كاتبة أمريكية: الجزائر بين صراع النخب السياسية والعسكرية والدينية

كتب: محمد البلاسي

كاتبة أمريكية: الجزائر بين صراع النخب السياسية والعسكرية والدينية

كاتبة أمريكية: الجزائر بين صراع النخب السياسية والعسكرية والدينية

الجزائر في مفترق طرق بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ومن الصعب تقييم المسار السياسي المتوقع، لكن السيناريو الأفضل ربما يكون أبعد ما يكون عن أي احتمال.

وترى الكاتبة الأمريكية إيميلي استيل أن حركة الاحتجاج الشعبي في الجزائر فاقت التوقعات، لكن الطريق إلى تغيير جوهري في نظام الحكم الجزائري لا يزال طويلا ويعوقه الركود الاقتصادي وسلطة حكومة راسخة.

وتابعت الكاتبة في مقال لها بموقع "كريتيكال فيو"، إن العديد من السيناريوهات تؤدي إلى نتائج سيئة، وهي تتراوح من تجدد الديكتاتورية إلى انهيار الدولة، بدلاً من تغيير سلمي لدولة أكثر ديمقراطية، لكن السيناريو الأكثر احتمالا، بالنظر إلى المؤشرات الحالية، هو انهيار النخبة الحاكمة الحالية وتولي الجيش زمام الأمور، وقد تؤدي هذه النتيجة إلى تجنب فوضى فراغ السلطة على المدى القريب، ولكنها ستتيح على الأرجح ظروفًا للتمرد في المستقبل بسبب إهمال المظالم الشعبية.

وتابعت الكاتبة أن استقالة "بوتفليقة" أتاحت مساحة تنافس مع النخبة الحاكمة للاستيلاء على الرئاسة والسلطة بينما يواصل المحتجون المطالبة بالإصلاح، حيث نشأ صراع على السلطة مع اختلاف النخبة العسكرية والسياسية داخل الدائرة الداخلية لبوتفليقة، حيث ألقت قوات الأمن القبض على العديد من رجال الأعمال الذين لهم صلات ببوتفليقة بتهمة الفساد، كما أن سعيد بوتفليقة، الأخ الأصغر الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه صانع القرار، قابل رئيس المخابرات السابق المخلوع، ما يشير إلى التقارب بين دائرة بوتفليقة والأفراد الأقوياء الذين يسعون لاستعادة النفوذ المفقود في السنوات الأخيرة من حكمه، بينما يقود الحكومة المؤقتة حلفاء بوتفليقة السابقين، وضع الجيش شروطًا لتصرف الحكومة خارج نطاق الدستور، فهو يكره المسار الذي يسلكه هذا التحالف الزائف، ومع ذلك، يخلق احتمال صراع مطول للنخبة ربما يزعزع استقرار البلاد.

وأشارت الكاتبة إلى أنه بينما تتنافس فصائل النخبة على السلطة، ترفض أحزاب المعارضة وقادة الاحتجاج التدخل السياسي العلني للجيش ووضعت نفسها ضد المزيد من التدخل العسكري في الشؤون السياسية، وبرز بعض قادة الاحتجاجات لكنهم لم يوحّدوا أنفسهم في حركة أكبر، ولا تزال الاحتجاجات غير مركزية، بينما يمكن أن تؤدي المعارضة الأكثر توحدا إلى إيجاد بدائل للقيادة الحالية، والتي تفتقر إليها حركة الاحتجاج.

في الوقت الذي سعى فيه ما يسمى بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" إلى إدخال نفسه في الأزمة السياسية الجزائرية من خلال الوقوف إلى جانب المحتجين، بما في ذلك تأطير الاحتجاجات السلمية باعتبارها مكملة للجهاد المسلح، ورغم كون جماعات "السلفية الجهادية" في الجزائر ضعيفة، لكن من المرجح أن تنتهز الفرصة في حالة تدهور الوضع السياسي والأمني​، ما يسمح للشبكات "السلفية الجهادية" بإعادة بناء نفسها.


مواضيع متعلقة