استقالة بوتفليقة ليست النهاية.. "الجارديان": نظام النخبة لا يزال قائما

كتب: عبدالله إدريس

استقالة بوتفليقة ليست النهاية.. "الجارديان": نظام النخبة لا يزال قائما

استقالة بوتفليقة ليست النهاية.. "الجارديان": نظام النخبة لا يزال قائما

واصلت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم، تسليط الضوء على استقالة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، بعد احتجاجات شعبية دامت ما يزيد على شهرين، ووصفتها بأنها مجرد بداية لنضال الجزائريين، حيث ابتهج المتظاهرون الجزائريون برحيل (بوتفليقة)، لكن النظام الحكومي النخبوي لا يزال قائماً.

وأضافت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إن المحتجين استقبلوا استقالة الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة، بالاحتفالات الصاخبة في الشوارع، بعد أن أمضوا أسابيع مطالبين برحيله، لكن سقوطه بعد بقائه 20 عامًا في السلطة لا يعني نهاية التمرد الجزائري، مشيرة، إلى أن المرحلة التالية تبدأ الآن، وهي الصراع للإطاحة بالنظام الحكومي في البلاد وليس فقط القيادات الكبيرة في السن، فبموجب القواعد الحالية، تواجه الجزائر فترة انتقالية مدتها 90 يومًا إلى أن يتم انتخاب رئيس جديد، وهناك بالفعل ارتباك حول ما يجب أن يحدث بعد ذلك، وعندما عرض التلفزيون الحكومي صوراً لـ"بوتفليقة"، وهو يلقي خطاب الاستقالة، كان يقف معه عبدالقادر بن صالح.

ووفقًا للدستور، يجب على "بن صالح" رئيس مجلس الأمة، أن يحافظ على البلاد حتى يتم انتخاب رئيس جديد، لكنه يعتبر من أنصار "بوتفليقة" منذ فترة طويلة وقيادة عليا، وغالبًا ما كان يتولى إدارة البلاد في أثناء مرض الرئيس، كما أنه أيد محاولة "بوتفليقة" الفاشلة للسعي لولاية خامسة، إذ أن "بن صالح" يسعى إلى الحصول على الوظيفة العليا على أساس دائم، ما يعرقل رغبة المتظاهرين في تغيير الحكومة.

وقالت الصحيفة البريطانية: "ما زاد من الغموض أن عضوًا آخر في النظام القديم، وهو أن اليمين زروال، الرئيس الأسبق من 1994 إلى 1999، يزعم أنه طُلب منه قيادة الحكومة الانتقالية، وفي الوقت نفسه، تم تعيين وزراء جدد يوم الأحد الماضي كجزء من محاولة في اللحظة الأخيرة من الدائرة الداخلية لـ(بوتفليقة) للحفاظ على السلطة.

ومن خلال الحفاظ على الاحتجاجات سلمية، وإجبار الجيش على دعمها، كان تدخل رئيس أركان الجيش الجنرال أحمد قايد صالح، الذي أقنع أخيرًا بوتفليقة بالرحيل، وتابعت: "كانت أولوية الجيش الجزائري هي وقف اضطرابات الشوارع، ومن غير الواضح أن الجنرال صالح، مستعد للتسامح مع هذا النوع من الإصلاح الديمقراطي المفتوح الذي تدعو إليه أحزاب المعارضة، وبمجرد أن يتحول الإدراك إلى الطريقة التي يحكم بها البلد، قد تتحول فرحة المتظاهرين المناهضين للنظام إلى الغضب، وحتى إذا وافقت النخب فجأة على تسليم السلطة، فلن يكون هناك حل سريع للمشاكل الاقتصادية المستوطنة التي غذت الاضطرابات، إن الأولوية القصوى بالنسبة للجنرال الجزائري صالح الذي هو الآن الرئيس الفعلي للجزائر، هو منع انزلاق البلاد مرة أخرى إلى العنف، حيث إنه إذا أسيء التعامل مع الموقف، فيمكنه إثارة الفوضى التي يأمل تجنبها".

واستطردت الصحيفة البريطانية، أن شبح عدم الاستقرار المتزايد في الجزائر يثير القلق بالنسبة لأوروبا، وخاصة الدول المواجهة لها مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا القوة الاستعمارية السابقة، إذ أنهم يخشون حدوث طفرات جديدة في الهجرة غير الشرعية، وتهديد إرهابي متزايد وتعطيل إمدادات الطاقة.

ومن ناحية أخرى، ينبغي أن يدعم الاتحاد الأوروبي، الحركة الجزائرية من أجل ديمقراطية أكبر"، واختتمت الصحيفة، بالقول إنه "قد لا يكون هناك ربيع عربي ثان بعد، لكن المثال الجزائري للثورة الشعبية إذا نجحت، قد يثبت أنه شديد العدوى".


مواضيع متعلقة