مسنّون يهربون من ملل «بعد الستين» إلى النادى: ونس

مسنّون يهربون من ملل «بعد الستين» إلى النادى: ونس
- الحياة بعد الستين
- الستين
- مباراة كرة قدم
- مسنون
- نوادي
- الحياة بعد الستين
- الستين
- مباراة كرة قدم
- مسنون
- نوادي
لا تقتصر النوادى الرياضية على الشباب فقط، فلكبار السن حضورهم الملحوظ، فرغم أن قطار العمر مر سريعاً حتى وصل بهم إلى سن المعاش، واستبدلت جهات عملهم آخرين بهم، فإنهم قرروا كسر القاعدة التى يتبعها أغلب أبناء جيلهم بالاستكانة فى المنزل ومشاهدة التلفاز والنظر بحسرة إلى حياتهم السابقة، رافعين شعار «من حق الكبير يتدلع».
لم يثنِ التقدم فى العمر السبعينية نجاة سعيد عن زيارة نادى الكحلاوى بمنطقة الإمام الشافعى بالقاهرة مرتين أسبوعياً، فتارة تصطحب أحفادها للعب كرة القدم فى النادى الواقع بنفس المنطقة التى تسكن بها، بينما تجلس هى فوق كرسى خشبى تتابعهم بشغف وتحذرهم من الاندفاع والتهور فى اللعب خشية سقوطهم.
«نجاة» التى تخطت الـ71 عاماً ترى أن الاختلاء بنفسها بعض الأحيان فى النادى كان ضرورياً وعاد عليها بمنافع كبيرة أبرزها التحاقها بدورة يقدمها النادى يوم الخميس من كل أسبوع فى الفترة من الرابعة عصراً وحتى السادسة مساءً لتعليم التفصيل والتطريز، تقول: «بعدما طلعت على المعاش كان لازم أشغل وقتى، وبقيت بامارس التفصيل».
«اللى اتعود على دوشة الحياة ولمة الأصحاب، صعب يقعد بعد المعاش فى البيت»، هكذا بدأ عباس حسين، الموظف السابق ببنك القاهرة، حديثه عن الأسباب التى دفعته إلى تجديد اشتراكه فى نادى الظاهر القريب من مسكنه، رغم بلوغه سن المعاش، يقول الرجل الستينى إن للذهاب إلى النادى مفعول السحر عليه: «باخد زوجتى وأولادى التلاتة وعيالهم ونروح النادى، ممكن نتغدى، وممكن نقعد نشرب شاى ونقضى وقت مع أصحابنا اللى بنتفق معاهم ونتقابل هناك، والقعدة دى بتجدد نشاط الواحد وتهون عليه كتير. بنروح فى يوم نتعلم سباحة، وأيام تانية بنلعب كورة، كنوع من الترفيه وعلشان نحافظ على جسمنا من قعدة البيت وقلة الحركة».
{long_qoute_1}
يقصد الرجل صاحب الـ62 عاماً المكان لمشاهدة المباريات المهمة فى ساحة النادى، الذى يُخصص شاشات بحجم كبير وأمام تلك الشاشات عدد كبير من الكراسى البلاستيكية يجلس فوقها من جاء لذلك الغرض، اعتاد «عباس» على زيارة النادى ثلاث مرات أسبوعياً: «أغلب الأوقات باروح الساعة 7 المغرب علشان بيكون وقت تجمع العيلة واللى فى الشغل أو اللى وراه حاجة بيكون خلصها»، كما يحرص على الاشتراك فى الرحلات التى يقدمها النادى، سواء كانت رحلات اليوم الواحد، كرحلات العين السخنة ورأس سدر، أو مصايف سنوية.
لم يختلف الوضع كثيراً بالنسبة لمصطفى نديم الذى بلغ عامه الـ63 بعد انتهاء عمله كمقدم فى القوات المسلحة، حيث يقوم مصطفى بالتوجه إلى نادى الإمامين والتونسى الواقع فى إحدى ضواحى القاهرة مرتين يومياً، حيث يمارس رياضة الجرى فى تمام العاشرة صباحاً لمدة ساعة يعود بعدها إلى المنزل، ليأخذ قسطاً من الراحة ويتناول غداءه، ليعاود بعد ذلك الذهاب فى السادسة مساءً: «باروح أشرب كوباية الشاى بتاعتى، وأتونس بالفرجة على الناس اللى جاية النادى».