيام عز.. وعشنا أجمل سنوات عمرنا».. وعمالة اليوم: «إمتى يرجع الزمن الجميل؟»

عمال الثمانينات: «شفنا أيام عز.. وعشنا أجمل سنوات عمرنا».. وعمالة اليوم: «إمتى يرجع الزمن الجميل؟»

وصف عدد من العمال المصريين الذين عملوا فى العراق خلال فترة الثمانينات، فترة عملهم بـ«أجمل سنوات عمرهم»، مشيرين إلى أنهم تمكنوا من تحقيق مكاسب كبيرة وعاشوا حياة طيبة فى العراق وسط حقوق وحريات كبيرة تجعلهم يتفوقون على بقية الجنسيات، ولا تقل عن المواطنين، فيما تمنى عمال مصريون يعملون بالعراق عودة السماح للمصريين بدخول الأراضى العراقية من دون تأشيرات صعبة وتبدو مستحيلة، وحصولهم على الحقوق بإنشاء المشاريع والعمل، مشيرين إلى أن الشعب العراقى هو الأقرب إليهم من بقية الشعوب ويشبهون المصريين فى كثير من الصفات ليعلقوا بأنهم ليسوا فى «غربة».

يقول سيد ربيع، 48 عاماً، عامل لحام بشركة مصر للصيانة، وهى شركة خاصة تعمل مع الهيئة العامة للبترول، إنه يعمل فى البصرة منذ عام 2012 مع عدد من شركات النفط العالمية مثل، شل ووذرفورد إنترناشيونال وبريتش بتروليم، وتحصل الشركة على عقود صيانة لأعمالهم فى حقول النفط بالبصرة، وإن المصريين الموجودين فى البصرة أعدادهم كبيرة وسمعتهم طيبة فى العمل، مشيراً إلى أن شركته أيضاً تحصل على عقود عمل مع شركات عالمية أخرى مثل، سامسونج الكورية، وخلال هذه الأعمال يختلط العمال المصريون بالعمال العراقيين، وهناك حالة كبيرة من الود فى التعامل «وكأنهم أخوتنا»، مشيراً إلى أنه بقى فى ظل ظهور تنظيم داعش لأن الحرب كانت تدور فى الشمال بينما البصرة تقع فى الجنوب، ويشير «ربيع» إلى أنه لا فرق هناك بين سنى وشيعى، بل إن العمال العراقيين يتعاملون بود مع المصريين ويرجونهم أن يأتوا إلى منازلهم لاستضافتهم، وأن أهل البصرة يشبهون إلى حد كبير أهل صعيد مصر فيما يخص الطباع والعادات والتقاليد والتحفظ والأخلاق، معلقاً: «عاملين زى الصعايدة»، لذا ساعدت هذه البيئة العمال المصريين على عدم الشعور بالغربة، وأنه التقى بأشخاص بالعراق موجودين منذ 30 عاماً وتزوجوا عراقيات، وأنجبوا هناك وكبر أبناؤهم وأصبحوا كالمواطنين العراقيين، موضحاً أن الرواتب بالعراق تعتبر رائعة للمصريين، لأن متوسط راتب العامل من ألف إلى ألف ونصف الألف دولار أمريكى: «أعرف واحد فى كفر الشيخ طلع عامل لحام على ألف ونص دولار ودى شركة مصرية خدت عدد من الناس وبعتتهم هناك، واحنا الحمد لله إنتاجيتنا عالية مقارنة ببقية العمال هناك».

"ربيع" عامل لحام بالبصرة: لا نشعر بالغربة وأهل المدينة مثل "الصعايدة".. وفضلت البقاء رغم وجود "داعش"

ويقول سامح عبدالحميد سالم، يعمل فى العراق منذ 7 سنوات، مديراً بأحد القطاعات فى شركة «جاما» وهى إحدى الشركات التابعة للهيئة العامة للبترول، إنه يشعر بالأمان ولم يتعرض لما يعكر الصفو على مدار السنوات التى عمل فيها، رغم تنقله فى محافظات عدة مثل بغداد والبصرة والعمارة وكركوك والنجف، متمنياً أن تعود العراق كما كانت فى السابق وتفتح أبوابها للعمال المصريين بدون تأشيرات وبالرقم القومى فقط، معلقاً: «نفسنا يعود الزمن الجميل، فيه مشاريع كتيرة ممكن الواحد يعملها هناك، بس فيه شرط إن لازم يكون شريكك عراقى وأنت لا تمتلك أى محال أو أرض»، موضحاً أن استخراج الفيزا يواجه صعوبة كبيرة وأنه لا يمكن استخراجها إلا من خلال شركة متعاقدة مع الحكومة العراقية على تنفيذ أعمال بالعراق، متابعاً: «هنا فى العراق كأنها بلدك يعنى لا فيه كفيل ولا النظام اللى موجود فى قطر وبقية الدول التانية، فكأننا فى بلدنا وبناخد حقنا وزيادة».

ويقول ياسر السعيد محمد، فى العقد الخامس من عمره، سائق سيارة نقل من محافظة الإسكندرية، إنه زار العراق عام 1986 ليقضى أكثر من عام يعمل مع والده بمصنع غزل ونسيج فى شارع 14 تموز ببغداد، وإنها أجمل فترة قضاها من عمره كانت فى هذه الفترة، لتوافر حياة كريمة ومستوى ومعيشة جيد، قائلاً: «رغم إنى كنت صغير عندى 16 سنة وقتها لكن كنت فاكر كويس الفترة دى وعمرى ما أنساها، كانت فترة هنا كل اللى كنت بحتاجه كنت بشتريه»، مشيراً إلى أن الأسعار كانت فى متناول يده، وكان الكثير من المصريين يعملون فى بغداد، وأن الرحلة إلى العراق لا تستغرق وقتاً وجهداً، حيث يتم السفر عبر حافلة نقل جماعية عبر الأردن، معلقاً: «دى بلدنا التانية، كتير من المصريين عاشوا واتربوا هناك، والمصرى كان يشتغل أى حاجة، حد يقوله عايز نجار يقوله أنا نجار ويشتغل، حد يقوله عايز أدهن باب ولا شباك يقوله أنا بعرف، كانوا دايسين فى أى حاجة»، لافتاً إلى أن أغلبية عمال المعمار كانوا مصريين ومن بعدهم سائقون ونجارون، قائلاً: «سافرت الأردن والكويت والسعودية لكن العراق هى أفضلهم».

"سالم": كانت البديلة للسعودية والكويت.. والشرطة كانت تنصرك على المواطن.. ولم نتأثر بالحرب مع إيران

ويضيف محمد إبراهيم سالم، 62 عاماً، موظف بإدارة المشتريات بجامعة القاهرة، أحد سكان حى الهرم، أنه قضى 5 سنوات بالعراق منذ عام 1980 حتى 1985، وكان يعمل فى أحد محلات الحلويات، وأن هذه هى الفترة التى تمكن خلالها من بناء منزله وتجهيزه للزواج، وأن العراق فى الماضى كانت الملاذ الذى يلجأ إليه الشباب للعمل وتجهيز أنفسهم والإنفاق على أسرهم وعائلاتهم، مضيفاً أن العراق كانت الدولة الأفضل على الإطلاق، لحب الشعب والحكومة العراقية للمصريين، قائلاً: «الشرطة تنصرك أنت على المواطن العراقى، من درجة حب الحكومة فى المصريين»، ويتابع: «خدت إجازة من الشغل فى الجامعة ورُحت عشت أفضل سنوات عمرى بالعراق وجهزت نفسى، واللى رجعنى إنى كنت هاخسر الشغل الحكومى فى الجامعة، لأن الحد الأقصى للإجازة عندى هو 5 سنوات»، مشيراً إلى أن شراء الـ100 دولار أمريكى كان بـ50 ديناراً عراقياً فقط، وأنها كانت البلد الأفضل من حيث المعيشة لأن بها كل شىء رخيص الثمن وأنه لم يشعر بالحرب العراقية الإيرانية طوال فترة وجوده، وأنه يتذكر أن الرئيس العراقى الراحل صدام حسين كان يتجول فى الشوارع برفقة فرق عسكرية ويلقى الشعب عليهم الحلوى، ويعلق: «كلت فيها أحسن أكل وشربت أحسن شرب ولبست أحسن لبس، يعنى عشت فيها أجمل أيام عمرى، وكان السفر للعراق سهل كأنك رايح شبرا أو الدقى من غير تأشيرة ولا أى حاجة».


مواضيع متعلقة