ضِباع في مولد "السيدة زينب": حفلات تحرش.. وبلطجة على زوّار آل البيت

كتب: علي ترك

ضِباع في مولد "السيدة زينب": حفلات تحرش.. وبلطجة على زوّار آل البيت

ضِباع في مولد "السيدة زينب": حفلات تحرش.. وبلطجة على زوّار آل البيت

على نواصي بعض الشوارع الرئيسية المؤدية إلى مولد "السيدة زينب" حيث إحياء الليلة الختامية، نصبت قوات الشرطة المكلّفة بتأمين الوافدين لحضور "الحفل الكبير"، حواجز حديديّة سوداء، ووقف حولها جنود يرتدون زي الصيف الأبيض ينظمون حركة الدخول والخروج.

خلف أظهر رجال الشرطة وعتمة الليل وشدة الزحام، انتشرت فرقٌ من الضِباع حول المسجد الكبير لحفيدة رسول الله، وفي الأزقة والطرقات والدروب، ترمق بين الحين والآخر فرائسها.

خارج مدى نظرات الجنود المتناثرين في الأرجاء، اصطفت مجموعة من الشباب على جانبي إحدى الطرق في نطاق ضيق جدًا، وما أن يمر من بينهم وافد ريفي يرتدي جلبابًا وعمامة وتبدو على ملامحه "طيبة القرويين"، حتى يدخلونه في دائرتهم وينهالون عليه ضربًا بخرازانات بلاستيكية ملوّنة، في مشهد أشبه بـ"حفلة استقبال" لمَن جاؤوا لإحياء الذكرى العطرة.

في ساعات الليل الأخيرة، يزداد الزحام وتقل المراقبة وتكشر الضِباع عن أنيابها أكثر فأكثر، تتلاصق وتهرول خلف قائدها أينما حلّ، في أياديهم خرازانات وفي أفواههم آلات النفخ "الفوفوزيلا"، يشوشون على المدّاحين وأصحاب الحضرة في حلقات الذكر، التي اتخذت من الأزقة الضيقة في الحي ملجأ لـ"حب آل البيت".

وأمام المنصة الرئيسية المنصوبة في مواجهة مسجد ابنة الإمام علي، وبينما كان المدّاح ينشد حبًا في آل بيت رسول الله، أتى الزحام على أشده حتى انصهرت المساحات الشخصية وسط طوفان من المستمعين، وهنا كانت مجموعة أخرى تضيّق المساحات على من ألقى بها حظها العثر في محيطهم، وما أن تظفر بأحداهن حتى يتعالى الصراخ استغاثة من حفلة "تحرش جماعي" وقعت في فخها توًا.

الطريق العام أمام المنصة الرئيسية صار أكثر ازدحامًا كلما أوغل الليل، وبينما ينشد المدّاح "أسلمت أمري للذي أنا ملكه"، أسلمت مجموعة رابعة أمرها إلى قسط من الراحة على مقهى يبث حفلًا لراقصة شهيرة، بينما تجول أعينهم بين الناس أملًا في اصطياد فريسة جديدة.


مواضيع متعلقة