"50 عاما مع العرقسوس".. منصور بدأ في الصعيد واستقر على باب السيدة

كتب: عبدالله عويس

"50 عاما مع العرقسوس".. منصور بدأ في الصعيد واستقر على باب السيدة

"50 عاما مع العرقسوس".. منصور بدأ في الصعيد واستقر على باب السيدة

ولد لأسرة في إحدى قرى سوهاج، لأب مريض وأم صار في رقبتها 6 بنات وولدين، ولذلك كان القرار بدفعه إلى العمل في سن مبكرة أمر لا يخضع لتفكير، انطلق للعمل في أكثر من مكان حتى استقر في الإسكندرية عاملا في محل عصائر، وعاد منها إلى الغردقة لبيع العصائر أيضا، حتى قرر أنّ يكون له مشروعه الخاص "قدرة عرقسوس"، لازمته لسنوات طويلة حتى صار في الـ65 من عمره.

يقف منصور صابر على مقربة من مسجد السيدة زينب، يضع قدرة العرقسوس أمامه ولا يستطيع رفعها بسهولة، فجسده الذي هزل بعد سنوات من العمل عليها، لا يمكنه من رفع تلك الكيلوات من الوزن، يضعها أسفل قدميه حتى يأتيه زبون فيميلها على أحد جوانبها ويصب العرقسوس في كوب، قبل أنّ يعيد غسله من جديد ووضعه حول القدرة: "بقالي 50 سنة بشتغل في العصاير، لفيت محافظات ياما عشان الشغل، بس لما كبرت وجسمي تعب قلت أقف هنا بقى".

يحكي الرجل الذي كان ينفق على أسرته التي كانت معظم أفرادها بنات، لا يملكن عملا، وبالتالي كانت نفقتهن على عاتقه، وكان يرسل الأموال إلى أسرته من خلال البريد، بينما لا يزال في المحافظات التي يعمل بها متنقلا بين هذه وتلك: "كنت بروح ورا الشغل أي مكان، محل هنا عايز حد بفلوس زيادة أروح، من إسكندرية للغردقة لشرم والسويس والقليوبية، لحد ما قعدت هنا في القاهرة بقى خلاص، وبقف في مول المواردي فترات كده من سنين طويلة، وبقت عشرة خلاص".

لدى الرجل 6 أولاد يعمل من أجلهم، ويتمنى أنّ يكون حظهم في الدنيا أفضل منه بطبيعة الحال، ويتحمل تلك الساعات من أجلهم، التي تبدأ منذ الـ7 صباحا وحتى المساء، حتى تنتهي الكمية التي معه: "بجيبه ناشف وأحطه يتنقع، بعد كده بصفيه، وأقوم مكسر تلج عشان يبرد وبعد كده أنزل الشغل، وأفضل واقف لحد ما اللي معايا يخلص".

يداعب الرجل زبائنه، ويخبرهم على الدوام أنّ أفضل العصائر هو العرقسوس والقصب، فكليهما لا يتعرضان للغش: "واللي ربنا بيكرمني بيه بيروح لعيالي على طول، عشان هما اللي بعمل ده كله ليهم في الآخر".


مواضيع متعلقة