أساتذة علم النفس: الإنترنت وراء كل الجرائم الإرهابية

أساتذة علم النفس: الإنترنت وراء كل الجرائم الإرهابية
- المجلس الأعلى للثقافة
- ندوة
- سعيد المصري
- الجرائم الالكنرونية
- الانترنت
- الجرائم الارهابية
- المجلس الأعلى للثقافة
- ندوة
- سعيد المصري
- الجرائم الالكنرونية
- الانترنت
- الجرائم الارهابية
عقدت لجنة علم النفس، مساء أمس، تحت عنوان "الجرائم الإلكترونية: دوافعها وطبيعتها وسبل مواجهتها"، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وأدارها الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، وأمانة الدكتور سعيد المصري، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة.
وبدأت الندوة، بكلمة للدكتور سعيد المصري، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، مؤكدًا أن المجلس يعد مؤسسة ثقافية مصرية تهتم وتعمل على تطوير ومكافحة السياسات الثقافية، بمعنى تطوير الصالح منها وإزالة الطالح منها، وأن المجلس يقوم بمجهود ليس بالقليل في تناول الموضوعات المهمة التي تهم الدولة والمواطن مثل انعقاده للندوات أو الورش العمل أو المؤتمرات.
وأوصى بأهمية موضوع الندوة والمتعلق بجرائم الانترنت، حيث اقترح أن يتم مناقشته من قبل الـ 28 لجنة من لجان المجلس، ثم الخروج بتوصيات يتم تقديمها إلى المجلس الأعلى للثقافة؛ للعمل على تنفيذها ونشرها لتصل إلى أكبر عدد من مستخدمي الإنترنت.
وانتقلت الكلمة إلى الدكتورة سميحة نصر دويدار، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، حيث بدأت كلمتها بأن القرن الـ 21 قد تميز بالزيادة الهائلة والسريعة لاستخدام الإنترنت والتقنيات الحديثة، فارتفع مستخدمي الشبكة الإلكترونية عام 2005 من مليار إلى 3.9 مليار مستخدم عام 2018.
وعرفت دويدار، أن الجرائم الإلكترونية هي أفعال إجرامية ترتكب بواسطة الحاسب أو النطاق التقني ممثل لإنترنت والشبكات، وتشمل على جرائم الإرهاب وسرقة الهوية والملاحقة والتحرش وبريد النفايات والفيروسات والقنابل الذكية، وتتنوع تلك الجرائم ما بين "جرائم ضد الأفراد، جرائم ضد الملكية".
أما عن أسباب تلك الجرائم، أكد أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن ذلك يرجع إلى عدة أسباب منها على المستوى الفردي، وأخرى على المستوى المجتمعي، وأخيرًا أسباب على المستوى الكوني تتمثل في التحول المجتمعي إلى مجتمع رقمي، والعولة، والترابط الكوني.
وأكدت أن هناك عوامل فعالة في الجريمة وهي الجاني المتحفز والهدف المناسب وغياب الرقابة، مؤكدة أن خصائص هذه الجرائم كالتالي:
1- سهولة ارتكاب الجريمة بعيدًا عن الرقابة الأمنية.
2- صعوبة التحكم في تحديد حجم الضرر الناجم عنها.
3- مرتكبها من بين فئات متعددة تجعل من التنبؤ بالمشتبه أمرا غاية في الصعوبة.
وأرجعت دوافع ارتكاب مثل هذه الجرائم إلى دوافع مادية ودوافع شخصية متمثلة في دافع الانتقام أو التسلية أو قد تكون سياسية، حيث هناك خصائص وسمات لمرتكبي هذه الجرائم فهو غالبا ما يكون شخص ذو مهارات فنية عالية ومتخصص في الجرائم المعلوماتية، وهو شخص قادر على استخدام خبراته في الاختراق وتغيير المعلومات وقادر أيضا على تقليد البرامج وتحويل الأموال.
وانتهت حديثها بأننا يمكن مكافحة الجرائم الإلكترونية عن طريق توعية الناس لمفهوم تلك الجرائم، وضرورة التأكد من العناوين الإلكترونية التي تتطلب معلومات سرية كالبطاقة الائتمانية أو الحساب البنكي، وعدم الإفصاح عن كلمة السر لأي شخص وعدم حفظ الصور الشخصية في الكمبيوتر أو تحميل ملفات أو برامج مجهولة الهوية من شبكة الإنترنت.
من جهته، تساءل اللواء محمد عبد الواحد، مساعد وزير الداخلية، ومدير مباحث مكافحة جرائم الانترنت الأسبق، كيف بدأ الإنترنت في الوجود وأرجع تاريخه إلى عام 1962، حيث كانت المناوشات النووية الأمريكية الروسية في أشدها، وكانت أمريكا تبحث عن طريقة للتواصل حال انقطاع وسائل الاتصال، إلى أن توصلت أحد جمعياتها العلمية إلى خلق شبكة اتصال تسمح بالتواصل بين حوالي 23 هاتفًا في مناطق مختلفة بالتواصل ومن هنا بدأ الأمر يتطور إلى الوصول إلى مفهوم شبكات الإنترنت في شكله المعروف لنا حاليًا.
وأشار إلى أن أغلب المواطنين العاديين ليس لدية معلومات نهائي عن الإنترنت فبعض منا طالب وأخر باحث وهناك من يعلب الألعاب أو حتى يدخل على مواقع إباحية إلخ، لكن ليس لدى منا الخبرة الكافية لفهم هذا المجال الواسع أو إدراك مدى خطره الحقيقي علينا.
وتحدث عن الفكرة المبدئية لموقع فيس بوك الذي كان في البداية يهدف الى سهولة التوصل بين عدد من طلاب الجامعة من أجل بحث أو حفلة للتخرج وكيف أصبح الآن كارثة إلكترونية بشتى المقاييس فكل منا لم يكتفى فقط بوضع عائلته أو أصدقائه بل نجد لدى الكثير منا عدد هائل من الأشخاص سواء خارج الدولة أو بداخلها في قائمة الأصدقاء وهو ما يدفع الأخر لارتكاب جريمته وأعطي مثالا على ذلك التي الذي انتحل شخصية فتاة بالجامعة الأمريكية إلى أن استقطب فريسته وفعل بها ما فعل كل هذا عن طريق حساب مزيف على موقع التواصل الاجتماعي الذي لا يطلب لا رقم بطاقة قومي أو حتى جواز سفر.
وحذر من خطر الدردشة الإلكترونية، موضحا أن لكل جهاز إلكتروني بصمة، ما إن عرفت يتم اختراق الجهاز فورًا، وكأن المخترق ما هو إلا أنت، فيبدأ بالتلاعب بالصور الشخصية أو سرقة المعلومات السرية، وذلك عن طريق إرسال صورة ما محملة بفيروس عبر تطبيقات الدروشة الالكترونية المعروفة كالـ"واتساب" أو IMO أو ماسنجر إلخ، هذا الفيروس يستهدف تدمير ملفات وبيانات ما تجعل على صاحبها صعوبة استخدمها في حين أنها تصبح سهلة للمخترق ويبدأ في التحكم بالجهاز والسيطرة على جميع الملفات والصور بداخلة ومن هنا تبدأ كتير من الجرائم سواء جرائم شرف أو سرقة أو ابتزاز.
وأوصى بالتحذير الشديد من المواقع الإلكترونية التي تطلب ما يعرف بـ IP، لأنها تعد من أخطر المواقع والتي قد تؤدي لمستخدمها إلى أن يصبح فريسة لأخر لا يعرفه وقد تؤدي إلى حتى قتله، وانتهى كلمته قائلا: "إذا كنت تريد البحث عن أي مصيبة تحدث لنا الآن فأعلم أن سببها يرجع إلى الإنترنت الذي غير في سلوكنا النفسي والعقلي وأحدث خللًا قويًا بين شباب هذا العصر".
وانتهت الندوة بكلمة الدكتور معتز سيد عبد الله، أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب الأسبق بجامعة القاهرة، الذي أكد أن هدف كلمته هو توضيح الربط بين الإدمان والجريمة، حيث عرض عدة إحصائيات توضح العلاقة الوثيقة بين تعاطي المخدرات ووقوع الجرائم، وهذه العلاقة ينبثق منها بعض الافتراضات مثل حدوث الجرائم الالكترونية الإدمان السلوكي، الاكتئاب والقلق والخوف الاجتماعي والشعور بالوحدة، الاضرابات النفسية.
وأكد أن الإدمان والجريمة وجهان لعملة واحدة، وذلك لأن الإنترنت أصبح وسيلة للمجرمين، إذ يساعد على توسيع نطاق المجرم ووصوله إلى عدد أكبر من ضحاياهم الذين لم يعدوا محصورين في منطقتهم الجغرافية، أيضا يساعدهم على التحقق بسهولة للحصول على معلومات مباشرة عن ضحيتهم المحتملة عن طريق استخدام برامج التجسس والاختراق، فضلًا عن شعور مجرم الإنترنت بأمان أكبر في ارتكاب جريمتهم لصعوبة وصول القوى الأمنية إليهم.