6 أعوام من مطاردة «الأوقاف» للمتطرفين فى الزوايا والمساجد

كتب: محمد سامى وسلمان إسماعيل وسعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

07:45 م | الأحد 07 أبريل 2019

اتّخذت وزارة الأوقاف خلال السنوات الأخيرة الكثير من القرارات الاستراتيجية الكبرى، التى غيّرت مسارات متعدّدة فى الداخل المصرى، فبدأت الوزارة فى وقت مبكر منذ 30 يونيو 2013، للسيطرة على الخطاب الدعوى، وإبعاد المساجد عن المعارك السياسية والاجتماعية بعدة قرارات نذكرها تباعاً، ثم تحولت إلى مقاومة الفكر المتطرف بجرأة تحسب لها، عبر ضم جميع المساجد بالجمهورية إلى وزارة الأوقاف، ومواجهة البناء العشوائى للزوايا، وأغلقت 20 ألف زاوية فى الجمع والأعياد، ومنع الدروس والاعتكاف بالمساجد، دونما تصاريح مخصوصة، وقامت بإحلال وتجديد آلاف المساجد.

ثم انتقلت الوزارة لمكافحة التطرّف، ومحاصرة الجماعات الدينية فكرياً وحركياً، وفصل المسجد عن الجمعيات الأهلية، وتقنين عمليات التبرّع حتى لا يستفيد منها المتطرفون، ودفعت الوزارة بكل ثقلها فى مجال الأعمال الخدمية للمساجد وتوسيع دورها الاجتماعى، وقامت مؤخراً بتغيير أسماء المساجد التى تحمل عناوين لقيادات الجماعات، أو أسماء لجمعيات أيديولوجية، وانتقلت الوزارة للجماليات، فبدأت بتنفيذ مشروع الأذان الموحّد، وشددت الرقابة على أموال الأوقاف، وبدأت فى التواصل مع العالم، ونقل الفكر الوسطى عبر ترجمة الخطبة إلى 8 لغات، وشاركت بقوة فى التجديد الدينى.

"الزوايا".. من العشوائية إلى الانضباط

تعريف الزاوية

تقل مساحتها عن 150 متراً، وكانت تبنى بصورة عشوائية، أسفل العمارات، وسيطرت عليها جماعات متشدّدة، وهى ملكية فردية، يمكن التصرف فيها بالبيع.

32 ألف زاوية فى مصر حتى عام 2017 - 2018

المحافظات الأكبر فى عدد الزوايا

الشرقية- 4644 زاوية

الجيزة- 3534 زاوية

القاهرة- 3227 زاوية

الإسكندرية- 3114 زاوية

الدقهلية- 2433 زاوية

المحافظات الأقل فى عدد الزوايا

شمال سيناء- 14 زاوية

مرسى مطروح- 35 زاوية

البحر الأحمر- 59 زاوية

الوادى الجديد- 67 زاوية

جنوب سيناء- 76 زاوية

ضوابط صلاة الجمعة

قررت وزارة الأوقاف منذ ثلاث سنوات منع إقامة صلاة الجمعة فى الزوايا التى تقل مساحتها عن 80 متراً، والتى يبلغ عددها 20 ألف زاوية، وكذلك منع إقامة صلاة العيد بالزوايا، وقصرها على الساحات المقرّرة بالخلاء والمساجد الجامعة التى حدّدتها، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه أى مخالفة.

منع بناء الزوايا

أصدرت وزارة الأوقاف قراراً خلال العام الحالى بمنع بناء زوايا جديدة والتركيز على المسجد الجامع، باعتبارها الشكل الحضارى اللائق بالدين الإسلامى الحنيف، حيث طالب وزير الأوقاف جميع المحافظين فى خطابات رسمية بعدم السماح بفتح أى زوايا أسفل العمارات، أو بينها، أو بأى طريق من الطرق، حتى لا تعود عشوائية فتح الزوايا أو توظيفها لأغراض لا تتّفق ونشر الخطاب الدينى الوسطى الرشيد.

زيادة أعداد الخطباء

قررت وزارة الأوقاف خلال الفترة الماضية زيادة أعداد خطباء المكافأة، لسد عجز الأئمة، وفتحت الباب أمام المتميزين من خطباء المكافأة لتكون لهم الأولوية فى مسابقات التعيين، حيث يبلغ عدد خطباء المكافأة على مستوى الجمهورية 35 ألف خطيب.

لا دروس بالزوايا

قرّرت وزارة الأوقاف قصر إقامة الدروس الدينية على المساجد الكبرى، دون الزوايا، وكذلك لقاءات لتحفيظ القرآن الكريم، وتكثيف الدروس الدينية، لترسيخ القيم الأخلاقية الإسلامية، وواعظات لتلك المساجد، ومراكز علمية وتثقيفة.

إحلال وتجديد

بدأت وزارة الأوقاف منذ إعلانها ضم جميع المساجد على مستوى الجمهورية، خطة إحلال وتجديد كبرى، سيتم خلالها تجديد 2000 مسجد وأعلنت عن قيامها بتجديد وصيانة 600 مسجدا العام الحالى.

10 إجراءات اتّخذتها الدولة لمكافحة التطرّف فى "بيوت الله"

1) إبعاد المساجد عن السياسة

منذ توليه المنصب فى عام 2013، أعلن وزير الأوقاف أن إبعاد المساجد عن الحياة السياسية على رأس أولوياته، وقرر تنحية كل من له اتجاه سياسى أو أيديولوجى، عن محاريب العبادة، ومنبر رسول الله، ومنع غير المسموح لهم بإلقاء أى حديث، سواء عقب صلاة الجمعة أو عقب أى صلاة أو فعالية أو ندوة بالمسجد ما دام غير مشمول بقانون ممارسة الخطابة وغير مصرح له بالعمل بالمسجد بخصوصه، حتى لو كان مصرحاً له بالعمل بمسجد آخر، طالما لم يحمل تصريحاً مكتوباً من الإدارة التابع لها المسجد، بالتوجيه إليه تجنيباً لإدخال المساجد بأى صراعات سياسية أو حزبية أو طائفية.

2) محاصرة الجماعات الدينية

فى عام 2014 جاء قرارا الخطبة الموحدة، ومنح الضبطية القضائية لمفتشى الأوقاف، ليساعدا بشكل كبير فى مواجهة الجماعات الدينية عبر إلزام الجميع بموضوع موحّد لخطبة الجمعة، وإجراء حملات تفتيشية على المساجد، لمواجهة التطرّف، وقد أدى قرار الضبطية القضائية، الذى حصلت عليه الوزارة، إلى تراجع كبير للمتطرفين عن المساجد خشية المعاقبة القانونية.

3) فصل المسجد عن الجمعية

أعلنت الأوقاف فى 2013 عن فصل جميع مساجد الجمعيات الأهلية عن تلك الجمعيات، والسيطرة الدعوية على تلك المساجد، وإحالة الجمعيات ومالياتها لوزارة التضامن، لمتابعتها والإشراف المالى والعملى عليها.

4) تقنين عمليات التبرع

قررت وزارة الأوقاف منع جمع التبرعات أو أى أموال داخل صحن الزاوية والمسجد، «حتى لا تذهب أموال الله لناس لا تتقى الله»، وألا يكون التبرع إلا من خلال إيصال معتمد يتسلمه المتبرع.

5) تغيير أسماء المساجد

تسعى «الأوقاف» للقضاء على الجمعيات ذات الطابع الأيديولوجى، فقررت مؤخراً تغيير أسماء المساجد التى تحمل أسماء أى جماعات أو جمعيات خلال شهر، وإعادة تسميتها بأسماء لا تحمل أى دلالات فكرية أو أيديولوجية لأى جماعة أو فصيل، حتى تكون المساجد خالصة لوجهه تعالى، وأن تتحقق رسالة المساجد فى الجمع لا التفريق.

6) وقف التعيينات

استطاعت الأوقاف بشكل كبير، وقف أكبر أبواب التسلل للتعيين الحكومى، عبر ضم المساجد بالعاملين بها فى السابق، وابتكرت استراتيجية «الضم الدعوى»، التى خففت عن كاهل الدولة والوزارة الكثير من المعاناة، حيث كان المنضمون مع المساجد غير مؤهلين غالباً للعمل الدعوى ويرهقون الموازنة العامة، فقررت ضم المساجد عبر توفير أئمة راتبين لها دون قبول العاملين بها قبل الضم.

7) المراقبة على الأموال

استحدثت وزارة الأوقاف آليات جديدة للمراقبة ومتابعة مال الوقف، وأجرت الوزارة تدريبات لجميع العاملين، دونما استثناء، فى كيفية الحفاظ على مال الوقف، مما أدى إلى انتهاء مرحلة حصر مال الوقف وبدأت حسب الوزير ثورة تصحيحية فى التعامل مع مال الوقف وتعظيم استغلاله، على رأسها مشروع قانون بإعادة النظر فى إيجارات الأوقاف، لتكون بالقيمة السوقية العادلة.

8) التجديد الدينى

تصارع وزارة الأوقاف الوقت فى مجال تجديد الخطاب الدينى، فأصدرت 95 إصداراً للتجديد، ناقشت جوانب مختلفة، إضافة لعقد عشرات الدورات التدريبية لمناقشة قضايا رئيسية مثل الإلحاد ومواجهة التشدد والعنف.

9) الأذان الموحد

انتقلت وزارة الأوقاف من ساحة مواجهة الفكر المتطرف، إلى رعاية الجماليات فى الدعوة والعبادة، وقررت تنظيم أمور الأذان والاستجابة للشكاوى المتكررة من سوء أصوات الكثير من المؤذنين، وأعلنت عن بدئها فى تنفيذ مشروع الأذان الموحد، وبدأت بالفعل فى تنفيذ التجربة على 150 مسجداً بالقاهرة ولاقت نجاحاً كبيراً، فقررت الوزارة إضافة 100 مسجد جديد، وصولاً للتعميم التام، للتجربة على كل مساجد الجمهورية.

10) التواصل مع العالم

ترجمة وزارة الأوقاف خطبة الجمعة إلى 8 لغات هى «الألمانية - والفرنسية - والسواحلية - والهوسا - والروسية- والإسبانية - والإنجليزية - واليونانية»، لتقديم خطاب وسطى للعالم أجمع، وتخدم اللغات الأفريقية أكثر من 100 مليون أفريقى، وهو ما لاقى استحسان وإعجاب الكثير من القيادات الدينية المسلمة بأفريقيا.

7 شروط لبناء المساجد

1 - أن تكون المنطقة فى حاجة حقيقية للمسجد المراد إنشاؤه بها.

2 - ألا تقل المسافة بين المسجد القائم والمسجد المزمع إنشاؤه عن 500 متر.

3 - ألا يقام المسجد على أرض مغتصبة، أو على أرض متنازع على ملكيتها.

4 - أن يلتزم من يتطوع ببناء المسجد بالرسومات والتصميمات الهندسية التى تعدها الأوقاف.

5 - ألا تقل مساحة المسجد عن 175 متراً مكعباً.

6 - لا يجوز إقامة المساجد على شواطئ النيل أو الترع.

7 - لا يجوز التصريح من الجهات المختصة فى المحليات بإنشاء المسجد إلا بعد الموافقة الصريحة من الأوقاف.

تفعيل الدور الخدمى

تقوم وزارة الأوقاف بدور اجتماعى كبير وتصاعد لـ10 أضعاف عقب 30 يونيو، لمواجهة سيطرة الجماعات المتطرفة على بعض المواطنين، عبر حاجاتهم الاجتماعية، فخصّصت:

- 100 مليون جنيه لتوفير المسكن الآمن للمواطنين.

- 100 مليون جنيه لصندوق وقف للتعليم والبحث العلمى.

- 100 مليون جنيه توزّع على الفقراء والمساكين.

- 100 مليون جنيه لزواج اليتيمات والفقراء والمرضى المزمنين.