مركز أمريكي يدعو "واشنطن" لإعادة تقييم "شمال إفريقيا" بعد أزمة الجزائر

كتب: عبدالله إدريس

مركز أمريكي يدعو "واشنطن" لإعادة تقييم "شمال إفريقيا" بعد أزمة الجزائر

مركز أمريكي يدعو "واشنطن" لإعادة تقييم "شمال إفريقيا" بعد أزمة الجزائر

ذكر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أنّ الوقت حان للولايات المتحدة الأمريكية، لإعادة التفكير في كيفية رؤيتها لمنطقة شمال أفريقيا، موضحا أنّ الأخبار في الجزائر لا تزال غير مؤكدة، فبعد تنحي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي تولى السلطة منذ العام 1999، يتساءل الجزائريون والناس في جميع أنحاء العالم، عما إذا كان التغيير الحقيقي يجري على قدم وساق، أو ما إذا كانت القوى التي حاصرت الرئيس منذ زمن طويل ستحاول التشبث بالسلطة.

وأوضح المجلس الأمريكي، أنّ "الإجابة مهمة للغاية، ليس فقط للجزائريين ولكن للمنطقة بأسرها، إذ يمكن أنّ يتسرب عدم الاستقرار في الجزائر لدول الجوار، ولا يمكن معالجة تشابك النزاعات وارتفاع معدل الجريمة والحرمان من حقوق الإنسان، التي تعصف بدول شمال أفريقيا بشكل دائم دون قبول الجزائريين".

وفي الوقت ذاته، يراقب كثيرون التجربة التي يتم إعدادها في الجزائر عن كثب، حتى الشعوب البعيدة إلى حد ما، مثل السودانيين الذين يرغبون في رؤية قيادتهم تتنحى وتسمح للبلاد برسم مسار جديد".

وأكد المجلس الأمريكي، أنّ الجزائر وجيرانها مهمة جدا لباقي أفريقيا، والعكس صحيح أيضا، إذ يراهن المغرب على مستقبله الاقتصادي في الأسواق الأفريقية، وبالنسبة للولايات المتحدة، ربما تكون العلاقات المتبادلة واضحة للغاية في حالة ليبيا، إذ فشلت الولايات المتحدة في توقع رد فعل دبلوماسي دائم من تجاهل الاتحاد الأفريقي، والأهم من ذلك، الفهم غير الكاف للعواقب الأمنية للاضطراب الليبي، من قِبل دول مثل مالي ونيجيريا، إذ كان ذلك من بين الأخطاء الخطيرة".

وأضاف المجلس، أنّ الحكومة الأمريكية كانت تفكر منذ فترة طويلة في كيفية تقييم العلاقة مع دول شمال أفريقيا، فبالنسبة لبعض الوكالات، مثل وزارة الدفاع الأمريكية، فإنّ دولًا مثل الجزائر وليبيا هي جزء من التكتل القاري الأفريقي، لكن بالنسبة لوزارة الخارجية الأمريكية، فشمال أفريقيا جزء من مكتب منطقة الشرق الأوسط، في حين أنّ مكتب أفريقيا مسؤول عن دول جنوب الصحراء الكبرى، وحان الوقت لإنهاء التشعبات البيروقراطية الغريبة".

وزاد المجلس الأمريكي، أنّ التفكير الاستراتيجي هو الأكثر وضوحًا، والقدرة الجيدة على اغتنام الفرص مهم جدا، حين تقدم المصالح المشتركة نفسها، وينبغي أنّ تكون مجموعة الأولويات الدبلوماسية والإنمائية أكثر تماسكًا وقابلة للتحقيق، كي تستطيع استكمال استراتيجيات مكافحة الإرهاب، ومهما حدث بعد ذلك في الجزائر، فإنّ آثاره لن تتوقف عند الحدود الجنوبية، كما أنّ إعادة تنظيم أنفسنا وترتيب أفكارنا ورؤيتنا لمنطقة شمال أفريقيا، يبدو ثمنًا معقولًا يجب أنّ ندفعه مقابل السياسة التي ترتكز على الواقع.


مواضيع متعلقة