«فيس بوك».. هكذا تحول 2.25 مليار شخص خلال 15 سنة لـ«منصات إعلامية»

«فيس بوك».. هكذا تحول 2.25 مليار شخص خلال 15 سنة لـ«منصات إعلامية»
- الانتخابات الأمريكية
- الدكتور صفوت العالم
- الدكتور ياسر عبد العزيز
- الفيس بوك
- زوكربيرج
- الانتخابات الأمريكية
- الدكتور صفوت العالم
- الدكتور ياسر عبد العزيز
- الفيس بوك
- زوكربيرج
قبل 15 عامًا في مثل هذا اليوم 4 فبراير 2004، شهد العالم ثورة إتصالية بتأسيس موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الذي كان مجرد موقع للتواصل بين طلبة جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الامريكية ليصل عدد مستخدميه حول العالم ما يقرب من 2.25 مليار شخص، حولهم الموقع الجديد إلى منصات إعلامية ذاتية تهدد وبقوة عرش وسائل الإعلام التقليدية من صحافة وإذاعة وتليفزيون.
لم يقتصر الأمر على حد التأثير الإعلامي للموقع الوليد لكن تخطى ذلك للتاثير السياسي في مصائر الدول ومنها مصر؛ حيث انطلقت شرارة ثورة 25 يناير عبر دعوة انتشرت في "فيس بوك" كالنار في الهشيم، كما طال لهيبها الانتخابات الأمريكية الأخيرة حيث اتهم الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب إدارة "فيس بوك" بالتحيز لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وهو ما اعترف به مؤسس الموقع "مارك زوكربيرج".
وأسس مارك زوكربيرج "فيس بوك" بالاشتراك مع كل من داستين موسكوفيتز وكريس هيوز الذين تخصصا في دراسة علوم الحاسب وكانا رفيقي زوكربيرج في سكن الجامعة عندما كان طالبًا في جامعة هارفارد، كانت عضوية الموقع مقتصرة في بداية الأمر على طلبة جامعة هارفارد، ولكنها امتدت بعد ذلك لتشمل الكليات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعة آيفي ليج وجامعة ستانفورد، ثم اتسعت دائرة الموقع لتشمل أي طالب جامعي، ثم طلبة المدارس الثانوية، وأخيرًا أي شخص يبلغ من العمر 13 عامًا فأكثر.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، إن "فيس بوك" أصبح أهم ناقل أخبار في العالم ويتطفل على الوظيفة الإخبارية لأنه ليس لديه ماكينات إنتاج أخبار ولا ينشر كوادر أو مراسلين، ومع ذلك هو أكبر موزع أخبار في العالم، وهو ما يعبر عن عوار هيكيلي في البنية الاتصالية العالمية لأن الموزع لا ينتج ويحصل على عوائد والمنتجون يتكبدون تكاليف الإنتاج ولا يحصلون على عوائد.
ويتابع "عبدالعزيز"، في حديثه لـ"الوطن": "لم يكن فيس بوك أرسى آليات التثبت والتحقق من صحة الأخبار كما وظف كوادر غير كافية، وارتكب أخطاءً كبيرة وتورط في عمليات خطيرة يمكن أخذها على محمل سوء النية، وتلقى اتهامات من ترامب عشية الانتخابات الرئاسية بأنه أظهر انحيازًا لهيلاري وهذه اتهامات تم إثباتها، وزوكربرج اعترف بذلك بأن هناك قائمين في (فيس بوك) على اختيارات القصص بسبب ميول القائمين على الاختيار من فريقه".
ويري الخبير الإعلامي، أن "فيس بوك" معول هدم خطير للإعلام التقليدي، إلا في حال تنظيمه، مبينًا أن المؤسسات التقليدية استفادت من عائدات الإعلانات التي يستفيد منها "فيس بوك" لتتحول العلاقة هنا إلى تكامل.
وأثير الكثير من الجدل حول موقع "فيس بوك" على مدار الأعوام القليلة الماضية، وجرى حظر استخدام الموقع في العديد من الدول خلال فترات متفاوتة، كما حدث في سوريا وإيران، كما تم حظر استخدام الموقع في العديد من جهات العمل لإثناء الموظفين عن إهدار أوقاتهم في استخدام تلك الخدمة كذلك، مثلت انتقادات موجهة إلى "فيس بوك" مخاوف بشأن الحفاظ على الخصوصية واحدة من المشكلات التي يواجهها رواد الموقع، وكثيرًا ما تمت تسوية هذا الأمر بين طرفي النزاع.
كما يواجه موقع "فيس بوك" العديد من الدعاوى القضائية من عدد من رفاق زوكربيرغ السابقين الذين يزعمون أن "فيس بوك" اعتمد على سرقة "الكود" الرئيسي الخاص بهم وبعض الملكيات الفكرية الأخرى.
من ناحيته، يقول الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، إن "فيس بوك" استطاع أن يظهر نوعًا من الحوار الذي يتسم بالتنوع والجرأة والتعدد بما لا يمكن أن تستطيع أن يوجد في وسيلة إعلامية واحدة، موضحًا أنه أتاح درجة من الحرية وتبادل المعارف والمعلومات والأخبار بغض النظر عن دقتها وعدم دقتها بين الأفراد في جميع أنحاء العالم، ونشطت رجع الصدى في كل الأحداث والقرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بصورة أكثر جرأة وسرعة من وسائل الإعلام التقليدية.
ويوضح "العالم"، أن التطبيق يتسم بالسرعة الفورية للتزامن مع الأحداث ومتابعة كل ما يطرأ على أي حدث وفي ذلك المتابعات الخبرية تتسم بسرعة الايقاع وتطوير المعالجة الخبرية كل ذلك سحب من رصيد الوسائل الاعلامية التقليدية، إذ أنه أوجد نوع من أشكال التعارف الاجتماعي وصياغات جديدة وأساليب جديدة لتبادل المعلومات والنقاش في القضايا الحياتية بين مختلف الأفراد.