"مدد يا أم العواجز".. المتبركون على باب السيدة بين "طلب وبكاء وزغاريد"

"مدد يا أم العواجز".. المتبركون على باب السيدة بين "طلب وبكاء وزغاريد"
- مولد السيدة زينب
- السيدة زينب
- مسجد السيدة زينب
- مقام السيدة زينب
- مولد السيدة
- الليلة الختامية
- أم العواجز
- مولد السيدة زينب
- السيدة زينب
- مسجد السيدة زينب
- مقام السيدة زينب
- مولد السيدة
- الليلة الختامية
- أم العواجز
وسط جموع القمامة والعشوائيات، والحارات الضيقة بحي السيدة زينب، يأتون من مختلف المحافظات البعيدة منها والقريبة، رغم المشقة والجهد في الانتقال، ينصبون خيامهم من أجل الراحة بعد السفر، ثم تبدأ مراسم الاحتفال على طريقة "الدراويش الخاصة".
تكدس وازدحام شديد للزائرين وسكان المنطقة حول محيط مسجد السيدة زينب، لا يهمهم مقدار التكدس بقدر ما يهمهم زيارة مقام "عقيلة بني هاشم" أو "أم العواجز"، يرتدي أغلبهم الستر الخضراء التي اعتادوا ارتداءها في معظم الموالد، وعندما استفسرت "الوطن" من إحداهن عن سبب ذلك، كان الرد: "مدد يا رسول الله.. متسأليش، الحاجات دي ميتسألش عليها"، واستمرت تكرر "مدد يا رسول الله.. حبيبتي يا ستنا زينب".
إرفاق المال بالصور الشخصية "بركة" لتفريج الهموم وتلبية الدعوات
بكاء وسجود وقبلات وأحضان في كل شبر داخل المقام، لا توقف عن ترديد "مدد يا سيدنا الحسين.. مدد يا ستنا زينب"، مؤمنون بكل ما يقومون به، غير مكتفين بالتبرع بالأموال داخل لوح زجاجي أمام المقام، إلا أنهم يضعوا معها صور شخصية خاصة بأقاربهم وذويهم، معتقدين بأن ذلك سيجلب لهم الرزق وسيفرج الهموم ويحل المشكلات.
"زغاريد" بمختلف طبقات الصوت تعلو شيئاً فشيئا، لا سيما عند وصول "الحنة" التي يعتبرنها "بركة أم هاشم" حسب وصفهن لها، يضعنها لأطفالهم ويرددن الدعوات بكل ما تشتهيه أنفسهن، منهن من دخلت برضيعها وسط هذا الكم من التكدس، وأخرى مريضة يبدو على ملامح مشيتها أنها مثقلة المتاعب والآلام من محافظة المنيا: "تعبانة ونفسي أخف فجيتلها"، وأخرى تضيف: "السنة دي أول سنة، معرفتش أكون موجودة قبل كده بسبب الشغل، عشان كده حصلتلي مشاكل ومكنتش بخير".
"إنتي على بابها اطلبي منها اللي انتي عايزاه، سمعاكي وشايفاكي وحاسة بيكي، بس لازم يبقى كلك يقين وإيمان"، كان هذا رد إحداهن وهي ترتدي السترة الخضراء، قالت لـ"الوطن"، أنها أستاذة جامعية بكلية الفنون الجميلة، عندما طلبت منها إحدى الزائرات الدعاء لها، قبل أن تضيف: "كلنا هنا خدام ليهم ولله، بعدين ده عيد ميلاد جدتي أنا من أحفاد الحسن والحسين، ينفع مجيش عيد ميلاد جدتي؟".
على الباب في الخارج، وقف عدد من السيدات عجزن عن الدخول للمقام بسبب التكدس والازدحام، فاكتفين بالوقوف على الجانب الآخر داخل المسجد في الوجهة المقابلة للمقام، منهن من تصلي وأخرى توزع الطعام وثالثة تلوح بأيديها وكأنها ترحب بها.
الأمر لم يقتصر فقط على مجرد زيارة المقام الشريف والتبرك به، فكانت أيضاً ساحة للتعارف بين زائراته وأولادهن، متمنين المقابلة مرة أخرى في الحرم الشريف.