بريد الوطن| عيد الأم.. أَم عيد الهم والغم؟

بريد الوطن| عيد الأم.. أَم عيد الهم والغم؟
يجدد هذا اليوم آلامى كل عام، ويعيد إنبات جذور الحرمان فى قلبى من جديد، وما أكثرها، لكنها لا تساوى شيئاً مقابل الحرمان من الأم، أغرق فى بحر من الحنين والاشتياق إلى المستحيل، أصرخ من قاع الروح «عاوز أصرخ لك وعاجز، أسمعك أو تسمعينى، نفسى يا أمى ولو فى طلة من وجهك، فى زيارة فى منام»، ولكن ما أقسى الأحلام التى تتحالف مع الحرمان ضدى! أعلم أن حالى لسان حال كل المحرومين من أمهاتهم، خاصة فى الصغر، تحتلهم الأحزان وترافقهم العَبَرات وتقلبهم الذكريات على جمرها، فهذا اليوم هو عدوى منذ الصغر، فلو الموت لحظة ففى هذا اليوم كنت أموت كل لحظة، كان الأصدقاء يذهبون لشراء الهدايا لأمهاتهم، كنت أتابعهم بقلب لا يعلم ما به إلا خالقه، وكانت اللحظة الأصعب عندما تسألنا معلمة الفصل ماذا أحضرتم لأمهاتكم؟ فيجيبها الأصدقاء بسعادة، ويأتى دورى فأجيبها بانكسار وتهتهة أنا «أمى ميتة»، بعدها تنفجر بداخلى براكين ألمٍ لا يخمد لهيبها، سوى دموعى التى تؤنسنى عند الاختلاء بنفسى، حاولت مشاركة الأصدقاء واقتناء الهدايا للأقرباء من النساء لتعويضى شيئاً من الحرمان، لكن فعلى كان يؤجج نار الحرمان أكثر، ذكريات كلما ظننتها ماتت أجدها تحيا بمجرد أن تغتصب أذنى أغنية «ست الحبايب» التى أكرهها، لأنى أشعر أنها صُنعت خصيصاً للعكننة علىَّ، فهى تطاردنى فى هذا اليوم فى الشوارع، وعلى المقاهى، وكأن بيننا «تار»، فارحموا المحرومين من أمهاتهم يرحمكم الرحيم، وألغوا هذا العيد، فالأبناء الأسوياء لا يحتاجونه ليتذكروا أمهاتهم.
مصطفى سيد عبدالسلام
الدلاتون - المنوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com