رئيس «كتاب العراق»: اتحادنا يمول ذاتيا.. وأنشطة لتعويض غياب دور العرض

رئيس «كتاب العراق»: اتحادنا يمول ذاتيا.. وأنشطة لتعويض غياب دور العرض
- اتحاد الكتاب
- التنوع الثقافى
- الثقافة العراقية
- الثقافة والفنون
- اتحاد الكتاب
- التنوع الثقافى
- الثقافة العراقية
- الثقافة والفنون
أكد الناقد ناجح المعموري، رئيس اتحاد الكتاب بالعراق، أن المثقفين في بلاده يبذلون جهوداً مضاعفة للحفاظ على الموروث الحضاري، كما أن الاتحاد يحرص على مواصلة تقديم العديد من الأنشطة الثقافية والفنية لتعويض غياب المؤسسات الفنية.
وشدد «المعموري»، في حواره، لـ«الوطن»، على أهمية الحفاظ على التنوع العرقي المميز لبلاده، الذي تأثر بالأحداث الدامية التي مر بها العراق، مبدياً قدراً من التفاؤل بحصول نادية مراد على جائزة «نوبل»، كونه يُعد اعترافاً من المجتمع الدولي بجرائم «داعش»، وإلى نص الحوار:
* في الظروف التي تمرون بها، هل يقدم اتحاد كتّاب العراق أنشطة؟
- نعم، ويمول أنشطته الكبيرة ذاتياً، ولا يتعاون مع السلطة، بل على العكس، دائماً ما يشارك بالتظاهرات الضخمة التى تنطلق عصر كل جمعة فى ساحة التحرير ببغداد، ويسهم عدد كبير من الشعراء بإلقاء القصائد الحماسية وسط الجماهير، فموقفنا مع السلطة موقف «القط والفار»، وكثيراً ما داهمت الميليشيات اتحادنا وحدثت تجاوزات.
* وما أبرز الأنشطة التي يمارسها الاتحاد ببغداد؟
- يضم الاتحاد أكثر من 14 تشكيلاً ثقافياً وفنياً فاعلاً، منها بيت الشعر، بيت المسرح، السرد، الملتقى الإذاعي والتليفزيوني، منتدى نازك الملائكة، ومركز «مامي للدراسات النسوية»، بالإضافة إلى أنشطة أخرى تقوم بها فروع الاتحاد بالمحافظات، بخلاف وجود أنشطة لنقابة الفنانين.
* هل هناك انتظام بالفعل لهذه الفعاليات؟ وهل لها حضور جماهيري معقول؟
- نعم الفعاليات منتظمة بجدول ثابت، والحضور كثيف جداً، والقاعات ضخمة تتسع لهم، كما أن الحضور نسوى وذكورى، ممن لهم اهتمامات بالشأن الثقافى. ونحن، من خلال الاتحاد، نفتح مجالاً لاستعادة بغداد لحياتها المدنية من خلال الفن، فنقوم بعرض الأفلام الأجنبية من خلال شاشة كبيرة لدينا، كما نتيح الدخول مجاناً، مع تقديم نقدى للجمهور للتعريف بالفيلم وصنّاعه، كتعويض لفقدان بغداد التى كانت مشهورة بالثقافة والفنون، والتي خسرت العشرات من البنايات السينمائية التي تحولت إلى مطاعم ومحلات لبيع الأثاث.
* وماذا عن دور العرض السينمائي والمسارح؟
- لا توجد بالبلاد قاعات عرض سينمائي، ولا قاعة مسرح، سوى مسرح قومي واحد شعبي تابع للدولة، وتذكرته بـ10 آلاف دينار عراقى، ما يقارب 8 دولارات.
* هل يذهب الناس إلى هذا المسرح رغم ارتفاع سعر تذكرته؟
- نعم، العائلات تحضر، لأنها محاصرة روحياً وثقافياً، فالحياة متعبة داخل العراق.
* لم لا يتم إنشاء دور عرض مسرحى وسينمائى طالما أن الإقبال بهذه الكثافة؟
- من الذى من الممكن أن ينشئ مثل هذه الدور؟ فالحكومة إسلامية، وضد الفنون والجمال، وحتى المستثمر العراقى لا يتحمس لذلك لأن غرضه الأساسى الربح المادى، ومشروعات الفن غير مربحة.
{long_qoute_1}
* هل أفهم من حديثكم أن الرقابة مشددة على الكتاب أيضاً؟ كيف تسير حركة النشر؟- بعد السقوط فى 2013، ودخول القوات الأمريكية، نشأت حركة نشر واسعة بالعراق، وتزداد هذه الحركة نشاطاً مع الوقت، وكان النشر من قبل من مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة اسمها «دار الشئون الثقافية»، وكان النشر زمن النظام السابق، وقت صدام حسين، مقصوراً للبعثيين، وتكاليف النشر الخاص فى الوقت الحالى ليست كبيرة، فالمؤلف يكتب ويذهب لدور النشر فى الداخل ودور النشر العربية، يطبعون له ويسوقون الكتب، والرقابة غير مشددة على المواد المكتوبة بما فيها الصحافة. والإسلاميون ضد البصريات والموسيقى، وكانوا يداهمون بعض الكباريهات التى تقدم مطربين.
* هل تدعم وزارة الثقافة حركة النشر؟
- تدعم بالممكن عن طريق دار الشؤون الثقافية التى تدعم الكتاب، وتمنح المؤلف 100 نسخة، وتضع عليه شرط أن يشترى 150 نسخة بـ100 ألف دينار، كشكل من أشكال الدعم، فإذا طبع خارجها تكلف 400 دولار، وفاتنى أن أقول لكِ إن اتحاد الكتاب ابتدأ بخطة دعم الأدباء بطبع أعمالهم، ويتحمل 50% من النفقات، والمؤلف يتحمل الباقى، وذلك لأعضائه، ويصدر الكتاب 500 نسخة، نصفها للمؤلف، ونصفها للاتحاد يوزعها مجاناً، وطبعنا هذا العام إلى الآن 75 كتاباً. ولدينا مجلة اسمها «الأديب العراقى» مطبوعة طباعة فاخرة بالألوان، فالاتحاد من المؤسسات الثقافية ذات التاريخ العريق، وأشرفت على عمله شخصيات بارزة ليس على مستوى العراق فقط، وإنما على مستوى الوطن العربى، ونتمنى أن نستطيع دعم الكتاب المرضى.
{long_qoute_2}
* التنوع العرقي.. كيف أثّر ذلك على الشأن الثقافي بالعراق؟
- يختلف العراق عن الأقطار العربية الأخرى بسبب التعدد النوعى للقوميات والطوائف، فلدينا كرد وتركمان وإيزيدية وآشوريون وكلدان وأرمن. وهذه القوميات متباينة الحجوم، وهذا التنوع الثقافى يلعب دوراً مهماً فى رسم الملامح الثقافية للبلد، ما يسهم فى إنتاج الملمح الثقافى والفنى، وذلك فى حالة توفر ظروف طبيعية وسياسية. والقوميات التى تمتعت بحقوق أساسية زمن نظام صدام الكرد والتركمان فقط، فالكرد يدرسون بالمدارس بلغتهم القومية من الابتدائية إلى الجامعة، ويلبسون أزياءهم الخاصة بالمناسبات، وغناؤهم باللغة الكردية، والتركمان كذلك، لكن ظلت بعض القوميات مثل الآشوريين والآراميين والسريان، يمارسون حقوقاً محدودة، وهذا التنوع يُعد من الظواهر التى تؤشر لحيوية أي شعب من شعوب الأرض، وهذا الذي جعل الشعب العراقي يقبل التجاور والتحاور مع الكردي، مع اختلاف وجهات النظر، وهذا من الظواهر المهمة ببلدنا.
* وما مردود الأحداث التي تمر بها البلاد على هذه الوحدة؟
- الميليشيات المسلحة لعبت دوراً خطيراً فى ممارسة العنف ضد المسيحيين والصابئة والسريان، لذلك حدثت هجرات واسعة جداً للخارج وأوروبا. وتناقص عدد بعض الطوائف وممثلى الديانات من المتاعب الثقافية التى ستبرز لاحقاً، فبسبب الهجرة فقدت 60% من عناصر بعض العناصر المسيحيين والإيزيديين الذين تعرضوا للهجرة والسبى من قبَل «داعش» فى الشمال، فوجود المسيحيين فى العراق عوّد العراقيين على تداول التسامح والمحبة. والحركات الإسلامية لعبت دوراً في إضعاف هذا الجانب من أجل الإبقاء على ديانة واحدة هى الدين الإسلامي وهذا أمر خطير جداً، بخلاف الخلاف الذى أتوقع أن يظل قائماً لفترة طويلة بين السنة والشيعة بسبب غياب بعض المكونات السياسية التى طردت نفسها خارج العراق، فالحركات السُنية تحرص على الإبقاء على نفسها فقط.
{long_qoute_3}
*كيف يؤثر ذلك على المثقف العراقي بالتحديد؟
- يشعر بفقدان الأمن والهدوء، وغياب التنوع يؤثر سلبياً على عمق الثقافة العراقية، لأنه كلما تعددت القوميات ازدهى النسيج الاجتماعى والثقافى، وتنوعت وسائل التعبير عن الحياة وعن الجمال، فالعراق يعرف، على مدار 6 آلاف سنة، حضارة متقدمة جداً.
* نادية مراد الإيزيدية حصلت على جائزة نوبل للسلام مؤخراً.. كيف تم استقبال الخبر فى العراق؟
- جائزة نوبل تعني شيئاً آخر بالنسبة لنا، وهو أن المجتمع الدولى اعترف بجرائم داعش، وما لحق بالإيزيدين من عنف واغتصاب. وهذا يعنى أن المحاكم الدولية ستضع المجرمين والقتلة تحت طائلة العقاب، وهذا جانب مهم، ومنح «نوبل» لهذه الشابة التي تعرضت للاغتصاب وجابت بلدان العالم للتعريف بقضيتها ومحنتها يعنى شيئاً كبيراً، ينطوى ضمناً على الاعتراف الكبير بالقدرات الذاتية للمرأة. وأعتقد أن المرأة هى القادرة على أن توفر قدراً كبيراً من الأمن الثقافي، من خلال استعدادها لاستيعاب ما هو جمالي في الحياة، الأم الكبرى في الحضارة السومرية هي التي ابتكرت الرقص والغناء لأول فى تاريخ العالم، وهى التى اخترعت العطور والخمور، وهي أعمال كيماوية، أي صاحبة عقل متطور.