عميد «الدراسات الأفريقية»: «مصر - السيسى» تقود مرحلة «الاستيقاظ الأفريقى».. وكما حاربنا الإرهاب سنحارب التدخلات الخارجية

كتب: أجرى الحوار: إمام أحمد

عميد «الدراسات الأفريقية»: «مصر - السيسى» تقود مرحلة «الاستيقاظ الأفريقى».. وكما حاربنا الإرهاب سنحارب التدخلات الخارجية

عميد «الدراسات الأفريقية»: «مصر - السيسى» تقود مرحلة «الاستيقاظ الأفريقى».. وكما حاربنا الإرهاب سنحارب التدخلات الخارجية

قال الدكتور محمد نوفل، عميد كلية «الدراسات الأفريقية العليا» بجامعة القاهرة، إن مصر تستطيع، بما تملكه من خبرات وإمكانيات واستقلال لقرارها الوطنى، أن تقود القارة الأفريقية إلى مرحلة الاستيقاظ والسير قدماً تجاه التنمية والتطور، مضيفاً أن القارة السمراء لديها ما يؤهلها إلى مستقبل أفضل بكثير من مستقبل أوروبا وآسيا.

وأكد، فى حوار مع «الوطن»، أن العلاقات المصرية الأفريقية مرت بمراحل مد وجزر مختلفة، فبينما شهدت توهجاً كبيراً خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، تراجعت بقوة فى النصف الثانى من فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وما تبعه من فوضى أعقبت ثورة 25 يناير، مشدداً على أهمية الجهود التى بذلها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ ثورة 30 يونيو لاستعادة دور ومكانة مصر فى القارة.

{long_qoute_1}

وأشار «نوفل» إلى أن الأطماع الخارجية فى أفريقيا زادت بعد انطلاق ما يسمى «الربيع العربى»، لأن الباب أصبح مفتوحاً على مصراعيه أمام دول مثل إسرائيل وتركيا وقطر وإيران للعب أدوار مشبوهة تضر بالمصالح المصرية والأفريقية معاً، موضحاً أن مصر لديها فرصة، خلال رئاستها الاتحاد الأفريقى، لأن تساعد دول القارة على تسوية النزاعات المسلحة فيها، والوصول إلى استقلال القرار الوطنى، وبالتالى الحد من التدخلات الخارجية.. إلى نص الحوار.

ما أهمية أفريقيا بالنسبة لمصر، وأهمية أرض الفراعنة للقارة السمراء؟

- مصر ترتبط ارتباطاً عضوياً وجغرافياً وحضارياً بأفريقيا منذ آلاف السنين، فهى جزء لا يتجزأ من القارة التى تمثل ظهيراً استراتيجياً وأمنياً واقتصادياً لنا. ومصر هى القلب النابض لأفريقيا التى تضم 55 دولة، ما يعطيها ثقلاً كبيراً على المستوى العالمى، ويجعلها محط أنظار العالم، وهى تمتلك موارد طبيعية هائلة، حيث تُعتبر خزانة العالم من الثروات الطبيعية مثل البترول والغاز والمعادن النفيسة، فضلاً عن القوة الكهرومائية التى يمكن أن توفرها القارة السمراء وتغطى العالم كله. وأيضاً تتمتع القارة بموارد بشرية هائلة، وهذا يزعج العالم، لأن نحو 40% من سكانها من الشباب، بما يمثل مستقبلاً واعداً وفرصاً أفضل للتنمية والنمو، بعكس قارات أخرى، مثل أوروبا المعروفة بالقارة العجوز، بينما أفريقيا هى القارة الشابة والواعدة، لذلك كانت مطمعاً للاحتلال لعقود طويلة، حتى جاء الرئيس الراحل جمال عبدالناصر واستطاع أن يساند حركات التحرر الوطنى للتخلص من الاستعمار ودعم تكوين جيوش وتكتلات اقتصادية دفعت القارة إلى التحرك للأمام لتبدأ رحلة التنمية والنمو.

أفريقيا تخلصت من الاستعمار، لكنها ما زالت تعانى من التدخلات الخارجية التى تعيق انطلاقها نحو التنمية، فما رأيك؟

- حدثت تغييرات سياسية كثيرة ساهمت فى ذلك، فقد ذهب الاحتلال الأجنبى لكن بدأت أطراف أخرى تلعب أدواراً أسوأ منه، ولم يعد الاحتلال عسكرياً تقليدياً كما كان معروفاً لردح من الزمن، لكن أصبح اقتصادياً وثقافياً وسلب إرادة لعدد من الحكومات، خاصة أن بعض النخب الحاكمة فى بعض البلدان الأفريقية نشأت وترعرعت وتعلمت فى الخارج، فهى تحمل البشرة الأفريقية السمراء، لكن ولاءها للغرب. ومع انطلاق ما يسمى «الربيع العربى»، وهو فى الحقيقة خريف عربى وليس ربيعاً، زادت التدخلات الخارجية فى القارة ومحاولات فرض الإرادة لتحقيق مصالح وأجندات خارجية، لأن الباب أصبح مفتوحاً على مصراعيه لبعض الدول للتكالب على أفريقيا، وفى مقدمتها إسرائيل، التى استغلت انشغال مصر بثورة 25 يناير 2011، ودخلت إلى القارة للعب أدوار مشبوهة، وأيضاً إيران وتركيا وقطر التى دخلت بأجندات سياسية تعادى المصالح المصرية والأفريقية، وتحاول كسر الإرادة الوطنية لعدد من دول القارة. {left_qoute_1}

وكيف ستواجه القارة هذه التدخلات الخارجية؟

- التدخلات الخارجية المعادية لمصالح الشئون الأفريقية لن تتم مواجهتها إلا من خلال الاستفادة من تجربة مصر فى مواجهة الإرهاب من جهة، وتحقيق استقلال القرار الوطنى المصرى من جهة أخرى، دون أن يخضع لأى ضغوط أو يسمح بالتدخل فى شئونه أو ابتزازه على أى مستوى، فتجربة مصر فى مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقلال الوطنى منذ ثورة 30 يونيو إلى اليوم هى مفتاح أفريقيا للتصدى للأجندات الخارجية. المشكلة أن قارة أفريقيا بها مشاكل كثيرة تتعلق بالنزاعات السياسية والمسلحة، وهذا يفتح الباب لمن يريدون العبث بمصالحها، وهنا يظهر دور مصر فى مساعدة الكثير من الدول السمراء على تسوية هذه النزاعات. وقد انتهى الاحتلال العسكرى لأفريقيا، لكن هناك احتلالاً جديداً هو احتلال الثروات والاقتصاد والثقافة والفكر، وعلى المجتمع الأفريقى إدراك ذلك وأن يبنى علاقاته مع الخارج على أساس الشراكة والمصالح المتبادلة وليس الابتزاز أو الخضوع أو الاستسلام لأجندات أجنبية تضع مصالح الخارج على حساب مصالح القارة.

هل ترى أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى ستضع حداً للتدخلات الخارجية التى تؤثر سلباً على مصالح القارة؟

- بالقطع نعم، فكما تمكنت مصر من مواجهة الإرهاب والتصدى لمحاولات الابتزاز الدولية على مدار السنوات الماضية، يمكنها أيضاً قيادة أفريقيا إلى هذا المسار، لا بهدف الدخول فى عداوات وصراعات مع العالم، لكن لبناء علاقات قائمة على الشراكة والاحترام والمصالح المتبادلة. والرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فى ذلك مع مصر وأعادها لدورها الريادى، وأنا أؤمن بأنه سينجح فى قيادة القارة، خلال رئاسته للاتحاد الأفريقى 2019، للحد من تدخلات الدول التى تتكالب عليها.

علاقة مصر بأفريقيا مرت بحالات مد وجزر من مرحلة إلى أخرى، فى رأيك ما أسباب ذلك؟

- أكثر الفترات توهجاً فى العلاقات المصرية الأفريقية كانت فترة حكم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لدرجة أن كل دولة أفريقية بها جامعة أو ميدان أو شارع باسم ناصر. واستمرت العلاقات جيدة حتى حرب أكتوبر التى شهدت دعماً دبلوماسياً وسياسياً أفريقياً مطلقاً لمصر ضد إسرائيل، ثم بعد ذلك تراجعت العلاقات قليلاً خلال أواخر السبعينات والثمانينات، إلى أن جاءت التسعينات التى شهدت مرحلة إخفاق كبير، خاصة بعد حادثة أديس أبابا التى تعرض فيها الرئيس الأسبق حسنى مبارك لمحاولة اغتيال عام 1995.

{long_qoute_2}

كيف تقيّم جهود الرئيس السيسى لاستعادة العلاقات المصرية الأفريقية بعد ثورة 30 يونيو؟

- الحقيقة أن الله أكرم مصر بثورة 30 يونيو، وهذا ليس كلاماً سياسياً أو بعيداً عن الموضوع، لكنه فى صلب الموضوع. فمع تولى الرئيس السيسى منصبه كانت عضوية مصر مجمّدة فى الاتحاد الأفريقى، فعمل على إعادة العلاقات تدريجياً، واستطاع بسرعة كبيرة أن يعيد مصر إلى مكانتها داخل القارة ويُصلح ما أفسده الإخوان. وقد أعاد الرئيس السيسى الدور التاريخى والريادى لمصر فى أفريقيا إلى ما كان عليه فى الماضى، بل يزيد. وقام بزيارات مكوكية إلى مختلف دول القارة، فبدأ الأفارقة يحترموننا من جديد، وعادت لنا عضوية الاتحاد الأفريقى، بل وصلنا لرئاسته هذا العام، ولرئاسة لجنة «الأمن والسلم الأفريقى»، وتمثيل القارة فى المحافل الكبرى مثل قمة الـ77 بالصين، والقمة الأفريقية الأوروبية، كما حصلنا على العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولى لعامين 2016-2018، كممثلين لأفريقيا، واستفادت مصر من الكثير من المؤتمرات الأفريقية التى انعقدت على مستوى رؤساء ووزراء ومستثمرين، مثل منتدى أفريقيا 2018، والمؤتمر الأول للتجارة البينية الأفريقية 2018. ودور مصر لا يقتصر على الجانب السياسى أو الأمنى أو الاقتصادى فحسب، لكن لها دوراً ثقافياً مهماً وقوة ناعمة يمكن أن تساهم فى خدمة قضايا القارة.

هل تراجع تأثير القوة الناعمة المصرية على مختلف الدوائر، ومنها الأفريقية؟

- قوة مصر الناعمة لم تتراجع، لكن الدور المصرى نفسه هو الذى تم تحجيمه وتضييق دائرته لفترة من الزمن، وذلك خلال النصف الثانى من فترة حكم الرئيس مبارك، ثم زاد التراجع مع 25 يناير وحالة الفوضى التى دخلتها البلاد، واكتملت بوصول الإخوان للسلطة. لكن مصر الآن استعادت دورها ومكانتها وتخطو قدماً لتحقيق مزيد من الانتصارات، وهذا سينعكس على تأثير ودوائر القوة الناعمة المصرية التى لم تمت أبداً، لكنها مرت بفترة ركود. وغياب القوة الناعمة لفترة طويلة جعل الأفارقة لا يعرفون أنفسهم، لكننا بدأنا الآن نعمل من جديد.

كلية الدراسات الأفريقية هى الأولى على مستوى القارة، ما الدور الذى تقوم به لتعزيز العلاقات المصرية الأفريقية؟

- كلية الدراسات الأفريقية العليا تقف داعماً لمصر ولتحركات رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى تجاه القارة السمراء، ولدينا الكثير من الأنشطة والفعاليات لتدعيم هذه الجهود ثقافياً وتعليمياً، فعلى سبيل المثال نستعد لعقد مؤتمر دولى من 22 إلى 24 أبريل عن رؤية مصر فى التنمية المستدامة بأفريقيا، فى ضوء خطة أفريقيا 2063، وأنشأنا مكتباً لرعاية شئون الطلاب الأفارقة بتوجيهات رئيس الجامعة الدكتور محمد عثمان الخشت، ليكون أول مكتب للطلاب الوافدين يهتم بشئونهم، وهذا لقى صدى إيجابياً جداً لدى صانع القرار فى أفريقيا والطلبة الأفارقة الذين يعدون سفراء حقيقيين لمصر داخل القارة.

كم عدد الطلبة الأفارقة فى الكلية؟

- العدد يزيد ويقل من عام لآخر، وبعض الطلبة يدرسون هنا بمنح تقدمها الجامعة، والبعض الآخر منهم يدرس على نفقته الخاصة، ونحن نوفر لهم كل السبل والإمكانيات كأنهم فى بلدهم. العدد يتراوح تقريباً بين 60 طالباً و100 طالب سنوياً من دول أفريقية مختلفة، وخاطبنا سفارات الدول الأفريقية بالقاهرة والجامعات المماثلة لرفع درجة التنسيق والتعاون العلمى والثقافى، لما لهذا الإطار من أهمية كبيرة فى دعم العلاقات المشتركة. {left_qoute_2}

كيف يلعب التعليم والثقافة دوراً فى دعم العلاقات المشتركة؟

- من خلال تعزيز سبل التواصل بين الشعوب، والتأكيد على المساحة المشتركة، والمصالح المتبادلة، والتقريب بين وجهات النظر وأننا جميعاً لدينا مصير واحد مشترك. التعليم والثقافة غير منفصلين عن السياسة ومصالح وعلاقات الدول أبداً، بل إن الرئيس السيسى نفسه عقد مؤتمر الشباب الخامس داخل حرم جامعة القاهرة، وخلال المؤتمر نوقشت الموضوعات والقضايا الوطنية المختلفة، وهو ما يعكس دور الثقافة والعلم فى حل ودعم قضايا الشعوب. وعندما نقدم هنا الخدمات العلمية والثقافية لمئات الطلبة الأفارقة، ثم يعودون إلى بلدانهم فى مناصب مختلفة، أليس ذلك تدعيماً حقيقياً لدور ومكانة مصر أفريقياً.

ما أهم الفعاليات الثقافية والتعليمية الأخرى التى أطلقتها الكلية لدعم العلاقات المصرية الأفريقية؟

- استضفنا مؤتمر «أفريقيا الزمان والمكان»، وأطلقنا مبادرة «معاً نحقق الحلم»، بمشاركة 150 طالباً مصرياً وأفريقياً مثلوا 15 دولة، أول سبتمبر الماضى، ولأول مرة أدار الجلسات وتحاور فيها الشباب فقط، وانتهينا إلى توصيات تم رفعها للجهات المعنية، وأيضاً أطلقنا مبادرة أخرى هى «معاً نرسم مستقبل أفريقيا»، وانتهينا إلى ورقة عمل يجرى الآن صياغتها بصورة نهائية لرفعها أيضاً للجهات المعنية، وأيضاً مبادرة «الألف قائد أفريقى» لتدريب وتأهيل ألف قائد من دول القارة فى مجالات مختلفة.

خلال هذه المبادرات والفعاليات، ما الشعور الذى تلمسه لدى الأفارقة تجاه مصر؟

- الطلاب الأفارقة فى غاية السعادة بما يلقونه فى مصر من محبة ورعاية، ويشعرون أنهم فى بلدهم، وهذه ليست شعارات، لكنه واقع حقيقى على الأرض، وهذا الشعور داخل الجامعة لا يمكن فصله عن الجهود السياسية للرئيس السيسى التى قام بها فى أفريقيا، حيث إن الرئيس أعاد المياه لمجاريها بين مصر وأفريقيا، وهو ما ترتب عليه تقارب شعبى وثقافى وتعليمى نلمسه بشدة داخل كلية الدراسات الأفريقية العليا. وأنا شخصيا ناقشت، قبل أيام داخل حرم الجامعة، رسالة لطالب نيجيرى فى الأدب الهوسوى، وعندما يأتى طالب من نيجيريا ليعد رسالته عن لغته التى يتحدث بها، وهى لغة الهوسة، فى قلب جامعة القاهرة بمصر ويناقشه أساتذة مصريون فى لغته، فهذا تأكيد على أن مصر تستعيد دورها وعافيتها وتأثيرها، وأن مصر لديها علماء متخصصون فى جميع المجالات، كما لديها قيادة سياسية وطنية وواعية ونشيطة.

{long_qoute_3}

هل الكلية باعتبارها بيت خبرة أفريقى يمكن الاستعانة بها فى صناعة القرار المصرى تجاه القارة؟

- بالطبع، وهذا يحدث بالفعل، وتم تنشيطه خلال الفترة الأخيرة، فالكلية تضم 6 أقسام تغطى كافة المجالات داخل أفريقيا، وأنشأنا وحدة للدراسات المستقبلية بالكلية حتى تقدم لصانع القرار رؤية شاملة عن الوضع الحالى فى القارة والوضع المستقبلى فى كل مجال، وما الحلول التى يمكن أن تخدم قارتنا وفق رؤية الدولة المصرية، ولدينا آلاف الرسائل والأبحاث العلمية التى تصب فى مصلحة أفريقيا.

تخرج مقترحات من فترة لأخرى باستحداث وزارة للشئون الأفريقية، هل ترى ضرورة لذلك؟

- أؤيد بشدة إنشاء وزارة للشئون الأفريقية، فالمملكة العربية السعودية، رغم أنها تنتمى جغرافياً إلى قارة آسيا، أنشأت مؤخراً وزارة معنية بالشئون الأفريقية، ومصر أولى بقارتها، لا سيما أن مصر هى القلب النابض للقارة السمراء، وأفريقيا هى الظهير الاستراتيجى لنا على كل المستويات.

نعود لرئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، ما أهم الملفات التى ترى أهمية طرحها على القمة الأفريقية هذا العام؟

- رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى تؤكد ثقة أبناء القارة فينا، وهى بمثابة عودة صريحة لدور مصر الريادى، وبالتالى مطلوب منا الكثير والكثير، أولاً على مستوى الإصلاح المؤسسى للاتحاد الأفريقى، خاصة أن مصر شريك أساسى فى تمويل ودعم الاتحاد، وهناك أيضاً عدة مبادرات جيدة لزيادة وزن وتأثير الاتحاد الأفريقى إقليمياً ودولياً، وأعتقد أن القاهرة تستطيع أن تلعب دوراً جيداً فى هذا المحور تحديداً، نظراً لعلاقاتها وتأثيرها وأهميتها على مستوى العديد من الأطراف والدوائر، سواء عربياً أو إسلامياً أو دولياً. أيضاً بالتأكيد تستطيع مصر تطوير القوة الصلبة داخل القارة الأفريقية المتمثلة فى الجيوش والقوات الأمنية، بهدف تحقيق الاستقرار اللازم ومواجهة التحديات الأمنية، كذلك ملف التنمية هو أحد الملفات الهامة على طاولة الاتحاد الأفريقى بهدف النهوض بالقارة اقتصادياً واستثمارياً، ومصر قادرة على دفع هذا الملف إلى الأمام بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها الدوليين والإقليميين، لا سيما على مستوى تدعيم البنية التحتية من طرق وموانئ وسدود وربط كهربائى لدول القارة، بحيث تحقق القارة طفرة غير مسبوقة، وأؤكد أنها مؤهلة للتفوق فى المستقبل على أوروبا وآسيا.

هل يمكن أن نرى فى المستقبل وحدة أفريقية على غرار الاتحاد الأوروبى مثلاً أو بصيغة أخرى؟

- إما أن تتحرك دول أفريقيا فى هذا الطريق، طريق الوحدة السياسية والاقتصادية، وهو طريق السلامة، أو تذهب إلى طريق الندامة وهو طريق الخلافات والنزاعات وفرض الإرادة من الخارج. آن الأوان أن تتكتل دول القارة على جميع الأصعدة، بحيث تنشئ علاقات بينية متبادلة سياسياً واقتصادياً وأمنياً وثقافياً وتعليمياً، والقيادة المصرية الناجحة للقارة والتكتل الأفريقى ستفتح آفاقاً واسعة أمامها وستجعل القارة تخرج من عباءة المستعمر القديم والجديد تماماً وتنهض بإرادتها المستقلة. وأؤكد أن مصر، بما تملك من إمكانيات وخبرات ونظراً لدورها وتأثيرها، تستطيع أن تقود مرحلة الاستيقاظ الأفريقى بثبات وتحقيق ما يمكن أن نسميه مجازاً مشروع الولايات المتحدة الأفريقية الذى يجسد حلم الزعماء الأفارقة المؤسسين ويحافظ على استقلال أفريقيا ويحمى مصالحها.


مواضيع متعلقة