هل تؤدي إعادة انتخاب نتنياهو إلى إنهاء حل الدولتين؟

هل تؤدي إعادة انتخاب نتنياهو إلى إنهاء حل الدولتين؟
- أفيجدور ليبرمان
- الدولة الفلسطينية
- الرئيس الأمريكي
- حل الدولتين
- صفقة القرن
- إدارة ترامب
- انتخابات الكنيست
- نتنياهو
- أفيجدور ليبرمان
- الدولة الفلسطينية
- الرئيس الأمريكي
- حل الدولتين
- صفقة القرن
- إدارة ترامب
- انتخابات الكنيست
- نتنياهو
لا تبشر إعادة انتخاب رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو والإعلان الوشيك عن خطة السلام الأمريكية، بالخير بالنسبة للفلسطينيين الذين يأملون في دولة مستقلة، وانتزع نتنياهو الثلاثاء فوزا كان صعبا بوجود منافسه الوسطي، ليبدأ المفاوضات مع الأحزاب اليمينية الصغيرة لتشكيل ائتلاف حكومي في ولايته الخامسة.
وأوضحت وكالة "فرانس برس" الفرنسية: "يبقى السؤال كيف ستؤثر الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة على احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بالتوازي مع حل الدولتين كحل مقترح للصراع العربي الإسرائيلي؟، وكيف ستبدو الحكومة القادمة؟"، من المرجح أنّ تكون الحكومة الجديدة مشابهة إلى حد كبير لسابقتها التي عدت الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
ولا يتوقع انضمام أحزاب تدعم وبشكل مباشر دولة فلسطينية مستقلة، وتفضل العديد من الأحزاب كما الليكود الذي يتزعمه نتنياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة على الأقل، حيث يعيش نحو 400 ألف إسرائيلي في مستوطنات غير شرعية بنظر القانون الدولي إلى جانب نحو 2.7 مليون فلسطيني.
وتعهد نتنياهو قبل الانتخابات بضم جميع مستوطنات الضفة الغربية إلى إسرائيل في خطوة تجعل الدولة الفلسطينية مستحيلة، لكنه سيواجه ضغوطا لمتابعة ذلك، وفي غزة حيث خاضت إسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب مدمرة بالنسبة للقطاع المحاصر منذ عام 2008، قد يكون هناك المزيد من الضغوط على نتنياهو للتحرك خاصة في حال عاد أفيجدور ليبرمان الذي استقال من منصبه كوزير للدفاع أواخر العام الماضي، واتهم نتانياهو بالتعامل "بنعومة" مع حماس.
وقال هيو لوفات، زميل السياسة الإسرائيلية-الفلسطينية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إنّ كل الدلائل تشير إلى أن إعادة انتخاب نتنياهو تهدد أي آمال متبقية في حل الدولتين، مضيفا لوكالة "فرانس برس": "لقد عمل نتنياهو بجد لدفن احتمالات قيام دولة فلسطينية ذات معنى".
وأشار لوفات، إلى أنّ قرار إسرائيل ضم الكتل الاستيطانية رسميا في الضفة الغربية سيؤدي إلى أزمة دبلوماسية حادة مع أوروبا، حتى لو لم يكن واضحًا ما هي التكاليف المترتبة على ذلك، وتابع: "ولكن حتى لو لم سلكت إسرائيل هذا المسار، فإنّ عملية الضم الزاحف جارية بالفعل".
فلسطينيا، قال المسؤول الفلسطيني أحمد مجدلاني: "عنصرية الحكومة الجديدة ستجعل التوصل إلى السلام أمرا مستحيلا تقريبًا"، وأضاف: "هذه الحكومة ستدفن عملية السلام وحل الدولتين. لم يعد بإمكاننا الحديث عن عملية سلام". وفي الوقت ذاته، رأى محللون أنّ دعم حل الدولتين تراجع بين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
وواصلت إسرائيل توسيع المستوطنات، وأطلق نشطاء حماس صواريخ من غزة، مما أضر بآمال السلام، ولكن، هناك حل بديل محتمل يمكن أنّ يدفع قضية محادثات السلام إلى جدول الأعمال مرة أخرى، وهذا الحل بيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واضافت "فرانس برس": أثبت ترامب منذ وصوله إلى السلطة، أنّه ربما كان الرئيس الأكثر تأييدا لإسرائيل عبر التاريخ، منتهكا عقودا من الإجماع الدولي عبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبسيادتها على مرتفعات الجولان.
وأشاد ترامب بإعادة انتخاب حليفه نتنياهو، قائلا إنّها ستمنح السلام "فرصة أفضل"، ومن المتوقع أنّ تنشر إدارته خطة سلام طال انتظارها، ويكتنف الغموض محتواها، لكن لدى الفلسطينيين أسبابهم للتخوف من انحيازها لصالح إسرائيل.
ورفض وزير خارجية ترامب مايك بومبيو، أمس الأربعاء تأكيد دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين، كما امتنع عن إدانة إعلان نتنياهو وتعهده بضم المستوطنات.
وتابعت الوكالة الفرنسية قائلة: يقاطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إدارة ترامب منذ ديسمبر 2017، عندما اعترف الرئيس الأمريكي بأنّ مدينة القدس المتنازع عليها هي عاصمة إسرائيل، وقال طارق بقعوني من مركز الدراسات الدولية للأزمات إنّ مقاطعة الرئيس الفلسطيني لترامب ستستمر ما لم يغير الأخير موقفه جذريا.
وأعلن السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان وصهر ترامب المستشار جاريد كوشنر دعم المستوطنات الإسرائيلية في السابق، وقال بقعوني إنّ "هناك أيديولوجية واضحة يجسدها فريدمان تضفي الشرعية على المستوطنات، وتحتفظ بهيمنة إسرائيل على الضفة الغربية وتحافظ على غزة معزولة اقتصاديًا"، تابع: "لا أعرف ما هو الحافز لدى الفلسطينيين للانخراط في الخطة التي ستصل ميتة".
وقال مجدلاني إنّهم يتوقعون اقتراحا متحيزا بشكل جذري "نتوقع ضم أجزاء من الضفة الغربية، وخاصة المستوطنات وأجزاء من المنطقة المصنفة (ج)، وترك المجتمعات الفلسطينية دون ضم، في محاولة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل لفرض حل أحادي الجانب".
وأكد المسؤولون الأمريكيون أنّ الخطة ستكون عادلة ويقولون إنّ على الطرفين تقديم تنازلات. وسيواجه نتنياهو أيضًا انتقادات إذا رأى بعض أعضاء ائتلافه أنّ الخطة الأمريكية تسعى للتخلي عن الضفة الغربية التي يؤمن الشعب اليهودي بعلاقتهم بأرضها منذ عهد التوراة، وقال عضو تحالف أحزاب اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريش، الذي يتوقع أنّ ينضم إلى حكومة نتانياهو الأربعاء، إنّ نتنياهو "يمكنه التفكير في خطة ترامب، لكن إذا روج لها فلن يكون هناك حكومة يمينية".