بريد الوطن| تباريح عاشق غابت عنه حبيبته

بريد الوطن| تباريح عاشق غابت عنه حبيبته
منذ أن فقدها وتركته مع أشباح الشوق والذكريات، وهو تائه يبحث عنها فى أوجه الناس، تسابقه عينه قبل قدمه على أماكن قد جمعتهما، فى ذكريات قد تركاها، فى عطر قد أحبته، فى أحاسيس قد خلفتها، يستمر البحث بشراهة، لكن يفكر مراراً وتكراراً ماذا لو رآها؟ ماذا سيقول، هل سيتماسك ويلملم شتات نفسه، أم سينهار عند أول سهم يلقاه من عينيها، يترك تلك الفكرة متمسكا بأن هدفه الوصال ولو بنظرة، وبعد ذلك فلتحترق الدنيا، الأمل باق، وهو ألا يموت قبل أن يلقاها، حينها ستكون نظرتها شفاء لمرض الانتظار الذى طال، شفاء لمرض النوم الذى يحبس نفسه داخله ويغلق باب الهروب خلفه، حتى لا يتسلل وراءه المهروب منه، ستكون رؤيتها رؤية لقلب قد تشقق من الجفاء، وقد ذبل مع الجفاف، سيكون وجودها شفاءً من كل قلق وبكل أنواعه سيختفى وللأبد، ستكون همستها جبراً لكسر، بل لكسور قد امتدت، شفاءً من الصمت الذى دام أعواماً وأعواماً، ومنع كلمات وكلمات أن تحيا وحكم عليها بالموت، شفاء من التفكير الذى يستنزفه يوماً بعد يوم، هل اشتاقت قدر اشتياقى؟ هل أصبحت بلا روح؟ كل ذلك وأكثر تساؤلات تنتظر إجابات وأوجاع لن يشفيها إلا وصالها، هو يعلم من البداية أنهما لن يجتمعا أو على الأحرى مستبعد، ولكنه أحبها دون قصد، أحبها حين وقعت عيناه عليها وأسرت قلبه دون أى مقاومة، كانت حلم حياته قبل أن يراها وقد رآها فهل يتركها؟ هو لم يتركها.. بل ملكته، كانت دوماً ما تخبره بأنه جميل على عكس الحقيقة، كانت تخبره أنه جميل حينما يكون معها؛ منتمياً إليها، أكثر ما يؤلم فى ذلك أن هذا جزء من آلاف الأجزاء التى يتجاذبها القلب، وما يؤلم أكثر أنه مضطر لأداء مهامه فى الحياة وكأنها شىء لم يكن، فهلا وصال؟؟
معاذ كمال
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com