رئيس «أفريقية النواب»: سفير رواندا قال لى «نتطلع لأن تكون مصر مُحرِّرة القارة اقتصادياً كما حررها ناصر من الاستعمار»

رئيس «أفريقية النواب»: سفير رواندا قال لى «نتطلع لأن تكون مصر مُحرِّرة القارة اقتصادياً كما حررها ناصر من الاستعمار»
- أديس أبابا
- أزمة طاقة
- أفريقيا اليوم
- أولويات العمل
- أولويات مصر
- إثيوبيا م
- إعادة الإعمار
- اتحاد الكرة
- اتخاذ القرار
- استثمار فى أفريقيا
- أديس أبابا
- أزمة طاقة
- أفريقيا اليوم
- أولويات العمل
- أولويات مصر
- إثيوبيا م
- إعادة الإعمار
- اتحاد الكرة
- اتخاذ القرار
- استثمار فى أفريقيا
قال النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن قادة وشعوب القارة الأفريقية يتطلعون لعودة مصر؛ مؤكداً أنه لمس ذلك خلال لقاءاته مع السفراء والقادة وزياراته إلى دول أفريقية عديدة، آخرها إثيوبيا ولقاؤه مع رئيس البرلمان الإثيوبى، وأضاف «رضوان» فى حواره لـ«الوطن» أن «مصر 30 يونيو» لم تكن تطمح فقط فى العودة لعضوية الاتحاد، لكن أن تكون عضواً مؤثراً وفاعلاً وتستعيد دورها وتأثيرها ومكانتها داخل القارة وفق أولويات وأجندة وطنية خالصة، وشدد على أهمية استحداث وزارة للشئون الأفريقية لتكون بمثابة «مايسترو» لتنسيق وتوزيع الأدوار بين مؤسسات الدولة فيما يتعلق بالشأن الأفريقى، إلى نص الحوار:
هناك جهود مشتركة من مؤسسة الرئاسة والحكومة وأيضاً البرلمان لاستعادة دور ومكانة مصر فى أفريقيا.. كيف تقيم هذه الجهود؟
- بعد ثورة يونيو 2013 كانت هناك صورة مغلوطة عن مصر وطبيعة الأوضاع فى بلدنا، وكان ذلك سبباً فى تجميد عضوية مصر بالاتحاد الأفريقى، وعندما تبينت حقيقة الأمر واتضحت الأوضاع للجميع عادت مصر مرة أخرى للاتحاد الأفريقى فى 2014، لكن مصر 30 يونيو لم تكن تطمح فقط فى العودة لعضويتها فى الاتحاد، لكن أن تكون عضواً مؤثراً وفاعلاً وتستعيد دورها وتأثيرها ومكانتها داخل القارة وفق أولويات وأجندة وطنية خالصة. تم بذل جهود كبيرة مشتركة حتى وصلنا إلى محطة 2019 عام ترؤس مصر للاتحاد الأفريقى، وكما يقول الرئيس عبدالفتاح السيسى، إنه عام الانطلاقة وليس النهاية، من خلال حزم وبرامج ورؤى تم إعدادها وبدأت مصر تنفيذها بالفعل قبل ترؤسها للقمة الأفريقية، ورأى العالم كله سلسلة مؤتمرات وفعاليات أفريقية كبرى سياسياً واقتصادياً وفى جميع المجالات، والمنتديات الشبابية التى جمعت أعداداً كبيرة من شباب القارة من مختلف الجنسيات، والرئيس «السيسى» كان حريصاً بالفعل على جمع أكبر عدد من الشباب الأفارقة على أرض مصر.
{long_qoute_1}
ما أبرز مكاسب هذه الفعاليات الأفريقية المتتالية؟
- هذه الفعاليات ساعدت فى خلق حالة من التعريف بمصر ودورها ومكانتها والانتماء لمصر وتغيير الصورة المغلوطة عن مصر، وأيضاً إرسال رسالة للمواطن الأفريقى أن نظرة مصر تغيرت تماماً عما كانت عليه لسنوات، لأننا بعدنا لفترة من الوقت عن أفريقيا، وهذه حقيقة لا ننكرها، لكن هذه الجهود الجبارة أكدت أن مصر جزء من الكل وأنها فى قلب أفريقيا، وأنها لاعب رئيسى فى القارة ومحيطها الإقليمى ولديها رؤية، وتعتز بانتمائها الأفريقى، وكل ذلك ضرب أى مخططات أخرى كانت تستهدف عزل مصر عن أفريقيا.
وهل كان هناك مخطط لعزل مصر عن أفريقيا؟
- نعم.
ما طبيعة هذا المخطط؟ ومتى بدأ؟
- مخطط إبعاد مصر عن أفريقيا بدأ منذ 1967، بحيث يتم عزل مصر عن هويتها الأفريقية، وإقامة حاجز كبير بين مصر وأشقائها داخل القارة، وتحول مصر إلى لاعب فردى. مصر كانت دائماً تستقوى بانتمائها الأفريقى ومساندة الدول الأفريقية لها فى المحافل الدولية، وهذا كان يسبب إزعاجاً دائماً للقوى الاستعمارية، وكان هناك مخطط تجلى طبعاً فى فترة الانعزال التى استمرت 30 عاماً، هى فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لا سيما فى الجزء الثانى منها بعد عام 1995 الذى شهد واقعة محاولة اغتياله فى أديس أبابا، واستمر ذلك الانقطاع حتى تجميد عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى من منتصف 2013 إلى منتصف 2014.
ما التغيير الذى حدث مع عام 2014 بعد انقضاء فترة «العزل الأفريقى»؟
- بصراحة شديدة أصبح لدينا رئيس جمهورية يؤمن بأفريقية مصر، ويعى تماماً خريطة الأمن القومى المصرى والمصالح الاستراتيجية المصرية، وأصبح لدينا توجه دولة على مدار 5 سنوات يؤمن بضرورة استعادة مصر لمكانتها ودورها وتأثيرها داخل القارة، وكان من الضرورى أن نعمل على جميع المستويات، بداية بمستوى رئاسة الجمهورية، ثم السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية، لا يمكن بأى ضلع من هذه الأضلاع الثلاثة الإخلال بمنظومة عمل الدولة فى مشروع استعادة أفريقيا، لأن الإخلال بمنظومة العمل على أى ضلع سيحدث فجوة كبيرة، ما ينفعش رئيس الجمهورية يتحرك بسرعة 200 كيلومتر فى الساعة وإحنا لسه بندوّر العربية، ولذلك حاولنا أن نتحرك بجدية ووعى ورؤية من داخل البرلمان كى تكون المنظومة مكتملة. {left_qoute_1}
وما أهم ملامح رؤية البرلمان لاكتمال منظومة دعم العلاقات المصرية الأفريقية؟
- عندنا رؤية للإصلاح، وخلال الفترة الماضية عقدنا سلسلة لقاءات مع 9 وزراء وعدد من المسئولين ورؤساء قطاعات ومجالس قومية، ومن هذه اللقاءات على سبيل المثال لقاؤنا مع الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، الذى أثرى لجنة الشئون الأفريقية فى مجلس النواب بمعلومات غزيرة جداً عن أفريقيا ومشروعات البنية التحتية بالقارة ورؤية النقل فى الشأن الأفريقى، وتقدمت له بالشكر لأنه تبين لنا أن هناك بالفعل إرادة من الحكومة للعودة إلى أفريقيا على جميع المستويات، وأيضاً التقينا مع الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، ولها دور كبير فى مشروعات مصرية أفريقية تتعلق بمجال الصحة، وأيضاً التقينا وزراء الزراعة والصناعة والثقافة والهجرة والمصريين فى الخارج وضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات، الذى قام بمجهود مضنٍ فى جمع الأخبار والتقارير المنشورة فى كل مكان فى أفريقيا، واستخدمنا تقارير الهيئة العامة للاستعلامات كدليل استرشادى لأى تحرك فى أفريقيا، لأن أى تحرك لا يمكن أن يتم إلا من خلال منظومة معلوماتية وفرتها الهيئة وقدمنا لهم الشكر، وكذلك نسقنا مع الدكتورة مايا مرسى، رئيسة المجلس القومى للمرأة، ولدى المجلس خطة جيدة لدعم المرأة فى أفريقيا.
إلى أى مدى ساعد هذا التنسيق المتبادل فى دعم خطة التحرك الأفريقى؟
- ساعد بشكل كبير، أنا حضرت هذه اللقاءات وعلى المستوى الشخصى استفدت منها كثيراً، والدليل على ذلك أننا كلجنة للشئون الأفريقية قدمنا الشكر لكل من تعاون معنا، الشغل كثير لكن كنا نحتاج إلى وضعه فى منظومة عمل جماعى بهدف خلق رؤية للتحرك، وأيضاً صياغة دراسة مقارنة لكل دولة أفريقية على حدة، كى نعرف أماكن وجودنا القوية والضعيفة، ومعرفة فرص الوجود السياسية والأمنية والاقتصادية وعلى جميع المستويات فى كل دولة، وأيضاً تحديد دوائر الخطر، لأن هناك ملفات لبعض الدول تمس الأمن القومى المصرى، فلازم نشوف ونحدد ونضبط البوصلة، ومصر لا تحمل أى أجندة سلبية تجاه أى دولة فى أفريقيا، بالعكس تماماً، ندخل إلى أفريقيا بصدر مفتوح وكل الحب والاحترام والتقدير وننطلق من قاعدة تحقيق المصالح المشتركة لتقديم «عربون» عودتنا مرة أخرى إلى أفريقيا.
خلال هذا التنسيق الجماعى استمعتم لرؤية الحكومة والمجالس، لكن بالتأكيد طرحتم رؤيتكم وتوصياتكم أيضاً فى الملف الأفريقى، ما أهم هذه التوصيات؟
- اهتممنا بأن ندرس ونسمع ونرى، لا يمكن أن نطرح رؤية من خلال لجنة الشئون الأفريقية دون أن يكون لدينا منظومة معلوماتية تسمح بذلك، مشكلتنا أننا كنا نعمل من قبل بمنطق الجزر المنعزلة، فمن الممكن أن تكون وزارة معينة لديها خطة عمل أفريقية وناجحة فى تنفيذها لكن هذه الخطة غير مربوطة بالوزارات الأخرى أو بمجلس النواب مثلاً.
{long_qoute_2}
ديسمبر الماضى عُقدت القمة الأفريقية الأوروبية فى فيينا، فى رأيك كيف ينظر الاتحاد الأوروبى للقارة والدور المصرى بها؟
- الاتحاد الأوروبى يخطب ود مصر حالياً لاستخدامها دولة معبر للاستثمار فى أفريقيا والاستفادة من مواردها، ولكن بمعادلة جديدة مصر تضع أجندتها الوطنية المستقلة، وتراعى تحقيق الاستفادة لجميع الأطراف وليس طرفاً على حساب آخر، والرئيس قال ذلك فى القمة الأفريقية الأوروبية الأخيرة التى عقدت فى فيينا، حيث تحدث عن المصالح المشتركة وليس مصلحة طرف على حساب آخر، وهذه رسالة شديدة الأهمية لحكومات الاتحاد الأوروبى من جهة، وللشعوب الأفريقية من جهة أخرى، مصر تقول لأفريقيا إن مصالحنا مشتركة ومصيرنا ومستقبلنا واحد ونحن ندافع عن مصالحكم ولا نتخلى عنكم أمام العالم كله.
قمتم بزيارة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبل أيام هى الأولى منذ سنوات طويلة، ما نتائج هذه الزيارة؟
- نحن خلقنا لنفسنا «تابو» أو حالة من القلق حول زيارة إثيوبيا، وللأمانة كنت أتحسس خطاى هناك، لكنى لمست كل الترحاب بهذه الزيارة، وللعلم كانت آخر زيارة برلمانية بين مصر وإثيوبيا منذ 10 سنوات، من جانب وفد برلمانى إثيوبى زار البرلمان المصرى، ولم تكن على مستوى رؤساء برلمانات أو رؤساء لجان برلمانية، وعندما طلبت من الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، إجراء هذه الزيارة الرسمية، وجدت سعة صدر كبيرة منه، ورحب، وقدم دعوة لرئيس البرلمان الإثيوبى لزيارة البرلمان المصرى، وأيضاً سيقوم رئيس البرلمان المصرى بزيارة البرلمان الإثيوبى، والتقيت برئيس البرلمان هناك، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية ورئيس الجمعية الإثيوبية المصرية للصداقة، والتقيت الأمين العام للاتحاد الأفريقى فى مقر الاتحاد الأفريقى، وعلى المستوى البرلمانى وجدت أن هناك نقاط تماس بين الجانبين يمكن أن تخلق حالة لفتح قنوات جديدة للتحاور الإيجابى، لا يمكن أن ندعو السلطة التشريعية فقط للحديث المتبادل، فنحن ممثلو الشعوب وبصفتنا نواب الشعبين المصرى والإثيوبى وجب علينا أن نتحاور وفتح أفق جديدة بعيداً عن المشكلة التى تم تضخيمها بشكل أكبر من حجمها الحقيقى وهى مشكلة سد النهضة، فهناك نقاط تماس كثيرة أخرى يمكن أن تعظم الاستفادة المشتركة للبلدين فى مجالات التنمية، ويمكن لمصر كشريك وصديق أن تساهم فى حل مشكلة الطاقة والكهرباء فى إثيوبيا كما تم حلها فى مصر، وهم بالفعل لديهم أزمة طاقة وكهرباء رأيتها بنفسى.
بعيداً عن المناقشات الرسمية، ماذا لمست على المستوى الإنسانى والشعبى خلال هذه الزيارة لإثيوبيا؟
- بعد اللقاء الرسمى، دعانا رئيس البرلمان الإثيوبى واصطحبنا فى جولة بأرجاء البرلمان هناك، وكان هناك اجتماع للجنة الدستورية والتشريعية قائماً، فدعانا لحضور الاجتماع وشاهدناه من الشرفة، وكان يقوم بتقديم واجب الضيافة لنا بيده، وأصر على أن يتجه معنا حتى السيارة خارج البرلمان، وكانت الأجواء شديدة الحميمية والود والحب، ولمسنا إيجابية من طرفهم، وحالة جديدة أو شرياناً جديداً تجرى فيه الدماء المصرية والإثيوبية، ولمست أنا شخصياً احتراماً شديداً، وهذه الحالة لم تحدث إلا بعد كسر الجدار الزجاجى الذى كان موجوداً بين مصر وإثيوبيا، وهى مهمة ناجحة قام بها الرئيس السيسى مع رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد، الذى شاهدناه فى القاهرة فى مؤتمر صحفى رسمى يقسم يميناً أنه لن يمس المصالح المصرية بأى سوء. كى نصنع تغييراً على الأرض لا بد من صناعة التغيير فى العقول، وأن يعى الأشقاء فى إثيوبيا وكذلك فى مصر أنه لا يوجد طرف يعمل ضد مصلحة الطرف الآخر، بل نعمل معاً فى نسيج واحد مشترك ومتعاون. {left_qoute_2}
بشكل عام.. كيف ينظر الأفارقة لمصر فى الوقت الحالى من واقع لقاءاتك مع قيادات ومسئولين أفارقة؟
- الأفارقة ينظرون إلى مصر بشغف كبير، وما لمسته من مقابلاتى مع ما يقرب من 18 سفيراً أن هناك رغبة فى عودة مصر لأفريقيا. السفير الرواندى خلال مقابلة جمعتنا، وهو أول سفير التقيت به، قال لى: نتطلع أن تكون مصر محررة القارة الأفريقية اقتصادياً تماماً كما قام جمال عبدالناصر بتحريرنا من الاستعمار فى الخمسينات والستينات.
الشراكة والتعاون والتنمية على رأس أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى، كيف ترى قدرة مصر على النجاح فى تحقيق هذه الأهداف؟
- مصر قادرة على تحقيق هذه الأولويات والأهداف التى تم الإعلان عنها، وهى تنطلق من أجندة عمل الاتحاد الحالية، وأولويات العمل المتفق عليها بالفعل فى إطار الاتحاد الأفريقى ومن أهمها الأجندة 2063، فضلاً عن استعداد مصر لتسخير إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الأفريقى المشترك لآفاق أرحب، وحرصها على تحقيق مردود ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للدول والشعوب الأفريقية. وعلى مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية مصر ستعمل على توفير فرص العمل الكريم وتعظيم العائد من الشباب الأفريقى، وتطوير منظومة التصنيع الأفريقية وسلاسل القيمة المضافة الإقليمية، وتطوير المنظومة الزراعية الأفريقية والتوسع فى مشروعات الثروة السمكية بما يساهم فى تحقيق الأمن الغذائى، وأيضاً مد جسور التواصل الثقافى والحضارى بين الشعوب الأفريقية، ودعم الفعاليات الثقافية الأفريقية والتوسع فيها، والتبادل الثقافى بين الدول الأفريقية وتطوير منظومة الرياضة الأفريقية.
ملف الإصلاح المؤسسى والمالى للاتحاد الأفريقى على رأس الأولويات المصرية أيضاً، كيف يمكن تحقيق ذلك فى رأيك؟
- من خلال مواصلة عملية الإصلاح المؤسسى والمالى للاتحاد الأفريقى، وتعزيز قدرات التجمعات الاقتصادية الإقليمية، وتطوير نظام متكامل لتقييم الأداء والمحاسبة وتعزيز الشفافية والسلم والأمن، وتعزيز الآليات الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات، وتأسيس وإطلاق مركز الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، ودعم جهود الاتحاد الأفريقى فى استكمال منظومة السلم والأمن الأفريقية، وإصلاح مجلس السلم والأمن الأفريقى باعتباره أحد أهم المجالس داخل الاتحاد، وتعزيز التعاون القارى لدحر الإرهاب وتجفيف منابع التطرف الفكرى، ودفع الجهود المبذولة لمنع النزاعات والوقاية منها والوساطة فى النزاعات.
هل تعتقد أن أفريقيا قادرة على مواجهة التحديات الكبيرة التى تواجهها لا سيما فى ملفات الأمن والتنمية؟
- أوروبا عندما أنشأت الاتحاد الأوروبى كانت هناك دول غنية ومتقدمة ودول فقيرة، وعندما تم إنشاء الاتحاد كان هناك عبء على الدول الكبرى فى أوروبا لدعم الفكرة الوليدة، وعملوا فى البداية على مسارين، دعم البنية التحتية باعتباره ركيزة للتنمية والاستثمار، ودعم التجارة البينية بين دول الاتحاد، وهذا ما نريد القيام به فى أفريقيا اليوم، بالتأكيد هناك تحديات كبيرة فى دول أفريقية عديدة، لكن التغلب على هذه التحديات لن يحدث إلا من خلال خلق شرايين جديدة للتنمية الأفريقية - الأفريقية، والقيادة المصرية تعى ذلك جيداً وتعمل على تحقيقه، يجب أن تصبح أفريقيا قارة تعتمد على نفسها وليس الخارج. الأفريقى لسنوات طويلة كان يذهب للشمال فى كل شىء، إذا أراد تعليماً جيداً، وإذا أراد رعاية صحية جيدة، وإذا أراد الترفيه، الشىء الوحيد الذى كان يفعله فى الداخل هو إذا توفى يدفن فى أرضه، يجب أن نغير هذه المعادلة تماماً ونصنع واقعاً جديداً فى القارة.
تحدثت عن أن تطوير منظومة الرياضة الأفريقية إحدى أولويات مصر.. كيف نستفيد فى رأيك من استضافة كأس الأمم الأفريقية؟
- استضافة هذه الفعالية الرياضية الأهم على مستوى القارة حدث مهم بلا شك، خاصة أنها تأتى بعد نحو 13 عاماً من آخر بطولة نظمتها مصر، لكن علينا أن نسأل أنفسنا: كيف استعددنا لهذا الحدث؟.. هل وزارة السياحة استعدت أم سترتجل؟.. هل اتحاد الكرة ووزارة الرياضة يسابقان الزمن فى كل تفاصيل تنظيم البطولة أم سنترجل؟ يجب تأهيل مناخ وبنية أساسية قادرة على استيعاب هذا الحدث، نحن حصلنا على شهادة من الاتحاد الأفريقى بالأمن والأمان بعد حصولنا على حق تنظيم هذا الحدث الهام، بعنا الأمن والأمان، وبعنا البنية الأساسية التى نفذتها الدولة على مدار السنوات الماضية، بعنا الناقل الرسمى للدولة «مصر للطيران» القادرة على استيعاب السياحة الوافدة، لكن هل هذا كاف؟.. لا، ليس كافياً، يجب أن نفكر فى كل تفصيلة خاصة بالتنظيم، بداية من فنادق المدن، ووسائل النقل بين الملاعب والمحافظات، والخدمات المقدمة قبل وأثناء وبعد المباريات، طرق بيع التذاكر، حتى دورات المياه فى محيط الملاعب، مش عايزين نفرح باستضافة البطولة وبعدين نعيش فى الطراوة.
بخصوص السياحة تحديداً، وهو ملف يمكن استغلاله على المستوى الأفريقى ويحقق مكاسب كبيرة.. هل هو ملف غائب فى رأيك عن خطتنا تجاه لأفريقيا؟
- أنا معترض على أداء وزيرة السياحة بصراحة شديدة، وعندما دعوناها لحضور لقاء مع لجنة الشئون الأفريقية فى البرلمان تغيبت عن الحضور وأرسلت إلينا شاباً محل تقدير واحترام لكنه غير قادر على عرض وجهة نظر وزارة السياحة، أين خطة الوزارة من الاستفادة بحدث بحجم كأس الأمم الأفريقية، الذى يتزامن مع عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى؟ أين خطة الوزارة لجلب السياحة الأفريقية إلى مصر وتنشيطها؟.
هل نحتاج لوزارة للشئون الأفريقية؟
- نحتاج إلى وزارة الدولة للشئون الأفريقية، لتقوم بالتنسيق بين الوزارات والقطاعات والمجالس فيما يتعلق بالشأن الأفريقى، وتوزيع الأدوار بالشكل اللائق الذى يؤهل الدولة لاتخاذ القرار المناسب لعملها حتى لا يحدث ارتجال، خاصة مع وجود قوى عديدة لديها مصالح اقتصادية فى القارة مثل الصين والهند، وقوى أخرى لديها أجندات سياسية تمس الأمن القومى المصرى وتعمل ضد المصالح المصرية، إذاً الأمر خطير، وعندما نتحدث عن الشأن الأفريقى فلسنا أمام علاقات خارجية، لكننا أمام جزء من الأمن القومى المصرى، ومجال اقتصادى واستثمارى كبير لمصر، وبالتالى نحن فى حاجة إلى مايسترو لتنظيم أداء مؤسسات الدولة فى الشأن الأفريقى، وهذا المايسترو هو وزارة الدولة للشئون الأفريقية.