الحياة بعد الستين: ربيع طول السنة

الحياة بعد الستين: ربيع طول السنة
{long_qoute_1}
حفل كبير تزينه الأضواء الصاخبة، ترفع فيه الأكواب وتدور الأطباق، وتلعلع قصائد المديح احتفالاً ببلوغ سن التقاعد، يجد فيه المحتفى به نفسه وسط أحبابه وزملائه ممن يتمنون له دوام الصحة وموفور العافية.. دقائق قليلة وتنطفئ الأضواء وتخفت الأصوات، ويسدل الستار على من كان قبل ساعات قليلة ملء السمع والبصر، إذ يعطيه الجميع ظهورهم باعتباره «على المعاش»، لا «شغلة»، ولا «مشغلة»، وعليه أن يقضى ما تبقى من عمره رهين محبسه فى منزله.. فى انتظار أجل قريب لا ريب فيه، غير أن هناك الكثيرين ممن تمردوا على تلك الأوضاع، رفضوا أن ينضموا لقائمة «خيل الحكومة»، التى تتلقى رصاصة الرحمة عندما يتقدم بها العمر، سافروا واجتهدوا وعملوا، وتعلموا سبع صنائع، وحصلوا على أعلى الشهادات، وأحبوا وتزوجوا، ونجحوا فى تكوين الثروات، ضاربين عرض الحائط بما يشاع عن كبار السن، وأمراضهم التى تقعد الكثيرين منهم فى الفراش، ولسان حالهم يقول: «الحياة بعد الستين.. هى الحياة الحقيقية».