فخري عبدالنور: ثورة 1919 غيرت الوجه السياسي والثقافي والاقتصادي لمصر

كتب: إلهام زيدان

فخري عبدالنور: ثورة 1919 غيرت الوجه السياسي والثقافي والاقتصادي لمصر

فخري عبدالنور: ثورة 1919 غيرت الوجه السياسي والثقافي والاقتصادي لمصر

تحدث الدكتور منير فخري عبدالنور، مقرر اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولي للاحتفال بثورة 1919 بمناسبة مرور مائة عام على اندلاعها، والذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة، عن العبر والدروس المستفادة من الثورة.

وقال إن "الهدف من المؤتمر مناقشة الدروس المستفادة من الثورة، وآثارها في كل مكونات الثقافة سواء الموسيقى والمسرح والرواية والشعر، وكذلك آثارها في الاقتصاد وتطوره، وفي البناء القانوني وكذلك أثر الثورة على كل المنطقة ومنها فلسطين والسودان والعراق، والبحث في نظرة بعض الدول الأجنبية مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا للثورة".

وأكد عبد النور أن ثورة 1919 حدث جلل في تاريخنا المعاصر، وملحمة قادها زعيم آمن بعدالة القضية المصرية وبقدرة الشعب على خلق المعجزات فألهم الشعب، وفجر طاقاتهم لتندلع الثورة وتعم البلاد، متابعا: "إنها صحوة شعب طالب بالحرية والاستقلال فهب وانتفض وتظاهر ونظم الاضرابات وقطع المواصلات والاتصالات والسكك الحديدية ونظم الاضرابات وواجه المحتل واستشهد الأبطال منه وهم يهتفون بحياة الوطن، ثورة 1919 هي رجال وقفوا خلف الزعيم، ورضحوا بكل غال ونفيس، جابوا بالعالم، واتصلوا بقادة الفكر والرأى بعواصم العالم لعرض القضية المصرية ورفضوا التنازل عن حق الوطن، وتم اعتقالهم ونفيهم، وهتفوا نموت نموت وتحيا مصر".

وأكمل: "ثورة 1919 هي اتحاد شعب بكل فئاته وطبقاته الاجتماعية، وهو شعب رفع شعا الدين لله والوطن للجميع فتعانق الهلال والصليب وخطب المشايخ في الكنائس، واعتلى القساوسة منبر الأزهر الشريف، فهي حدث جلل غير الوجه الثقافي والسياسي والاقتصادي لمصر، وبعد أن كانت مصر ولاية في دولة الخلافة، أصبحت أمة تقوم على الهوية الوطنية المصرية، وبعد أن كانت بلدا تحت الحماية أصبحت دولة حرة مستقلة ذات سيادة لها دستور ينظم قواعد الحكم، ويؤكد أن السيادة للشعب وأن الشعب هو مصر السلطات، وأن جميع المصريين أمام القوانين سواسية، وأن مصر وطن يحتضن كل أبنائه دون تفرقة".

واستطرد: "وخلال أحداث الثورة قادت هدى شعراوي المتظاهرات، في شوارع مصر، تهتفتن بالاستقلال التام أو الموت الزؤام، فتحررت المرأة، وكشفت عن وججها ودخلت الجامعة وتقلدت المناصب العامة، وأسس طلعت حرب بنك مصر، دعامة للاستقلال الاقتصادي، ولبنة لعشرات المشروعات ونحت محمود مختار تمثال نهضة مصر وازدهرت الفنون التشكيلية، على أيدي روادها الأوائل راغب عياد ومحمود سعيد ويوسف كامل وغيرهم، ونبغ جيل من الكتاب والمفكرين العمالقة، شكلت الثورة وجدانهم منهم طه حسين، وحافظ عوض وتوفيق دياب وسلامة موسى وتوفيق الحكيم ويحيى حقي ولويس عوض ونجيب محفوظ وغيرهم".

وفيما يتعلق بنتائج الثورة، أوضح: "تحرر الشعب المصري، وبدا وكأنه تملك زمام أمره وأصبح المصري يكون رأيه ويعبر عنه، ويحدد هدفًا ويسعى إليه، ولم يعد الشأن السياسي قاصرا على النخبة المثقفة، إنما أصبح محل اهتمام الغالبية العظمى للشعب في المدن والريف، عندما شارك الشعب المصرى في الانتخابات البرلمانية الأولى سنة 1924، أثبت أنه أهل للحرية التي انتزعها إذا أحسن الاختيار ومنح صوته للقادرين على بناء الولة الحديثة والساعين إلى تأكيد استقلال الإرادة الوطنية".

وأردف: "امتدت ظلال الثورة مدة 30 سنة خلال ظلت القوة السياسية التي فجرت هذه الثورة تقود معركتها السياسية، والاستقلال في مواجهة ملك مستبد وسلطة محتل بريطاني، فنجحت هذه القوى في عام 1935 في إسقاط دستور 1930 والعودة إلى دستور 1923 لتسمر الحياة النيابية التي كانت قائمة قبل ذلك، ونجحت في 1936 في عقد المعاهدة بمقتضاها خرجت الجيوش البريطانية من المدن المصرية، لتتمركز في قناة السويس، ونجحت في 1937 في إلغاء المحاكم المختلطة والامتيازات الأجنبية، وفي 1951 ألغت معاهدة 1936 ممهدة لبدء معكرة الشعبية في مواجهة الجيش الإنجليزي حول قناة السويس وبذلك مهدت لقيام ثورة 1952، والحصول على الاستقلال التام".

 


مواضيع متعلقة