«الرى»: السد أكبر مشروع هندسى فى القرن الـ20.. ولولاه لتعرضت 30% من الأراضى لـ«البوار»

«الرى»: السد أكبر مشروع هندسى فى القرن الـ20.. ولولاه لتعرضت 30% من الأراضى لـ«البوار»
- الأراضى الزراعية
- البحر المتوسط
- الحدود الجنوبية
- الخديو إسماعيل
- الروح المعنوية
- السد العالى
- الصحراء الغربية
- القرن العشرين
- المسار السياسى
- المشروع القومى
- الأراضى الزراعية
- البحر المتوسط
- الحدود الجنوبية
- الخديو إسماعيل
- الروح المعنوية
- السد العالى
- الصحراء الغربية
- القرن العشرين
- المسار السياسى
- المشروع القومى
أدرك المصريون أهمية النيل منذ أقدم العصور، حيث أقيمت مشروعات التخزين السنوى مثل خزانى «أسوان وجبل الأولياء» على النهر للتحكم فى إيراده المتغير، كما أُقيمت القناطر لتنظيم الرى على أحباسه المختلفة، إلا أن التخزين السنوى لم يكن إلا علاجاً جزئياً لضبطه والسيطرة عليه.
وقالت وزارة الرى إن «إيراد النهر يختلف اختلافاً كبيراً من عام إلى آخر، إذ قد يصل إلى 151 مليار متر مكعب أو يهبط إلى 42 مليار متر مكعب سنوياً، وهذا التفاوت الكبير من عام لآخر يجعل الاعتماد على التخزين السنوى أمراً بالغ الخطورة، حيث يمكن أن يعرض الأراضى الزراعية للبوار، وذلك فى السنوات ذات الإيراد المنخفض، لذلك اتجه التفكير إلى إنشاء سد ضخم على النيل لتخزين المياه فى السنوات ذات الإيراد العالى لاستخدامها فى السنوات ذات الإيراد المنخفض، فكان إنشاء السد العالى أول مشروع للتخزين المستمر على مستوى دول الحوض يتم تنفيذه داخل الحدود»، ووفقاً لتقرير الوزارة، فإن السد العالى تم تصنيفه باعتباره أعظم وأكبر مشروع هندسى فى القرن العشرين من الناحية المعمارية والهندسية، متفوقاً فى ذلك على مشاريع عالمية عملاقة أخرى، فقد حمى مصر من الفيضانات العالية التى كانت تفيض على البلاد وتغرق مساحات واسعة فيها أو تضيع هدراً فى البحر المتوسط.
{long_qoute_1}
والسد العالى عبارة عن سد ركامى طوله عند القمة 3830 متراً، منها 520 متراً بين ضفتى النيل، ويمتد الباقى على هيئة جناحين على جانبى النهر، ويبلغ ارتفاع السد 111 متراً فوق منسوب قاع نهر النيل، وعرضه عند القمة 40 متراً، وتقع محطة الكهرباء على الضفة الشرقية للنيل معترضة مجرى قناة التحويل التى تنساب منها المياه إلى التوربينات، من خلال 6 أنفاق مزودة ببوابات للتحكم فى المياه، إضافة إلى حواجز للأعشاب، وتنتج محطة الكهرباء طاقة كهربائية تصل إلى 10 مليارات كيلووات/ساعة سنوياً، ولفت التقرير إلى أن المياه المحجوزة أمام السد بحيرة صناعية هائلة طولها 500 كيلومتر ومتوسط عرضها 12 كيلومتراً، حيث تغطى النوبة المصرية بأكملها، وجزءاً من النوبة السودانية، وقد صمم السد بحيث يكون أقصى منسوب للمياه المحجوزة أمامه 183 متراً، حيث تبلغ سعة البحيرة التخزينية عند هذا المنسوب 169 مليار متر مكعب، مقسمة إلى 31.6 مليار متر مكعب سعة التخزين الميت المخصص للإطماء، و89.7 مليار متر مكعب سعة التخزين التى تضمن متوسط تصرف سنوى يعادل 84 مليار متر مكعب موزعة بين مصر والسودان، وأشار التقرير إلى أنه تم تنفيذ مفيض لتصريف مياه البحيرة إذا ارتفع منسوبها عن أقصى منسوب مقرر للتخزين وهو 183 متراً، ويقع على بعد 2 كيلومتر، غرب السد فى منطقة بها منخفض طبيعى منحدر نحو مجرى النيل، حيث يسمح بمرور 200 مليون متر مكعب فى اليوم، كما تم إنشاء مفيض توشكى فى نهاية عام 1981 لوقاية البلاد من أخطار الفيضانات العالية وما يمكن أن يسببه إطلاق المياه بتصرفات كبيرة فى مجرى النهر من نحر وتدمير للمنشآت المائية المقامة عليه، حيث يتم تصريف المياه إذا زاد منسوبها أمام السد العالى على 178 متراً من خلال مفيض توشكى إلى منخفض يقع فى الصحراء الغربية جنوب السد العالى بنحو 250 كيلومتراً وهو منخفض توشكى، وقال المهندس عماد ميخائيل، رئيس هيئة السد العالى الأسبق بوزارة الرى، إنه لولاه لبارت 30% من مساحة الأرض المنزرعة خلال موسم 2015/2016، وأضاف «ميخائيل» لـ«الوطن»، أن «السد كائن حى عملاق يحرس الحدود الجنوبية لمصر لتأمينها وتجنيبها العطش والغرق»، مشيراً إلى أن عظمة مشروع السد العالى فى التفاف الشعب حوله، الذى أصبح الحلم والمشروع القومى، وهو ما أكد عليه الزعيم الخالد جمال عبدالناصر فى يوم 9 يناير 1963 عند وضع حجر أساس الأنفاق الرئيسية، حينما قال: (إن تصميم هذا الشعب هو سره الكبير وقوته صانعة المستحيل، فقد كنا على استعداد أن نبنى السد بأيدينا لو اقتضى الأمر مهما كان الثمن ومهما طال الزمن، ولقد كان الشعب هو مصدر التصميم على تطوير الحياة، فالشعب الذى بنى الأهرام إجلالاً للموت قادر أن يبنى السد هرماً جديداً تقديراً وتكريماً الحياة)»، وأشار إلى أن السد العالى حدث فريد فى حياة الشعب، فهو من أعاد لمصر المشروعات الكبرى التى اختفت من بعد محمد على والخديو إسماعيل، وكان يحول الاقتصاد والمسار السياسى والاجتماعى، كما غير روح المجتمع ورفع الروح المعنوية لهم.
{long_qoute_2}
وعن فوائد «السد» قال: «حمى مصر من كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة للفيضانات المتعاقبة شحيحة الإيراد فى الفترة من 1979 إلى 1987، حيث تم سحب ما يقرب من 70 مليار متر مكعب من المخزون ببحيرة السد العالى لتعويض العجز السنوى فى الإيراد الطبيعى لنهر النيل».