من الواقع لـ«الشاشة» وبالعكس.. جرائم درامية تحوَّلت إلى «حقيقة»

كتب: محمد سيف

من الواقع لـ«الشاشة» وبالعكس.. جرائم درامية تحوَّلت إلى «حقيقة»

من الواقع لـ«الشاشة» وبالعكس.. جرائم درامية تحوَّلت إلى «حقيقة»

يقول أهل الفن والسينما إن العلاقة بين الواقع والنصوص التى تتحول لمشاهد درامية على الشاشتين علاقة تبادلية، يؤثر كل منهما فى الآخر ويتأثر به بقدر ما، لأن الفن انعكاس للمجتمع وحياة الناس، وكذلك ينعكس ما يُقدم من خلال الفن على المجتمع والناس فى سلوكهم وتصرفاتهم، لكن أن تتطابق جرائم دموية ومشاهد انتهاكات للإنسانية وقعت فى الحقيقة، مع مشاهد وأحداث درامية عُرضت فى السينما والتليفزيون، فتلك ظاهرة جديدة أطلَّت برأسها خلال السنوات الماضية، بعد رصد عدد من الجرائم الدموية فى مناطق عدة، تكاد تتطابق مع جرائم وقعت فى سياقات درامية فى أعمال فنية عُرضت فى السينما والتليفزيون، سواء فى أعمال قُدمت فى مدى زمنى قريب أو قبل سنوات طويلة.

التشهير بـ«ملابس النساء» انتقام شعبى

إحدى أشهر الجرائم التى استوحاها منفِّذوها من الأعمال الفنية بعد عرضها، كانت جريمة إلباس المجنى عليه ملابس داخلية نسائية، بعد الاعتداء عليه، والسير به فى الطرقات أمام المارة، إمعاناً فى إذلاله وإهانته، وهى الجريمة التى وقعت مرتين، إحداهما فى محافظة الفيوم حين قرر أهالى إحدى القرى الانتقام من زوج إحدى بناتهن، فاختطفوه من قريته المجاورة لقريتهم واعتدوا عليه بالضرب بلا رحمة، ثم أجبروه على ارتداء ملابس زوجته الداخلية، وساروا به فى طرقات قريتهم حتى يراه جميع الأهالى. وقائع تلك القضية التى تشابهت بالضبط مع ما حدث فى مسلسل «الأسطورة»، الذى قدمه الممثل محمد رمضان، فى الإطار الدرامى للمسلسل، مع الفعل ذاته، حين اعتدى على أحد الأشخاص الذين اعتدوا على زوجته، وجرده من ملابسه، وأجبره على ارتداء ملابس نسائية داخلية، تلك الواقعة التى أثارت جدلاً واسعاً بعد نشرها على وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل، وأعادت الحديث عن علاقة الدراما بالمجتمع وتأثُّره بما يحدث من أفعال غير قانونية وجرائم، لكن الأمر تكرر مجدداً فى واقعة أخرى بالتفاصيل نفسها فى منطقة حلوان، حين استعان مسجّل خطر بأصدقائه للانتقام من أحد الأشخاص قام بالاعتداء على زوجة أخيه.

القتل بـ«البوتاس» انتقل من مسلسل «أيوب» إلى "أطفال المرج".. و"زفة" الملابس الداخلية بدأت من «الأسطورة".. و"المرأة والساطور" انعكس على الواقع أكثر من مرة

«البوتاس».. من «أيوب» إلى «المرج»

جريمة «المرج» البشعة التى اشترك فيها عامل مع زوجتَيه بقتل أطفاله الثلاثة من الأولى بإغراقهم فى مياه بها محلول مكثَّف من «البوتاس»، والتى اكتشفت مؤخراً بعد قرابة ثلاثة أعوام من ارتكابها، تضمنها مسلسل «أيوب»، الذى عُرض فى شهر رمضان 2018، حين اتفقت زوجتا «حسن الوحش» على قتله بدس مخدر له فى الطعام ثم تذويب جثمانه فى محلول «البوتاس» حتى تحول إلى عظام فقط بعد أن أذاب «البوتاس» جثته، فأخذتا عظامه وألقتا بها فى مكان بعيد، وبعيداً عن التأثير والتأثر فقد عكس العمل الفنى واقعاً لم نكن نعلم عنه شيئاً وقتها، وكشفت الحادثة التى اتفق فيها عامل المرج مع زوجتَيه على قتل أطفاله مدى التشابه الكبير الواصل للتطابق، بخاصة بعد إغراقهم فى محلول «بوتاس» واحداً تلو الآخر لإخفاء ملامح وجوههم، ثم ألقوا بجثامينهم فى ترعة الرشاح القريبة من منطقتهم حتى لا يُكتشف أمْرهم.

«الساطور» و«الأكياس» و«المرأة».. ثالوث الرعب

فيلم «المرأة والساطور» عُرض فى السينما عام 1996، وتضمنت أحداثه التى كتبها وأخرجها سعيد مرزوق، قيام «سعاد» التى جسَّدت شخصيتها الفنانة نبيلة عبيد، بقتل وتقطيع جثمان زوجها «محمود علوان»، الذى جسَّد شخصيته الفنان الراحل أبوبكر عزت، التفاصيل بعينها انعكست فى عالم الواقع أكثر من مرة بتنويعات مختلفة، قام فيها المتهمون بقتل ضحاياهم وتقطيع جثامينهم ووضعها فى أكياس بلاستيكية وإلقائها فى القمامة أو أماكن بعيدة، وأغلبها كان البطل فيه امرأة «قاتلاً أو مقتولاً».

ففى إحدى قرى محافظة سوهاج قبل عام ونصف، قتلت سيدة زوجَها وقطعت جثته إلى ثلاثة أجزاء، ولم تكتفِ بذلك بل أحرقت أجزاء جسده بعد تقطيعها، ثم عبَّأتها فى أجولة ودفنتها فى المنزل، وتركته وهربت إلى أهلها فى إحدى المحافظات البعيدة عن سوهاج، وذلك قبل اكتشاف الجريمة من قِبل الأهالى والجيران وإبلاغ الشرطة، التى كشفت تفاصيل الحادث البشع الذى وقع نتيجة خلافات أُسرية بين الزوجة المتهمة وزوجها المجنى عليه.


مواضيع متعلقة