«حلاق متجول» فى شوارع الموسكى: التجار زباينى

«حلاق متجول» فى شوارع الموسكى: التجار زباينى
يجوب شوارع الموسكى والحسين والعتبة بحقيبة سوداء، ينتظر أن ينادى عليه أصحاب المحال التجارية والمارة باسمه «سيد الحلاق»، فيُخرج عدته التقليدية على الفور، ويفترشها على الأرض، ويبدأ عمله أمام الجميع: «باقعّد الزبون على كرسى فى الشارع وأحلق له، وآخد أجرتى وأمشى».
«حلاق متجول»، مهنة يمارسها «سيد» ابن الـ80 عاماً، يسير بين الحوارى والأزقة، بعد أن أُغلق المحل الذى كان يعمل به، ولم يتمكن من إيجار آخر خاص به: «فضلت أشتغل 50 سنة فى دكان، وكان متأمّن علىَّ بس باعوه وسافروا»، ثم قرر أن يحمل حقيبته، ويطرق أبواب الصنايعية وكبار التجار من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً. رغم التطور الهائل الذى لحق بمهنة الحلاقة، لا يزال «سيد» يحتفظ بزبائنه، الذين ليس لديهم وقت كافٍ للذهاب إلى صالون الحلاقة، بسبب طبيعة عملهم التى تطلب وجودهم باستمرار: «التاجر لو ساب فرشته وخرج بضاعته هتتسرق».
يتذكر «سيد» بداياته حين كان يأخذ ربع جنيه من الزبون نظير حلاقة «الشعر والذقن»، ووصلت أجرته إلى 15 جنيهاً: «فى المحلات بـ50 و60 جنيه، بس أنا بارضَى بالقليل عشان أحافظ على الزبون»، يأتى حالياً من القاهرة الجديدة لمناطق عمله بعد أن كان يسكن فى الدراسة، مستغرقاً ساعة وأكثر ليصل إلى زبائنه القدامى: «بابقى عارف كل واحد بيحلق يوم إيه وأروح له، فلان يوم الجمعة، وفلان السبت وهكذا».
{long_qoute_1}
يُؤلمه السير على قدمَيه ما يقرب من 12 ساعة خلال اليوم، وضآلة أجرته، التى تتغير وفقاً لعدد الزبائن، إلى جانب أدواته التقليدية التى يعجز عن تطويرها وشراء الحديث منها: «جِبت مرة ماكينة كهربا واتعلمت أشتغل بها، بس هيفضل الموس والمقص باعتمد عليهم».