«عبدالستار» سليل عيلة المزينين: كان «حلاق متجول».. بقى صاحب صالون للفقراء والمساكين

كتب: دعاء عرابى

«عبدالستار» سليل عيلة المزينين: كان «حلاق متجول».. بقى صاحب صالون للفقراء والمساكين

«عبدالستار» سليل عيلة المزينين: كان «حلاق متجول».. بقى صاحب صالون للفقراء والمساكين

«صالون الفقراء والمساكين»، هكذا أطلق عبدالستار قنديل، على محله الذى خصصه لخدمة المحتاجين من أهل منطقته، بعد أعوام كثيرة قضاها الرجل يمارس المهنة متجولاً بين الشوارع، فما إن تحسنت ظروفه، واستقر به الحال داخل محله الحالى، قرر مساعدة غيره: «اللى معاه يدفع، واللى ماعهوش مفيش مشكلة».

تعلم الرجل الستينى مهنة الحلاقة على يد والده، وهو ابن الـ9 أعوام، حيث كان يتجول بين المنازل فى محافظته سوهاج، لقص شعر الأطفال والرجال، ومع مرور السنين، انتقل للعمل فى القاهرة، مستقراً فى محله الموجود فى منطقة أرض اللواء: «عيلتنا فى سوهاج اسمها المزينين، عشان بنشتغل فى المهنة من زمان، كنت باتنقل مع أبويا فى الموالد، نحلق للزوار والأهالى فى المحافظات».

بساطة صالون «عبدالستار»، وعدم فرضه تسعيرة، واعتماده على الأدوات الأساسية فقط فى الحلاقة، لم تجذب عدداً كبيراً من الزبائن، وأقبل عليه فقط كبار السن، الذين تقتصر احتياجاتهم على حلاقة الذقن والشعر، ولا يكترث بالمقابل الذى يحصل عليه منهم أمام ما قدمه من خدمة: «ماشى بالبركة فى حياتى، اللى بيدينى حاجة باخدها وأنا ساكت، واللى بيخرج من غير ما يدفع برضه ماباتكلمش، كل دا عشان بحب الحلاقة وبتجرى فى دمى، كفاية إنها شغلة أبويا».

اطمئنان «عبدالستار» على ابنتيه بزواجهما، وتعليم أولاده مهنة أخرى غير الحلاقة ينفقون من دخلها على بيوتهم، جعله غير عابئ بدخل صالون الحلاقة المحدود، الذى يكفى طعامه وشرابه بالكاد: «عيالى رفضوا يشتغلوا معايا فى المحل، واحد اشتغل حداد والتانى فى الكاوتش، ومفيش غيرى فى البيت بعد وفاة زوجتى، ممكن يطلع لى فى اليوم 20 أو 30 جنيه بامشى بيهم حالى، ماحدش واخد منها حاجة».


مواضيع متعلقة