مشاهد جسدت الروح الرياضية.. عندما لعبت كرة القدم بالأقدام لا "الحناجر"

كتب: رامي مصطفى

مشاهد جسدت الروح الرياضية.. عندما لعبت كرة القدم بالأقدام لا "الحناجر"

مشاهد جسدت الروح الرياضية.. عندما لعبت كرة القدم بالأقدام لا "الحناجر"

حرب بيانات، هجوم متبادل، تصريحات مسيئة، وبرامج خصصت ساعات من وقتها لتضخيم الأزمات وتصديرها، هكذا هو حال الكرة المصرية كما يرى الجميع.

الكرة في مصر بعدما كانت في مصاف الدوريات العربية لما كان بها من قوة ومنافسة وكرة جميلة تقدم إلى الجماهير، أصبحت تلعب بـ"الحناجر" قبل الأقدام، لتصل الأمور إلى ما هي عليه الآن.

التعصب وتبادل الهجوم بين المنافسين، و"قصف الجبهات" كما هي لغة "السوشيال ميديا" في "تحفيل" الجماهير على بعضها البعض، كان مقبولًا بعض الشيء حين كان موقعه "المدرجات"، وهي ظاهرة تعاني منها كرة القدم في كل مكان.

الكارثة الآن، أن التعصب وصل إلى المسؤولين، الذين أصبحوا أكثر حرصًا من الجماهير على "التحفيل" و"قصف الجبهات"، ما نزل بالقدوة إلى موضع عامة الجماهير، ليستووا معًا في نفس مستوى العقلية والتفكير، متناسين دور القدوة في كرة القدم، عندما قادت أخلاقهم لإطفاء نار التعصب في وقت سابق.

دعنا نخوض رحلة بسيطة، نستحضر بها بعض المشاهد التي جسدت الروح الرياضية، عندما كانت هي اللغة السائدة بين نجوم اللعبة:

1- لقطة محمود الخطيب وحسن شحاتة الشهيرة:

لقاء القمة ينطلق بعد قليل، مباراة أهلي وزمالك تعني ترقبا شديدا في أنحاء الجمهورية كلها، وتشجيعا وتحفزا كبيرا في المدرجات من جماهير الأحمر والأبيض.

تحفز جعل كما العادة، جمهوري الفريقين يشنان هجومًا على نجمي كل فريق، "الخطيب" و"شحاتة"، إلا أن دور النجوم هنا قد حان، لتتغير الأجواء في لحظات ببادرة طيبة منهما.

الخطيب توجه إلى حسن شحاتة، ممسكًا بيده ليتوجها سويًا إلى جماهير الأحمر، ليتبدل السباب والهجوم إلى تحية واستقبال حار، فما كان من "شحاتة" إلا أنه توجه بصحبة "الخطيب" إلى مدرجات الفريق الأبيض، ليتلقى "الخطيب" تحية مثلها، في لقطة كانت كفيلة بإخماد نيران التعصب في المدرجات.

2- ارتداء بيبو تيشيرت الزمالك.. وشحاتة وجعفر تيشيرت الأهلي:

لافتة طيبة من نجوم الكرة المصرية الأبرز وقتها، تكررت مرتين ولم تحدث فقط لمرة واحدة.

ببساطة شديدة وبدون أي حسابات.. ارتدى "بيبو" تيشرت نادي الزمالك، فيما ارتدى ثنائي الزمالك البارز تيشيرت الأهلي، في مباراة كانت بعنوان "في حب مصر"، خصصت لجمع إيرادات توجه لتسديد ديون مصر.

في واقعة أخرى، ارتدى الثنائي نفس الزي، لغريمهما التقليدي، في مهرجان اعتزال "بيبو" لكرة القدم، حيث التقطا الصور التذكارية سويًا، ليتركا لنا ذكرى نستشهد بها في وقت كهذا، نحتاج فيه إلى مثل تلك المشاهد الطيبة.

3- اعتراف علي خليل بعدم صحة هدفه:

الزمالك يواجه الإسماعيلي في لقاء عصيب بموسم 1978-1979، وعلي خليل نجم هجوم نادي الزمالك، يسدد كرة قوية تسكن شباك الدراويش، ليعلن الحكم عن احتساب هدف للفريق الأبيض.

قرار الحكم كان من شأنه إثارة غضب لاعبي وجماهير الإسماعيلي، الذين اعترضوا بقوة، مؤكدين أن الكرة دخلت الشباك من الخارج، حتى أن الجماهير بدأت في النزول إلى أرض الملعب.

"خليل" ود أن يهدئ الأجواء ويتحاشى أزمة قد تحدث بسبب الهدف، ليعترف لحكم اللقاء بأن الكرة دخلت الشباك من الخارج، في واقعة شهيرة خلدت أمانة نجم الزمالك الشجاع.

4- صداقة أبو تريكة وشيكابالا:

كما هو حال المنافسة بين الخطيب وشحاتة، كانت هناك منافسة كروية بين نجم الأهلي السابق محمد أبو تريكة، ونجم الزمالك محمود عبدالرازق شيكابالا.

وباعتبار الثنائي نجمين للفريقين المتنافسين، كان هناك تنافس بين الجمهورين عمن فيهما اللاعب الأفضل في مصر، إلا أن هذا التنافس لم يخل أبدًا بالصداقة التي جمعتهما، والاحترام المتبادل الذي حافظا عليه حتى الآن.

مشاهد "الروح الرياضية" لم تخلُ من اللقطات الطريفة، حين داعب أبو تريكة نظيره شيكابالا في إحدى مباريات القمة، رغم احتدام المنافسة، ليدخل الكرة بين قدميه بيده، ليتبادل الطرفان الضحك في واقعة طريفة للغاية.

تلك الصداقة لم تكن بارزة فقط في مزاح أو لقطة لم تستغرق بضع ثوانٍ، وإنما في تصريحاتهما عن بعض، تريكة عندما تلقى سؤالًا في إحدى المنافسات عن التنافس بينه وبين شيكا قال في تواضع: "شرف ليا المقارنة مع شيكابالا"، مثنيًا على إمكانيات الأخير.

 

 

 


مواضيع متعلقة