"أكساد" يبحث آليات مواجهة الفقر المائي بتطوير نظم الري بالدول العربية

كتب: محمد أبو عمرة

"أكساد" يبحث آليات مواجهة الفقر المائي بتطوير نظم الري بالدول العربية

"أكساد" يبحث آليات مواجهة الفقر المائي بتطوير نظم الري بالدول العربية

افتتح، اليوم السبت، الدكتور رفيق صالح المؤتمر السادس لمسؤولي البحوث والإرشاد الزراعي في الدول العربية، بمشاركة 16 دولة عربية منها سوريا، الذي ينظمه المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" للنهوض بالتنمية الزراعية في المناطق المستهدفة ضمن مختلف أقطار الدول العربية، فيما أكد المشاركون ضرورة نقل الأساليب العلمية الحديثة لتطوير طرق الري وتخفيف الهدر من الاطار البحثي النظري إلى التطبيق العملي لدى المزارعين في مختلف الدول العربية.

وقال الدكتور رفيق صالح مدير المركز، إن المؤتمر يهدف إلى دراسة واقع الري الزراعي في جميع الدول، بخاصة وأن المياه المستخدمة في الزراعة يزيد عن 85% من إجمالي الموارد المائية المتاحة المتجددة التي تبلغ بحدود 260 مليار متر مكعب، مشيرا إلى أهمية دور الإرشاد الزراعي بالدول العربية بالتوعية بآليات مواجهة التحديات المائية والفقر المائي بتطوير نظم الري في المنطقة العربية.

وأضاف "صالح"، أنه على ضوء دراسات وأبحاث منظمة أكساد فإن كفاءة الري في المنطقة العربية لا تزيد عن 50% من المياه المستخدمة، وبالتالي فإن الهدر في المياه يتجاوز الـ100 مليار متر مكعب، "وهو رقم كبير جدا، ولابد من تعاون الخبراء في جميع الدول العربية للتخفيف من هذا الهدر، بخاصة وأن العجز المائي في الدول العربية يتجاوز حالياً 50 مليار متر مكعب، الذي يتوقع زيادته ليصل عام 2030 لحوالي 150 مليار متر مكعب".

وأوضح مدير عام "أكساد"، أن المنطقة تعاني من فجوة غذائية كبيرة تهدد الأمن الغذائي العربي وتصل بفاتورة استيراد الغذاء إلى 80 مليار دولار سنويا.

وذكر "أن تحديات تأمين الغذاء للسكان وتحقيق الأمن الغذائي أكبر التحديات الني تواجه العرب"، مشيرا إلى أن إجمالي الأراضي القابلة للزراعة في الدول العربية لا تتجاوز 17% من المساحة الإجمالية للمنطقة، وأن الاجتماعات سوف تناقش آليات مواجهة تحديات المياه والأمن الغذائي بالمنطقة.

وأشار "صالح"، إلى أن إجمالي ما يجري استثماره في الإنتاج الزراعي العربي مساحة 158 مليون فدان من إجمالي 529 مليون فدان قابلة للزراعة، موضحا أن 50% من المساحات المنزرعة تعتمد على الأمطار وأغلبيتها تعتمد على زراعة محاصيل الحبوب وبقية المساحات على الري السطحي والجوفي، بخاصة أن مساحة زراعة القمح تشكل 50% من المساحات المنزرعة بالمحاصيل في المنطقة العربية بإجمالي إنتاجية كلية تصل إلى 27.5 مليون طن تكفي 50% من الاحتياجات العربية، ويجري استيراد الباقي من الخارج.

وعن إجمالي المساحات المنزرعة بالشعير، أوضح صالح أنها تصل إلى 14 مليون فدان تنتج 7 ملايين طن، وتغطي 30% من احتياجات الدول العربية، مشددا أن "هذه الأرقام تضعنا أمام تحديات كبيرة تستلزم وضع استراتيجية طموحة لاستغلال الإمكانيات المتاحة من خلال دور برنامج القمح الذي ينفذه المركز لإعاقته بالتنمية الزراعية والأمن الغذائي في الوطن العربي".

وذكر صالح أنه جرى اعتماد 19 صنفا من القمح المقاوم للأمراض والصدأ الأصفر، وجرى العمل على نشر هذه الأصناف في المنطقة العربية لزيادة إنتاجية محصول القمح وتطوير منظومة الإرشاد الزراعي العربي وإنشاء شبكات للمعلومات العربية لتبادل الخبرات العربية في المراكز البحثية بمختلف الدول.

وقدم المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، خلال المؤتمر خبراته ودراساته حول أساليب التخفيف من الهدر بالإدارة الرشيدة لاستخدام المياه، وتطوير طرق الري المستخدمة، وتنفيذ حقول إرشادية في الدول العربية، وتدريب فنيين عرب على تطوير طرق الري بما يضمن تخفيف الهدر، وزيادة المساحات المروية، كما قدم مجموعة من الباحثين العرب تجارب ناجحة في دولهم حول التخفيف من الهدر.

ومن جانبه، قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ومدير مكتب "أكساد" بالقاهرة، إن المركز نجح في القيام بالأبحاث والدراسات التطبيقية في مجالات استنباط الأصناف النباتية المقاومة للجفاف، والسلالات الحيوانية عالية الإنتاجية، والإدارة المتكاملة للموارد المائية، والحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي، ومكافحة التصحر، وتقويم وتنمية الموارد الطبيعية في المناطق الجافة العربية، وتطوير خبرات ومعارف القوى البشرية العاملة في هذه المناطق.

وبشأن المشروعات التي نفذها "أكساد"، أضاف خليفة، أن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" نفذ العديد من المشروعات بمصر منها ما يتعلق بمكافحة التصحر وإعادة تأهيل الموارد الطبيعية المتدهورة وتنمية المراعي الطبيعية بالساحل الشمالي الغربي لمصر ومشروعات لحصاد مياه الأمطار بمطروح وحفر آبار سطحية لتخزين مياه الأمطار حوالي 900 بئر بمناطق مرسي مطروح وسيدي براني والنجيلة والسلوم.

كما نفذ مشروع لتثبيت الكثبان الرملية باستخدام مياه الصرف الزراعي بواحة سيوة بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء ومشروع لخدمة بساتين النخيل الأرضيّة والرأسية بالوادي الجديد بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية ومشروع لإنتاج أصناف من القمح متحملة للجفاف بالتعاون مع كلية الزراعة جامعة القاهرة.

وأشار "خليفة"، إلى أن مشروعات حصاد الأمطار تستهدف تحسين الأحوال المعيشية للمجتمعات البدوية في محافظة مطروح مع تركيز خاص على الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية والمساهمة في رفع مخزون المياه على الأسر البدوية وكذلك المساهمة في تحسين سهولة الوصول للمياه لاستخدامها في أغراض الزراعة وتربية الحيوان على مستوى الأسر البدوية التي من شأنها زيادة دخل المربي أو المزارع، بالإضافة إلى زيادة التوعية الصحية الخاصة بمياه الشرب من خلال حملات توعية صحية وتهدف إلى تحسين ظروف الصحة العامة لدى المجتمع البدوي وبخاصة الأطفال.

يأتي ذلك، بينما قال الدكتور نعيم مصيلحي رئيس مركز بحوث الصحراء، إن التغيرات المناخية تشكل أحد أخطر التحديات التي تواجه الأمن المائي العربي وتتطلب برامج عاجلة وآخري طويلة المدى للتعامل مع الظاهرة للتأقلم مع الظواهر السلبية الناتجة عنها منها استنباط أصناف من المحاصيل أكثر تحملا لإرتفاع درجات الحرارة والملوحة والجفاف.

وأضاف مصيلحي، أن هذه التحديات تتطلب التوجه نحو مشروعات حصاد الأمطار، وإعادة تأهيل مناطق تجميع المياه والأبار الجوفية في مناطق التساقط المطري، مشيرا إلى أنه يجري تنفيذ عدد من المشروعات لإعادة تأهيل الآبار الرومانية، في محافظة مطروح، فضلا عن إعادة تأهيل عدد من الوديان بمحافظة مطروح في المنطقة الريفية الممتدة من فوكة شرقا إلى السلوم غربا، بحيث يجري إنشاء سدود وخزانات مياه بهذه الوديان لإعادة تأهيل التربة وحصاد كميات أكبر من مياه الأمطار لاستخدامها في الزراعة تحت إشراف مركز بحوث الصحراء بوزارة الزراعة.


مواضيع متعلقة