في ذكرى وضع حجر أساسه.. مشروعات قومية في مصر قوتها تعادل السد العالي

في ذكرى وضع حجر أساسه.. مشروعات قومية في مصر قوتها تعادل السد العالي
في 9 يناير 1960، شهدت البلاد حدثا تاريخيا غيّر من مصيرها لاحقا، وهو وضع حجر أساس السد العالي، الذي يعتبر أكبر وأهم مشروع هندسي في القرن العشرين من الناحية المعمارية والهندسية متفوقا في ذلك على مشاريع عالمية عملاقة أخرى، من أجل حماية مصر من الفيضانات العالية، التي كانت تفيض على البلاد وتغرق مساحات واسعة فيها أو تضيع هدرا في البحر المتوسط، وفقا لموقع وزارة الري والموارد المائية.
وترجع فكرة السد إلى المهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس، حيث تقدم بها إلي قيادة ثورة 1952، لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه، ليقرر المجلس إجراء الدراسات حول ذلك، ثم تم بدء العمل في تنفيذ المرحلة الأولى بوضع حجر الأساس في 9 يناير 1960، والتي شملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة، وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتى منسوب 130 مترا.
وبعد مرور 59 عاما، على ذكرى وضع حجر الأساس، شهدت مصر إقامة العديد من المشروعات في مجال الطاقة، والتي تعادل وتزيد قوتها على السد العالي، حيث إنه في البداية كانت طاقة السد تمثل حوالي 25% من إجمالي إنتاج الطاقة في مصر، وتنتج محطة الكهرباء طاقة كهربائية تصل إلى 10 مليار كيلو وات ساعة سنويا، وفقا للدكتور أشرف حميدة، أستاذ هندسة الطاقة بجامعة أسوان.
وأضاف حميدة، لـ"الوطن"، أن من بين المشروعات التي تعادل طاقتها السد العالي، هو مشروع محطة "بنيان" العملاقة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بأسوان، فضلا عن مشروع الضبعة النووي المنتظر استكماله والذي ستفوق طاقته العديد من السدود، مضيفا أن محطتي البرلس والكريمات ترتفع طاقتهما عن السد العالي.
وأكد أن البلاد وصلت مؤخرا لمستوى عال للغاية في توليد الكهرباء سواء من خلال الطاقة المتجددة أو غيرها، وهو ما لم يكن متوقعا قبل تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي حقق طفرة نوعية في ذلك المجال بمصر، لتشهد فائض كبير بين الفائض والاستغلال، لأول مرة في تلك الفترة.
ومنذ تولي السيسي، شهدت البلاد تدشين العديد من المشروعات الخاصة بالكهرباء والطاقة المتجددة أبرزها في يوليو الماضي، حيث افتتح السيسي أكبر 3 محطات كهرباء في الشرق الأوسط وإفريقيا، وهي محطات "بني سويف والبرلس والعاصمة الإدارية"، بقدرة 9 آلاف و600 ميجاوات، إضافة إلى محطة جبل الزيت لتوليد الكهرباء من الرياح التي تعد الأضخم من نوعها في العالم، حيث تصل قدرتها 200 ميجاوات بتكلفة بلغت 218 مليون يورو، ويضم في مجمله 390 توربين رياح، وسيتم ربط المشروع بالكامل بالشبكة القومية للكهرباء.
محطة "بنيان" العملاقة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بأسوان، تعتبر من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية على مستوى العالم، من حيث القدرة في مكان واحد، كونه يستهدف تدشين 40 محطة للطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء بواقع 50 ميجاوات لكل محطة، بما يعادل حجم الإنتاج نحو 2000 ميجاوات، حيث إنه في 20 ديسمبر 2017، دخلت أول 50 ميجاوات منتجة من أول محطة للطاقة الشمسية بموقع بنبان في أسوان، في إطلاق البث التجريبي للمحطة.
ويعد "بنبان" ضمن مشروع "شموس النوبة" بأسوان، الذي يستهدف توليد 752 ميجاوات من الطاقة الشمسية لإمداد أكثر من 350 ألف من السكان بالكهرباء، وتوفير ما يصل إلى 6 آلاف فرصة عمل خلال أعمال البناء، وهو مقام على مساحة 37 كيلو مترا مربعا، ويبلغ حجم الاستثمار به 653 مليون دولار في 13 محطة من أصل 32، بينما القدرة الإنتاجية للمشروع هي 2000 ميجاوات، و3.4 مليار دولار تقريبا هي تكلفة المشروع الاجمالية.
ومن بين أبرز المشروعات، أيضا، مشروع "الزعفرانة" لطاقة الرياح، البالغ مساحته 120 كيلو مترا جنوبي السويس، ويشمل 700 محطة لتوليد الطاقة من الرياح، ويمكنها توليد 550 ميجاوات من المشروع، على أن يستفيد منها 12 ألف منزل، بينما تبلغ تكلفة المشروع 320 مليون دولار.
كما أنشئ مصنع لإنتاج ريش التوربينات لتوليد طاقة الرياح بطاقة 2000 ميجا وات وباستثمارات 2 مليون دولار، وجار تنفيذ عدد من مشروعات إنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية بإجمالي قدره 2105 ميجا وات في أسوان والمنيا.